بيروت - سبوتنيك. وقال ياسين، في حديث لوكالة "سبوتنيك" إنه "أعضاء كتلة التغيير اجتمعوا مع موفد الرئاسة الفرنسية إلى لبنان جان إيف لودريان وتباحثوا معه في تطورات الملف الرئاسي ودعوة الرئيس [رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه] بري إلى الحوار".
وأوضح أن:
"لودريان أكد خلال اللقاء أن الحل الوحيد للخروج من الفراغ الرئاسي هو الذهاب إلى الحوار وإلا سنكون متجهين نحو زوال لبنان"، ولفت إلى أنه "يريد أن يقارب وجهات النظر اللبنانية وأن من يلتقي بهم هم ممثلو الشعب اللبناني".
وأشار ياسين إلى أنه "ناقش مع الموفد الفرنسي مضمون دعوة بري للحوار التي تضمنت أمرين، الأول تحديد 7 أيام كإطار زمني للحوار، وهذا المطلب لا ينطبق مع الدستور اللبناني عند انتخاب رؤساء الجمهورية وإنما عُرف بدأ فريق الممانعة استخدامه بعد الخروج السوري. من لبنان عام 2005. وهذا العرف مرفوض من قبل نواب التغيير".
ولفت إلى أن "الجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية التي ذكرها الرئيس بري في دعوته، مقبولة من قبلهم لأن هذا ما ينص عليه الدستور اللبناني، وهو ما يطالب به كل النواب خارج فريق الممانعة".
وأوضح ياسين أن:
"الدعوة الأخيرة للحوار تشوبها عيوب قانونية، لأن ما يتردد على لسان زوار بري عن جلسة واحدة بدورات متتالية لحين ظهور الدخان الأبيض دستوري ولكن مطلوب أن يوضح بري هذا الكلام بشكل شخصي وعلني، وأن يتعهد بشكل علني بأن النواب في كتلته جميعاً على الأقل لن يخرجوا بعد الدورة الأولى".
وأضاف: "خروج النواب الشيعة جميعاً من المجلس في أثناء جلسة الانتخاب سيمثل انتخاب رئيس من دون وجود نواب الطائفة الشيعية وهو سيكون كما يسمى، فاقد الميثاقية الوطنية، كما جرى العادة في استخدام هذه الحجة".
ورأى ياسين أن "موضوع الرئاسة أصبح قريبا من الحسم وبمباركة دولية، (بغض النظر عما إذا كان الرئيس سليمان فرنجية أو أي شخص آخر)، لذلك وافق التيار الوطني الحر، والتقدمي الاشتراكي، وكتلة الاعتدال، إضافةً إلى أسماء أخرى، وبمباركة البطريرك [الماروني بشارة] الراعي، وهذا ما جعل المعارضة في حالة هياج ورفض لعرض بري".
كما أشار النائب ياسين إلى أن "لبنان بحاجة إلى طبقة سياسية جديدة غير ملوثة بالفساد وأن هذه الطبقة التي ساهمت بانهيار لبنان عاجزة تماماً عن إعادة بناء دولة يطمح لها الشعب اللبناني بمجمله. والذي انتفض عليها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019".
وأعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن أمله أن:
"تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية للمبادرة التي أطلقها في الذكرى الـ45 لإخفاء الإمام موسى الصدر"، لافتاً إلى أنه "وبالرغم من الأصوات الرافضة للحوار وأن أسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الإطلاق وهي لا تفسر إلا على وجه واحد أن أحداً في لبنان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية".
وأشار بري إلى أن "غالبية الكتل تنظر إلى المبادرة بإيجابية ومرحبة بها"، مضيفا "أعود وأكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين لكن بصراحة لن ننتظرهم إلى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطني، ولن نيأس وكلنا ثقة أن لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا".
وأكد بري في حديث لصحيفة "الوفاق" الإيرانية، أن "الواقع البرلماني القائم حالياً لا يعطي لأي طرف القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده ولا يمكن إنجازه إلا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري".
هذا وأطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري بتاريخ 31 آب/أغسطس "مبادرة للخروج من مأزق انتخاب رئيس للجمهورية، داعياً إلى حوار في شهر أيلول/سبتمبر لمدة أقصاها 7 أيام والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية".
ويمر لبنان بحالة فراغ رئاسي بعدما أخفق البرلمان اللبناني خلال 12 جلسة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022.