وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن "تهديدات المشاط (القيادي في جماعة أنصار الله) ما هي إلا "زوبعة في فنجان"، حيث تعتقد قيادة هذه الجماعة أن تهديداتها للأشقاء في السعودية وغيرها، تجعل الآخرين ينفذون طلباتهم التي لا تنتهي".
وأشار عسكر إلى أن "المجتمع الدولي قد أعطى الفرصة لمليشيات الحوثي حتى تنخرط بنوايا صادقة تجاه السلام، إلا أن المشكلة تكمن في أن هذه الجماعة تشعر بأن الحرب ساعدتها على استمرار نفوذها، وأن السلام يجعل المواطنين الذين يعيشون تحت سلطتهم يطالبون بحقوقهم الأساسية المتمثلة في المرتب والجانب الصحي والتعليمي".
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني: "إنه بدون خارطة طريق واضحة تعالج جذور النزاع المسلح في اليمن، وأهم القضايا التي تهم الناس، سيكون كل ما يجري الحديث عنه من مفاوضات ومبادرات من قبيل التسويق لسلام زائف وقاصر ولا يلبي تطلعات اليمنيين، وسيكون مصيره الفشل، وهو ما لا نتمناه".
ولفت المسؤول اليمني السابق إلى أن "حالة الترقب التي يعيشها المهتمين بالشأن اليمني، تنتظر نتئاج اتفاق مسقط، للدخول إلى مرحلة جديدة من إعادة الأمل وتحقيق السلام".
وتطرق محمد عسكر إلى البيان الختامي لجلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن اليمن، الذي أكد على "سرعة إنجاز ملامح اتفاق تؤكد على استمرار الهدنة بشكل رسمي، ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن وهو يجري العمل عليه في الوقت الراهن".
واختتم عسكر: "نتمنى أن يكون هناك سلام دائم في اليمن، لأن الناس وصلت معاناتهم الإنسانية سواء في المناطق المحررة أو في المناطق الأخرى إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة على جميع المستويات".
وأعلن مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، البيان الختامي للجلسة التي تم تخصيصها للأزمة في اليمن، مؤكدا أهمية تحقيق تقدم سريع وملموس في المناقشات الجارية بشأن السلام في اليمن.
ورحب المجلس، في بيانه، بدعم السعودية وسلطنة عمان المتواصل لجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، مجددا التأكيد على ضرورة تحقيق تقدم ملموس في المناقشات الجارية المستمرة منذ أكثر من عام بشأن إرساء عملية سلام في اليمن، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال أعضاء المجلس إنه "من المهم تحقيق تقدم سريع وملموس في المناقشات الجارية بشأن السلام في البلاد"، معربين عن دعمهم الكامل لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها.
وشدد الأعضاء على "ضرورة الحفاظ على الهدوء السائد بموجب سريان بنود الهدنة الأممية رغم انتهائها قبل نحو عام، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المحتاجين، وتأمين سلامة العاملين في المجال الإنساني".
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة "أنصار الله" في اليمن، مهدي المشاط، وجه أمس الأحد، رسالة إلى دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، قائلا: "إنهم بحاجة إلى أن يجربوا قوتنا الصاروخية".
وقال المشاط، خلال كلمة له في محافظة الحديدة، إن "القوة الصاروخية اليمنية أصبحت قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان من أي مكان في اليمن، وليس من منطقة بعينها".
وأشار إلى أنه "في العام الماضي تم الإعلان أن القوات البحرية اليمنية امتلكت السلاح الذي تستطيع من خلاله ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن"، لافتا إلى "أنها كانت رسالة ردع لقوى العدوان".
وكان زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، هدد الشهر الماضي، التحالف العربي بقيادة السعودية، باستهداف مشروع "نيوم" السعودي، في حال عدم حدوث تطورات إيجابية في جهود الوساطة التي تقودها سلطنة عُمان بين الجماعة والمملكة.
وقال الحوثي في كلمة بثها تلفزيون "المسيرة"، المتحدث باسم الجماعة: "تحالف العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي) يصر على الاستمرار في حصارنا واحتلال أجزاء واسعة من بلدنا وتفكيكه، وعلينا مواجهة ذلك كضرورة واقعية".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، رعى وفد عُماني محادثات في صنعاء، بين جماعة "أنصار الله" اليمنية ووفد سعودي رسمي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن، وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.
ويشهد اليمن هدنة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" اليمنية إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014، تسيطر "أنصار الله" اليمنية، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.