فتح معبر "كرم أبو سالم"... هل قدمت المقاومة في غزة تنازلات لإسرائيل؟

بعد أسبوع من الإغلاق، فتحت إسرائيل، معبر "كرم أبو سالم" مع قطاع غزة، وسط تساؤلات بشأن دوافع تراجع تل أبيب، عن خطوتها، وما إذا كانت قد تقدمت المقاومة الفلسطينية هناك بتنازلات أم لا.
Sputnik
وتزداد التوترات بين إسرائيل، وحركة "حماس" أخيرًا، وكشفت تقارير أن الجيش الإسرائيلي، بعث برسائل إلى حركة "حماس" الفلسطينية، والتي تحمل ‏تحذيرا لقادتها.
وتقول التقارير أن مسؤولين أمنيين بارزين في الجيش الإسرائيلي، حذروا "حماس" من خلال وسطاء، من إطلاق صواريخ من قطاع غزة، خلال الفترة القريبة، وذلك مع استعداد اليهود للاحتفال برأس السنة العبرية، وفقا لموقع "i24" الإسرائيلي.
وفاة أحد المصابين الإسرائيليين في عملية الدهس وسط الضفة الغربية
وشملت الرسائل، التي نقلتها دول تربطها علاقات دبلوماسية مع الجهتين، على تحذير واضح بأن "إسرائيل، سترد بقوة شديدة في حال إطلاق صواريخ، دون استبعاد شن عملية عسكرية".
وأعادت إسرائيل، أمس الأحد، فتح معبر "كرم أبو سالم" التجاري لاستئناف الصادرات الفلسطينية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وإسرائيل، بعد إغلاقه لنحو أسبوع، على خلفية محاولة تهريب متفجرات.

فك الحصار

اعتبر ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "إعلان إسرائيل، إعادة فتح معبر "كرم أبو سالم" ضمن تنازلات قدمتها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي من بينها مسيرات العودة، لا يعد تنازلا من قبل قطاع غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "المقاومة الفلسطينية بكافة أنواعها وأشكالها هي مشروعة ضد الاحتلال ومن الثوابت الوطنية لدى كافة الفلسطينيين، على رأسها المقاومة الشعبية السلمية، والتي تتمثل في مسيرات العودة،وهذا في ظل حصار الذي لا يزال مستمرًا على قطاع غزة، منذ أعوام وليس أيام".
مقتل طفل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية
وقال أبو عطيوي إنه "من المعلوم للجميع أن سلطات الاحتلال تتحكم بكافة منافذ ومعابر قطاع غزة، وتحاول مرارًا وتكرارًا تحت حجج باطلة وواهية تضييق الخناق اقتصاديًا على القطاع، لذلك يعتبر إيقاف مسيرات العودة، بعد الإعلان عن فتح "معبر كرم أبو سالم" التجاري هو بمثابة التأقلم والتكيف الوطني لفصائل المقاومة مع الواقع المعيشي للمواطنين في قطاع غزة".
وأوضح أن "المقاومة في القطاع تحاول تسهيل فرص العيش قدر المستطاع للفلسطينيين، في استمرار لحركة المعابر المفتوحة وخصوصًا التجارية تلبيةً لاحتياجات المواطنين المعيشية، وهذا يحسب بالإيجاب لفصائل المقاومة، في ظل بحث الاحتلال وبشكل مستمر عن أقل الذرائع والمبررات الكاذبة في تضييق الخناق على سكان القطاع من خلال إغلاق كافة المنافذ والمعابر".
وأكد أن "إسرائيل لا تحتاج لأي مبررات أو حجج أو أكاذيب لتشديد الحصار التجاري وإغلاق المنافذ، بل يصل الحد لتعاملها بمزاجية بشعة مع المواطنين في قطاع غزة، التي تحملها بطريقة غير مباشرة فشل حكومته في إدارة شؤونها الداخلية.
وأضاف: "في المقابل، لا يخفى على أحد أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة، وخصوصًا في الضفة الغربية، التي تعيش على صفيح ساخن بسبب ممارسات الاحتلال اليومية والقمعية، وتواصل عمليات القتل والمداهمات والاعتقالات والاجتياحات والتهويد والاستيطان والاعتداء على الأماكن المقدسة، فكل هذا وفي ظل استمرار حصار قطاع غزة، يثبت أن الاحتلال وحكومته الفاشية تستهدف كل ما هو فلسطيني".
رئيس سابق لـ"الموساد" الإسرائيلي: بلادنا تفرض الفصل العنصري في الضفة الغربية

أنشطة مستمرة

بدوره اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن "قرار فتح معبر "كرم أبو سالم" جاء عقب انتهاء مدة الإغلاق، بسبب ادعاء إسرائيل، وجود محاولة لتهريب المواد المتفجرة، فيما لا تريد إسرائيل، شحن الأجواء وتوتير الأوضاع أكثر مما هو عليه الآن".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الصواف: "لا علاقة بين فتح المعبر والنشاطات الفلسطينية، بالقرب من السلك الشائك بين القطاع وفلسطين المحتلة، وهي مستمرة بشكل أو بآخر"، مؤكدًا على وجود فاعلية كبيرة للمقاومة في غزة وللغرفة المشتركة في مخيم ملكة، وهو دليل على استمرار مثل هذه الأنشطة، بحسب قوله.
وأوضح الصواف أن "مناورة "الركن الشديد"، التي أعلنت عنها المقاومة، تؤكد الاستعداد لمواجهة إسرائيل، في حال فكرت في شن عملية عسكرية، كما تعد هذه الأنشطة أحد أدوات المقاومة، التي تؤكد على الحق الفلسطيني فيما يقوم به"، مؤكدًا أنها "تأتي للتأكيد على استعداد قوى وفصائل المقاومة لأي تهديدات إسرائيلية".
محافظ القدس لـ"سبوتنيك": خطط إسرائيل الاستيطانية في الضفة تستهدف طمس القضية الفلسطينية
وأصدر الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، قرارًا بوقف مرور البضائع من قطاع غزة إلى أسواق الضفة الغربية وإسرائيل، حتى إشعار آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "عثر على مواد متفجرة تقدر بعدة كيلوغرامات، خلال التفتيش الأمني للبضائع القادمة من قطاع غزة، إلى معبر "كرم أبو سالم".
يشار إلى أنه، في الآونة الأخيرة، تصاعدت التهديدات الإسرائيلية، باستهداف قيادات من "حماس"، ومن حركة "الجهاد الإسلامي" في الداخل والخارج، إذ تحملهم إسرائيل المسؤولية عن التصعيد الأمني في الضفة الغربية، الذي أودى بحياة 34 إسرائيليا، منذ بداية العام الحالي.
مناقشة