ووجه أعضاء البرلمان الأوروبي انتقادات إلى أنقرة لعدم تقييدها وسائل الإعلام الروسية وسط العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مع تعزيزها التجارة الروسية التركية، واستضافة المواطنين الروس، وعدم انضمامها إلى تبعية فرض العقوبات ضد موسكو.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار والتوسيع، أوليفر فارهيلي في التقرير: "من الضروري أن تظل تركيا منخرطة مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك بشأن تنفيذ العقوبات ضد روسيا، لا سيما فيما يتعلق بالمنتجات الخاضعة للعقوبات".
كما أعرب التقرير في الوقت نفسه، عن مخاوف بشأن "الانخفاض الكبير في اصطفاف تركيا مع السياسة الخارجية والدفاعية للاتحاد الأوروبي، إذ انخفض إلى 7٪ فقط في عام 2021".
من ناحيتها، انتقدت وزارة الخارجية التركية، التقرير السنوي الأخير للبرلمان الأوروبي حول تركيا، وقالت في بيان إن التقرير عبارة عن "مجموعة من الادعاءات والأحكام المسبقة التي لا أساس لها من الصحة"، وأظهر أن أعضائها فشلوا في تطوير "النهج الاستراتيجي الصحيح تجاه الاتحاد الأوروبي، وكذلك تجاه منطقتنا".
وقال خبراء لـ"سبوتنيك"، إن نشر تقارير غير ملزمة مناهضة لتركيا، هو أمرا ليس نادرا بالنسبة للبرلمان الأوروبي.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة أنقرة باشكنت، حسن أونال، في تصريحات لـ"سبوتنيك": "أود فقط أن أقول إن البرلمان الأوروبي على وجه الخصوص معتاد على إصدار تقارير مناهضة لتركيا، والتي لا تؤخذ على محمل الجد في تركيا".
ووصف أونال التقرير بأنه
"مجرد ورقة بيروقراطية أخرى تملأ رفوف البرلمان الأوروبي، والتي تؤكد على أنه ينبغي التعامل معه في تركيا كمؤسسة معادية للغاية، وهذه هي الطريقة التي يُنظر إليه في الواقع".
وأضاف: " البرلمان الأوروبي يجعل من نفسه أضحوكة في الأساس، أنت تضحك أحيانا ثم ترمي الورقة بعيدا، وتترك الأمر للبيروقراطيين للتعامل معها، بشكل عام، هذه هي الطريقة التي يُنظر بها إلى الأمر في هذا البلد".
ولم يستبعد حسن أونال وقوع تركيا ضحية لمطاردة الاتحاد الأوروبي بسبب علاقتها بروسيا، مضيفا أن أنقرة "ترى بشكل أساسي فرصة أكبر في التعامل مع" موسكو، ولكن ليس من خلال التربح من الحرب".
وأشار الخبير السياسي إلى أن
"وسائل الإعلام الروسية في تركيا تتمتع بحرية العمل بشكل أساسي، ولا أعتقد أن تركيا ستفعل أي شيء حيال ذلك، والاتحاد الأوروبي، وخاصة البرلمان الأوروبي سينتقد ذلك بشدة".
ويتفق مع رأي حسن أونال، المحلل الأمني والسياسي المقيم في أنقرة، حسين سليم أوزيرتيم، الذي قال لـ"سبوتنيك" إنه على مدى العامين الماضيين، "فقدت تقارير الاتحاد الأوروبي بشأن تركيا قوتها التحويلية وتأثيرها على السياسة التركية".
ووصف أوزتريم تقرير البرلمان الأوروبي، بأنه "وثيقة مخيبة للآمال لتركيا"، مشيرا على وجه التحديد إلى الجزء من التقرير حيث "يُنظر إلى محاولات أنقرة للحفاظ على العلاقات مع كل من روسيا والغرب في وقت واحد على أنها تقوض انسجام تركيا مع الأمن والسياسة المشتركة للاتحاد الأوروبي وسياسته الخارجية".