في ليبيا... أهوال لا توصف

150 حالة "تسمم مائي"... "الصحة الليبية" تطالب بالابتعاد عن مصادر المياه الملوثة

طالب وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة، عثمان عبد الجليل محمد، بضرورة ابتعاد المواطنين عن مصادر المياه الملوثة، في الوقت الذي أعلن فيه المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ارتفاع عدد حالات التسمم بمياه الشرب في درنة إلى 150 حالة.
Sputnik
وشدد عبدالجليل عبر بيان له في مؤتمر صحفي، على ضرورة معاينة جميع مصادر المياه وتحليلها لكي يتم استبعاد أي مصدر ملوث، مطالبا بضرورة ابتعاد المواطنين عن مصادر هذه المياه حتى لا تحدث أي إصابات معدية، نتيجة لاختلاط المياه بشبكة الصرف الصحي.
في ليبيا... أهوال لا توصف
نائبة ليبية لـ"سبوتنيك": يجب محاسبة المتورطين في كارثة درنة ومن أهملوا صيانة السدود
وأوضح الوزير الليبي أن عناصر ووحدات وزارة الصحة مستمرة في العمل على مدار 24 ساعة، باعثا برسالة طمأنة لأهالي درنة تفيد بأن الخدمات الصحية قد استقرت، وأن عناصر وزارة الصحة عملت على توفير عدة مراكز للخدمات الصحية بما فيها مقر لعمليات النساء والولادة والعمليات الجراحية.
1 / 4
الطرقات جنوب درنة بعدما ضربها إعصار "دانيال"
2 / 4
الطرقات جنوب درنة بعدما ضربها إعصار "دانيال"
3 / 4
الطرقات جنوب درنة بعدما ضربها إعصار "دانيال"
4 / 4
الطرقات جنوب درنة بعدما ضربها إعصار "دانيال"
وأكد وزير الصحة الليبي أن الهدف أمام بلاده هو إعادة فتح مراكز الرعاية الصحية الأولية في أقرب وقت، تحت إشراف المركز الوطني لمكافحة الأمراض، داعيا المنظمات الدولية بتوفير المواد التشغيلية والمعدات، حتى يتم توفير كل ما يحتاجه المواطن.
وأشار عثمان عبدالحليل إلى توفير عدة تطعيمات سيتم منحها بداية من غدا الأحد، حيث ستمنح لفرق الانقاذ والعاملين في القطاع الصحي، والأطفال تحت عمر الثلاث سنوات.
وأكد وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة، تجاوز عدد الوفيات 3000 حالة وفاة في مدينة درنة الليبية وحدها.
في ليبيا... أهوال لا توصف
الأمم المتحدة تعلن عن تقديم مساعدة شهرية لضحايا الفيضانات في ليبيا
ولفت إلى أن رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، عبدالله باثيلي، قد قام بزيارة لمدينة درنة، وأبدى اندهاشه من سرعة العمل على الأرض بالتعاون مع الفرق الدولية، في المساعدات وانتشال الضحايا والخدمات الصحية.
وفي السياق نفسه، نشر حيدر السايح، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، التابع لحكومة الوحدة الوطنية، بيانا أوضح من خلاله ارتفاع عدد حالات التلوث (التسمم) بمياه الشرب في مدينة درنة إلى 150 حالة نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وشدد على أن "مياه الشرب في مدينة درنة غير صالحة للاستهلاك، ويجب الاعتماد على مصادر أخرى للمياه، مضيفا أن المركز قرر إعلان حالة الطوارئ لمدة عام كامل في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات شرق البلاد، جراء إعصار دانيال"، بدعوى أن هذا الإجراء يأتي تحسبا لمنع تفشي أي مرض.
