وتعد تلك القطعة الأثرية واحدة من بين مئات القطع التي امتدت إليها أيدي العابثين ولصوص الآثار في المناطق التي سيطرت عليها العصابات المسلحة وعاث فيها الإرهابيون تخريبا ونهبا.
استرجاع آثار سورية مسروقة من بريطانيا
© Sputnik . Ali Hashem
وأشارت الوزيرة السورية في تصريح لـ "سبوتنيك" إلى أن مبادرة استرجاع القطع الأثرية السورية إلى موطنها، هي نتاج التعاون الثلاثي بين متحف عُمان الوطني والمديرية العامة للآثار والمتاحف بالجمهورية العربية السورية، ومتحف الإرميتاج في روسيا الاتحادية، واستكمالا لمسيرة التعاون في شأن حفظ وصون التراث السوري الذي تضرر خلال سنوات الأزمة.
وأكدت المشوح أن "لهذا الاسترداد رمزيته الخاصة، لكونه انتصار للحق على الباطل، وللحضارة على الهمجية"، مضيفة: "اليوم تكلل بالنجاح جهود كبيرة بذلتها لسنوات عدة أطراف يدفعها إدراكها للقيمة الإنسانية الحضارية لهذه الآثار، وإيمانها العميق بفداحة جريمة سرقتها وتهريبها، وبضرورة مكافحة الإتجار غير المشروع بها وردها إلى أصحابها".
وقالت الوزيرة "إن الآثار السورية تم إيجادها في بريطانيا من خلال صحفي بريطاني تنبه إلى وجود قطعة آثار مسروقة في بلاده، وهي حجر "الساكف الحوراني" وتحمل مسؤولية التحقق من هويته وفيما إذا كان سوري المنشأ، وبالتعاون مع المختصين في المديرية العامة للأثار والمتاحف الذين بذلوا جهودا حثيثة في تدقيق الوثائق المتحفية وشرعوا برحلة بحث شاق في المواقع التي تعرضت للتخريب والسرقة، وركزوا جهودهم على المنطقة الجنوبية حيث الأحجار البازلتية".
استرجاع آثار سورية مسروقة من بريطانيا
© Sputnik . Ali Hashem
وتابعت: "تم التواصل مع البعثة الفرنسية التي عملت سابقا في موقع "نوى"، فتبين لهم أن الساكف الحوراني سُرق من الموقع الذي كان آنذاك تحت سيطرة "جبهة النصرة". ثم استكملوا إجراءات طويلة مع المتحف البريطاني بعد تحرير الموقع وزودوا المتحف بكل الوثائق والصور التي تثبت أن القطعة سورية حورانية".
وكان قد احتفل المتحف الوطني اليوم بتسليم قطع أثرية سورية إلى موطنها من المتحف البريطاني بالمملكة المتحدة، وذلك من خلال التنسيق مع عدد من الجهات العسكرية المعنية بالشؤون الأثرية المحلية والدولية، وفي إطار جهود الوساطة التي يتبنّاها المتحف الوطني، ودعمه لجهود حفظ وصون التراث الثقافي السوري المتضرر خلال سنوات الأزمة.
يذكر أن القطع الأثرية المعادة هي "ساكف" حجري، وأجزاء من مبنى أثري مصنوعة من الحجر الصابوني تعود لمنتصف القرن الرابع الميلادي (الدولة البيزنطية)، ويعود أصل القطع الأثرية إلى موقع نوى الأثري، في مدينة حوران الواقعة في جنوب الجمهورية العربية السورية.