محافظة أريحا لـ"سبوتنيك": إدراج تل السلطان على قائمة التراث شهادة عالمية على صدق الرواية الفلسطينية

أشادت يسرى السويطي، محافظة أريحا والأغوار، بإدراج منطقة تل السلطان التابعة لمدينة أريحا في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، مؤكدةً أنها تدعم صدق الرواية الفلسطينية، وتأكيد إضافة على عمق وقدم تواجد الشعب الفلسطيني على أرضه، والبناء عليها منذ 10 آلاف عام.
Sputnik
وأضافت في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن الغضب الإسرائيلي من هذه الخطوة هو أنها تأتي باعتبارها شهادة عالمية استثنائية على عراقة الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أن حكومة نتنياهو ومنذ توليها السلطة لا تتدخر جهدًا في توسيع استيطانها وفرض سيطرتها على المناطق الفلسطينية.
وقالت إن التضييق الإسرائيلي على المحافظة واستنزاف المستوطنات للمياه الجوفية بداخلها، تسبب في قلة الرقعة الزراعية، بعد أن كانت أريحا سلة الغذاء الفلسطينية، كما يمنع الاحتلال تصدير المنتجات والسلع إلى خارج المحافظة أو إلى خارج فلسطين، مشددةً على أهمية الدور الروسي في دعم القضية الفلسطينية.
وإلى نص الحوار..
محافظ أريحا لـ"سبوتنيك": حصار المدينة عقاب لكل الفلسطينيين ولا سلام مع حكومة تضم بن غفير وسموترتش
بداية... كيف ترين إدراج موقع تل السلطان التابع لمدينة أريحا في قائمة التراث العالمي لليونسكو؟
خطوة إدراج منطقة تل السلطان بمدينة أريحا القديمة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو تحمل أهمية سياسية كبيرة بالنسبة للشعب الفلسطيني، حيث يعد هذا القرار إثبات إضافي على عمق وقدم الوجود الفلسطيني على أرضه، واستمراره بالبناء عليها أكثر من 10 آلاف عام، وهو ما يؤكد صدق الرواية الفلسطينية، والتي دائما ما يرويها الفلسطينيون، بأن هذه الأرض يتواجد عليها الشعب الفلسطيني منذ عشرات الأعوام.
ونعتبر أن هذه الخطوة بمثابة شهادة عالمية استثنائية على أن الشعب الفلسطيني مجتمع من أقدم وأعرق المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصاد وسياسي على هذه الأراضي.
إسرائيل اعتبرت هذه الخطوة دليل على استغلال الفلسطينيين لليونسكو وتسييسها... بما تصفين هذا الرفض؟
رفض الاحتلال لقرار اليونسكو وغضبه من هذه الخطوة أمر طبيعي، حيث أن القرار يمكن الدولة الفلسطينية ويعطيها الحق بأن هذه الأرض أراضيها، ومن حقها أن يكون ليها سيادة عليها، وأن تدافع عن مواقعها الأثرية.
ما أسباب الحصار الإسرائيلي المستمر والمتكرر على محافظة أريحا؟
يحمل الاحتلال الإسرائيلي على عاتقه تنفيذ مخطط استيطاني استعماري، يتمثل في توسيع المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة حول مدينة ومحافظة أريحا، حيث يسعى من خلال هذا المخطط إلى الاستيلاء على الأراضي والمناطق والمنازل الفلسطينية المتواجدة في المنطقة C والخاضعة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنع المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون بداخلها منذ مئات السنين من التواجد فيها، بل ويوجهون لهم إخطارات لإخلاء منازلهم قبل هدمها.
"اليونسكو" تدرج أريحا القديمة على قائمة التراث العالمي... صور
إلى أي مدى تستنزف المستوطنات مقدرات المحافظة؟
وصلت المستوطنات الإسرائيلية في محافظة أريحا إلى مستويات متقدمة، حيث يحيط بالمحافظة العديد من المستوطنات الإسرائيلية، والتي تستولى وتستنزف بدورها المياه الجوفية الموجودة هناك لسقي مزارعهم الموجودة داخل هذه المستوطنات، وكذلك تستنزف كل الموارد والخيرات الطبيعية بالمحافظة.
كانت تعد محافظة أريحا بمثابة سلة غذاء فلسطين... أين وصل بها الحال الآن؟
نعم كانت المحافظة بمثابة سلة الغذاء لفلسطين، لكن بسبب الحصار الموجود والمفروض على المحافظة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والاستنزاف المستمر من قبل الاحتلال للموارد المائية في المحافظة قلت نسبة المساحات الخضراء، والأراضي التي يتم استخدامها من أجل الزراعة، كما أن التضييق الإسرائيلي على المحافظة لم يؤد فقط إلى استنزاف مواردها، بل منع تسويق منتجاتها لخارج المحافظة أو خارج فلسطين بشكل عام.
منذ أن تولت حكومة نتنياهو بتشكيلتها الحالية زمام الأمور... إلى أي مدى زادت حدة العنف في فلسطين؟
حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو منذ أن تولت مهامها وهي تسعى جاهدة لفرض هيمنتها وسيطرتها على كل شبر من الأراضي الفلسطينية، وذلك عبر توغلها الشرس داخل المدن الفلسطينية، واستهداف المنشآت والمنازل، واعتقال العديد من شبانها، وقتل المئات منذ بداية العام الجاري، كما أنها تستهدف الفلسطينيين في كل مكان، وتعطي التعليمات للمستوطنين وغلاة المتطرفين للهجوم على المواطنين وأملاكهم، حيث يتم التخلص منها وحرقها وهدم المنازل وطرد الفلسطينيين أمام مرأى ومسمع وحماية الجيش الإسرائيلي.
وسائط متعددة
"تل السلطان" في أريحا القديمة ضمن قائمة اليونسكو
كان هناك الكثير من القمم والاجتماعات آخرها في الأردن ومصر، التزمت خلالها إسرائيل بوقف التصعيد ضد الفلسطينيين... إلى أي مدى التزمت بذلك؟
نحن الفلسطينيون جاهزون للتمسك بالاتفاقيات العربية والدولية التي تم إبرامها مع إسرائيل، لكن الاحتلال نكس بكل هذه الاتفاقيات، بل ويناقض كل ما تم الاتفاق عليه، حيث يزيد في الوقت الراهن من توغله الاستيطاني، وفي الانتهاكات التي يرتكبها ضد المقدسات والمواطنين، من أجل معاقبة الشعب الفلسطيني والقرصنة على أمواله ومقدراته وحقوقه.
إلى أي مدى تصفين العلاقات الفلسطينية مع روسيا؟
روسيا من الدول الداعمة لفلسطين والقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، حيث دائما ما تصوت لصالح الشعب ودعم القضية الفلسطينية في جميع الاجتماعات داخل أروقة الأمم المتحدة.
أجرى المقابلة وائل مجدي
مناقشة