وكان مدير مركز البيضاء الطبي رئيس لجنة الطوارئ الصحية بالمدينة، عبد الرحيم مازق، قد حذر، الخميس الماضي، من كارثة بيئية أشد وطأة في مدن وبلدات شرق ليبيا نتيجة لتحلل الجثث غير المنتشلة والفيروسات المحتملة في المياه الراكدة بعد انحسار الفيضانات التي اجتاحت المنطقة.
في ليبيا... أهوال لا توصف
اليونيسف: نحو 300 ألف طفل في ليبيا تأثروا نتيجة العاصفة "دانيال"
وفي السياق نفسه، أسفرت الفيضانات الناتجة عن إعصار "دانيال" الذي ضرب مدينة درنة وشرقي ليبيا، يوم الأحد الماضي، عن وقوع أضرار بالغة للطرق و"الكباري"، حيث رصدت عدسة "سبوتنيك" مشاهد لحجم الخسائر الذي لحق بشبكة الطرق والكباري جراء الإعصار، حيث تظهر اللقطات تصدع أجزاء كبيرة من الطرق وانهيار أجزاء كاملة من الكباري ما أسهم في زيادة صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق المنكوبة.
ويظهر موقع سد وادي درنة مدمرًا تماما وسط الخراب الذي اجتاح المنطقة، حيث انهار السد وتدمر بالكامل، وتراكم التراب والطين في كل مكان، خاصة في مجرى المياه التي جفت بعد أن غمرت البيوت وجرفت عائلات بأكملها، وحتى آلاف السكان ألقوا بأنفسهم في البحر.
وأسفر انهيار السدود العلوية والسفلى في درنة، والمعروفة باسم "سد وادي درنة" و"سد أبو منصور" على التوالي، عن تدفق كميات هائلة من المياه على المدينة، ما أدى إلى وفاة الآلاف وتسبب في دمار واسع النطاق.
ويشار إلى أن سد "وادي درنة" كان هيكلا خرسانيا مرتفعا جدا، تم بناؤه للتحكم في الفيضانات المعتدلة التي قد تتدفق عبر الوادي الجاف خلال فترات ندرة الأمطار.
في ليبيا... أهوال لا توصف
فيضانات درنة تتسبب في أضرار بالغة لطرق و"كباري" المدينة... صور
وأعلنت مدينة سوسة الواقعة شرقي البلاد، يوم الأحد الماضي، مدينة منكوبة، عقب تعرضها لفيضانات وسيول عارمة التي ضربت منطقة شرقي ليبيا. وبدورها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، أمس الجمعة، أن أكثر من 38,640 ألف شخص نزحوا من المناطق ‏الأكثر تضررا في شمال شرق ليبيا، بسبب الإعصار "دانيال".‏
وأوضحت المنظمة في بيان لها منشور على موقع "إكس" ("تويتر" سابقا)، أنه "يُفترض أن أكثر من 5000 شخص لقوا حتفهم، وتم تسجيل إجمالي 3922 حالة وفاة في المستشفيات، وفقا لمصادر منظمة الصحة العالمية".
1 / 4
تضرر عدد من الطرق والكباري في درنة الليبية بعد الفيضان
2 / 4
تضرر عدد من الطرق والكباري في درنة الليبية بعد الفيضان
3 / 4
تضرر عدد من الطرق والكباري في درنة الليبية بعد الفيضان
4 / 4
تضرر عدد من الطرق والكباري في درنة الليبية بعد الفيضان
ونتج عن الإعصار "دانيال" وفاة أكثر من 5000 شخص، ولا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين، ويعاني ما لا يقل عن 30 ألف نازح من ظروف صعبة، حيث يعيشون في مدارس ومناطق نائية يصعب الوصول إليها.
ومن جهتها، كانت حكومة الوحدة الوطنية، وكذلك الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، قد أعلنت الحداد 3 أيام، وتنكيس الرايات والأعلام بجميع الجهات العامة والخاصة، حدادا على ضحايا الفيضانات والسيول التي تجتاح مناطق شرقي ليبيا.
مناقشة