في ليبيا... أهوال لا توصف

"الليبي للدراسات الأمنية" يكشف دور تضاريس درنة في تفاقم كارثة الفيضانات

أظهر المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية دور الطبيعة الطوبوغرافية كسبب رئيسي وراء الدمار الهائل الذي شهدته مدينة درنة في ليبيا بسبب إعصار "دانيال" والفيضانات.
Sputnik
وتتميز مدينة درنة بتضاريسها الجميلة، حيث تقع تحت الجبل الأخضر ويحدها البحر المتوسط من الشمال، وتحيط بها مجموعة من التلال من الجنوب، وتنقسم إلى نصفين بواسطة مجرى وادي درنة.
على الرغم من أن هذه الخصائص الجغرافية تعتبر عامل جذب، إلا أنها تشكل أيضا تهديدا، حيث يقع نصف المدينة تحت مجرى الوادي الذي تسبب في الماضي في كوارث، ولذلك تم بناء سدين على الوادي في عام 1986 لمنع تدفق السيول من الجبل.
وأوضح المركز أن تضاريس درنة أدت دورا حاسما في الدمار الهائل الذي تسبب فيه إعصار "دانيال" عندما ضرب المدينة يوم الأحد الماضي، ما أدى إلى كارثة إنسانية وخسائر فادحة في الأرواح تقدر بالآلاف.
ووفقًا لتقرير صادر عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، لم يكن من المتوقع أن تتحول درنة، التي كانت تعتبر مدينة ذات مناظر طبيعية مائية جميلة بفضل الأودية والشلالات المائية التي تحيط بها، إلى مدينة مدمرة ومهدمة بهذا الشكل.
وأشار المركز إلى أن مرور إعصار "دانيال" المدمر عبر المنطقة كان كارثيًا، حيث حاصرت درنة بين ارتفاع أمواج البحر الهائلة وفيضان السدود، ثم تعرضت لانهيار السدود وتحطمها، بالإضافة إلى ذلك، تسببت طبيعة التضاريس الجغرافية للمدينة في تفاقم الأضرار الناجمة عن انهيار السدود.
في ليبيا... أهوال لا توصف
خبراء يكشفون سبب مضاعفة القوة التدميرية الهائلة لفيضانات ليبيا؟
وأضاف المركز أن وادي درنة الكبير، الذي كان يُعتبر أحد معالم المدينة، تحول إلى كارثة بسبب العاصفة، حيث امتلأ بمياه الأمطار التي تسبب فيها إعصار "دانيال"، وارتفع مستوى المياه بشكل غير مسبوق ليشكل طوفانا.
وأوضح المركز أن ذلك أدى إلى وقوع ضغط هائل على السدود الرئيسية التي تحجز المياه في الوادي، ونتيجة لذلك، انهارت السدود، ما أدى إلى زيادة عدد الضحايا والخسائر المادية.
يذكر أن شرقي ليبيا كان قد تعرض لإعصار "دانيال"، يوم الأحد الماضي، مخلفا وراءه الكثير من الدمار والضحايا، فيما قررت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، اعتبار جميع البلديات، التي تعرضت للفيضانات والسيول إثر العاصفة "دانيال" مناطق منكوبة.
مناقشة