وقالت زاخاروفا: "نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد للوضع في ناغورني قره باغ. هناك تقارير تفيد بأن القوات المسلحة الأذربيجانية بدأت، كما تزعم باكو، إجراءات مكافحة الإرهاب في المنطقة وعمليات الرد من قبل التشكيلات المسلحة الأرمينية".
وأضافت: "الجانب الروسي يحث الأطراف المتصارعة على وقف إراقة الدماء ووقف الأعمال العدائية على الفور، والعودة إلى الطريق المؤدي إلى تسوية سياسية ودبلوماسية".
أشارت زاخاروفا إلى أن "جميع خطوات الحل السلمي لمشكلة قره باغ منصوص عليها في مجموعة من البيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، والتي تم اعتمادها في الفترة من 2020 إلى 2022".
ونفت زاخاروفا المعلومات التي تفيد بأن الجانب الأذربيجاني حذر قوات حفظ السلام الروسية "مسبقا" بشأن "عملية مكافحة الإرهاب" اليوم في قره باغ.
وأضافت: "هذا غير صحيح. تم إبلاغ المعلومات إلى الوحدة الروسية قبل دقائق قليلة من بدئها".
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية "لمكافحة الإرهاب" في قره باغ بغية استعادة النظام الدستوري.
وجاء في بيان الوزارة: "تم إطلاق إجراءات ذات طبيعة موضعية "لمكافحة الإرهاب"، من أجل ضمان أحكام البيان الثلاثي، وإحباط استفزازات واسعة النطاق في منطقة قره باغ الاقتصادية، ونزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية وضمان انسحابها من أراضينا، وتحييد قواتها العسكرية، وتوفير سلامة السكان المدنيين العائدين إلى الأراضي المحررة من الاحتلال، والمدنيين المشاركين في أعمال البناء والترميم وأفرادنا العسكريين، واستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان".
ناغورني قره باغ هي منطقة في القوقاز. الغالبية العظمى من السكان هم من الأرمن، وفي عام 1923، حصلت المنطقة على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
في عام 1988، بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، في 2 سبتمبر/ أيلول 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغير الاسم إلى جمهورية ناغورني قره باغ.
من عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد؛ وكانت تلك عمليات عسكرية واسعة النطاق، قُتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص.
وفي عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن وضع الجمهورية لم يتحدد أبدًا.
وفي نهاية سبتمبر 2020، استؤنف القتال في الإقليم، وفي ليلة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، اتفقت أذربيجان وأرمينيا، بدعم من موسكو، على وقف إطلاق النار بشكل كامل، والبقاء في المواقع المحتلة، وتبادل الأسرى وجثث القتلى.
وتتمركز قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة، بما في ذلك ممر لاتشين. وفي العام الماضي، بدأت يريفان وباكو، من خلال وساطة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مناقشة معاهدة سلام مستقبلية.
وفي نهاية شهر مايو/ أيار من هذا العام، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن يريفان مستعدة للاعتراف بسيادة أذربيجان داخل الحدود السوفيتية، أي مع قره باغ.
وفي سبتمبر الجاري، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن القيادة الأرمينية اعترفت بشكل أساسي بسيادة أذربيجان على قره باغ. وكما قال الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف، فإن أذربيجان وأرمينيا قد توقعان معاهدة سلام قبل نهاية العام إذا لم تغير يريفان موقفها.