وأضاف في حديثه لـوكالة "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأفريقي بدأ يميل نحو التمرد وفي مناطق محددة غرب البلاد منذ الساعات الأولى لاشتعال الحرب في السودان، وهذه سابقة خطيرة جدا، حيث لم تكن تلك المواقف معتادة من الاتحاد في العديد من حالات التمرد التي تكررت في القارة الأفريقية.
وتابع عبد العاطي: "ما حدث من الاتحاد الأفريقي هو مسألة مثيرة للشك، بأن الاتحاد لم يعد يعمل وفق نظامه الأساسي الذي يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، بجانب عدم تحفيز أو تأييد وموالاة الذين يخرجون عن السلطة العامة في السودان أو في أي دولة أفريقية، لكن وبكل أسف بدأ الانحياز واضحا في أزمة السودان".
وأشار القيادي في "نداء السودان"، إلى أنه لم يتم اتهام الاتحاد الأفريقي تجنيا عليه، بل أن الأمر بدا واضحا بمطالبة الاتحاد أن يتدخل في السودان، الأمر الذي دفع الخرطوم بالمطالبة بتنحي الرئيس الكيني عن رئاسة "إيقاد" وكذلك الرئيس الإثيوبي الذي يبدو أن له تنسيق مع الأمين العام للاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بقضية السودان، رغم أن الرئيس الإثيوبي هو نفسه الذي حذر من أي تدخل أممي أو أفريقي في النزاع الذي جرى بين الحكومة وإقليم التيغراي، رغم أن الحرب كادت تصل إلى العاصمة أديس أبابا.
وأوضح عبد العاطي، أن الوضع معقد جدا بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي الذي انحرف تماما عن دوره القانوني ونظامه الأساسي، مشيرا إلى أن هذا التدخل من جانب الاتحاد في السودان يفقده استقلاليته واحترامه لنظامه الأساسي، وتأكد هذا الاتجاه عندما قام بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية، الأمر الذي دفع المغرب للانسحاب.
وشدد القيادي السوداني، على أن النظام الأساسي للاتحاد الأفريقي يقوم على عدم احترام الاتحاد لأي تمرد أو انقلاب أو خروج على الدولة أو انفصال، بل يحترم فقط دولة بحدودها الجغرافية التي تركها الاستعمار، مشيرا إلى أن السودان نموذج واضح جدا لانحراف الاتحاد الأفريقي عن نظامه الأساسي.
وقال عبد العاطي: "لا أعتقد أن مسألة انحياز الاتحاد الأفريقي أو عقده لقاءات مع قادة التمرد الذين يحرضون على السلطة في السودان، يمكن أن يؤثر في الحرب، لأن هناك رأي عام يعلم جيدا ما يحدث على الأرض والسلطة الحالية ليست مخيرة إزاء ما حدث لشعب السودان من نهب بالطرقات واغتصاب للحرائر وإذلال الناس وإخراجهم من منازلهم وتدمير البنية الأساسية، في تلك الحالة لا مجال للحديث عن أي ضغط من جانب الاتحاد الأفريقي".
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، السبت الماضي، أنه لا يرفض السلام والدليل على ذلك قبوله بالعديد من المبادرات بما فيها منبر جدة.
وطالب البرهان، في كلمة له نشرتها صفحة القوات المسلحة السودانية على "فيسبوك"، (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة)، الاتحاد الأفريقي بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه من الأزمة في السودان، قائلا: "رسالتنا للاتحاد الأفريقي بأنه إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم".
وأضاف: "لو انحرفت منظمة الإيغاد عن مسارها فنحن كسودانيين قادرين على حل مشاكلنا دون الحاجة لأحد"، متابعا: "لكل من يتقوى بمليشيا الدعم السريع المحلولة فقد ذهبت بغير رجعة وبالإتحاد الأفريقي فرؤيتنا فيه واضحة بأنه ليس مسموحا بتدخله في شأننا الداخلي بشكل غير مقبول".
واستنكرت وزارة الخارجية السودانية تصريحات الناطق الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن لبات، ووصفت لغته بـ"الهابطة"، مؤكدا أن تعليق لبات لا يستحق ردا عليه.
وفي وقت سابق، قال لبات في بيان: "نشرت بعض وسائط التواصل أخيرا خطابا منحطا يندد بمقابلة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، لمستشار الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، وأخيرا تم توزيع المنشور من طرف سفارة السودان في أديس أبابا".
وشدد متحدث مفوضية الاتحاد الأفريقي على أن الاتحاد "في مقاربته لأزمة السودان يلتقي بكافة الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية على اختلاف أنواعها بمن فيهم بعض دعائم النظام المخلوع سنة 2019، رغم الاعتراضات الشديدة لبعض القوى التي أطاحت بذلك النظام".
وكانت قوات الدعم السريع كشفت في بيان لها في 3 سبتمبر/أيلول الجاري عن لقاء جمع مستشارها السياسي عزت يوسف، بموسى فكي في أديس أبابا حيث بحثا "حل الأزمة في السودان وإيقاف الحرب"، وبعدها استنكرت وزارة الخارجية السودانية، لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، مع المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها، إن "لقاء فكي مع ممثل الدعم السريع مخالفة لنظم وأعراف الاتحاد الأفريقي"، مؤكدة أنها "سابقة خطيرة ويمنح المليشيات شرعية لا تستحقها".
وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد الخميس الماضي، أنه "لم ينقطع عمل جهاز المخابرات السودانية ولا منسوبيه، منذ اندلاع الصراع العسكري مع قوات الدعم السريع، في أبريل/ نيسان الماضي".
وأوضح خلال زيارته مقر جهاز المخابرات السودانية أنه "لم تتوقف جهود أفراد المخابرات، ولم تنقطع المعلومات لحظة واحدة، وكانت سببا في نجاح الضربات الموجعة للتمرد العسكري"، وفقا لصحيفة "السوداني".
وتتواصل، منذ أكثر من 4 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتمركز معظمها في العاصمة الخرطوم، والتي أسفرت عن المئات من القتلى، وإصابة المدنيين.
ولعبت أطراف عربية وأفريقية ودولية دور الوسيط لوقف إطلاق النار في السودان، لكنها فشلت في التوصل إلى وقف القتال بشكل دائم.