بعد أيام من انفجار سدين في مدينة درنة بشرق ليبيا، وإطلاقهما كميات هائلة من المياه اجتاحت أحياء بأكملها وقتلت الآلاف وخلفت عدة آلاف آخرين في عداد المفقودين، حدد الخبراء كيف ساهمت مجموعة عوامل في زيادة القوة التدميرية لتلك الفيضانات ومن ثم مضاعفة حجم الكارثة، حسبما قالت "سبوتنيك أفريقيا".
لم يحمّل بعض المسؤولين التغير المناخي المسؤولية كاملة في القوة الهائلة التي جاء بها إعصار دانيال، فقد اعترف بعضهم بأن ارتفاع درجات الحرارة كان فقط ضمن عدة عوامل أخرى ساهمت في شدة مثل هذه الأحداث المتطرفة.
وذكرت وسائل إعلام عربية أن مدينة درنة، وهي مدينة معرضة تاريخيًا للفيضانات، واجهت مشكلة حرجة تتعلق بالسدود القديمة حيث تم بناؤها من قبل شركة يوغوسلافية بين عامي 1973 و1977، ولم تخضع للصيانة منذ عام 2002.
وحذرت ورقة بحثية من جامعة سبها الليبية من احتمالات الفيضانات "الكارثية" والحاجة إلى الصيانة الدورية للسدود، كما تم شرح مدى افتقار المنطقة إلى الغطاء النباتي الكافي لمنع تآكل التربة.
وسلط الخبراء في بحثهم الضوء على خطر انهيار السدود، والذي يمكن أن يكون مفاجئا ومدمرا، مؤكدين أن الخطر الذي تشكله الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن المناخ على البنية التحتية من السدود إلى المباني وإمدادات المياه، يؤكد الحاجة الملحة إلى الاستعداد لمواجهة التحديات غير المتوقعة والمكثفة.
ولفت بيتري تالاس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إلى ضرورة الانتباه إلى القضايا المتعلقة بأنظمة الإنذار، مشيرا إلى أنه "لو كانت هناك خدمة أرصاد جوية تعمل بشكل طبيعي، لأصدرت التحذيرات ولكانت إدارة الطوارئ أيضًا قادرة على تنفيذ عمليات إجلاء للناس وكنا قد تجنبنا معظم الخسائر البشرية".
يذكر أن الهلال الأحمر الليبي كان قد أفاد بأن عدد قتلى الفيضانات التي شهدتا البلاد تجاوز 11 ألف شخص، وما زال ما يزيد عن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، وقال عمدة مدينة درنة عبد المنعم الغيثي، يوم الأربعاء الماضي، إن عدد القتلى قد يصل إلى 20 ألف شخص.
ومما يثير قلق السلطات المتزايد أيضا احتمال تفشي العدوى بسبب الاكتشافات المتأخرة للجثث المتحللة وعدم وجود أماكن للدفن، وأوضح عبد الرحيم مازق، رئيس المركز الطبي الرئيسي في مدينة البيضاء، لـ"سبوتنيك"، إن "انتشار العدوى والأوبئة" يشكل خطرا حقيقيا يهدد المنطقة.