"الغرب في ورطة"… أسعار اليورانيوم تسجل مستويات غير مسبوقة منذ 12 عاما

وأثارت الأحداث التي شهدتها النيجر في الآونة الأخيرة قلقا كبيرا للدول الغربية وخاصة فرنسا، التي تعتمد على تأمين إمداداتها من اليورانيوم من هذه الدول الأفريقية، التي تحتل المرتبة رقم 7 عالميا في إنتاج اليورانيوم.

وتوجد في العالم 20 دولة تنتج اليورانيوم، بلغ إجمالي إنتاجها خلال الفترة (من 2013 إلى 2022) نحو 553 ألف طن.

وأشار تقرير نشرته "سبوتنيك"، النسخة الإنجليزية، إلى أن أسعار اليورانيوم سجلت مستويات غير مسبوقة منذ 12 عاما في نهاية أغسطس/ آب الماضي.

وأشار التقرير إلى قول خبراء في مجال تداول اليورانيوم عالميا إن حقبة "الـ40 دولارا للرطل" التي كانت سائدة لأسعار اليورانيوم، قد ولّت.

وبحسب التقرير، فإن الأسعار التي تتراوح بين 50 و60 دولارا للرطل ستكون من الماضي أيضا، لأن العالم يحتاج إلى إمدادات أكبر تكفي التوسعات التي يشهدها قطاع الطاقة النووية في الوقت الحالي.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز في الآونة الأخيرة دفع العديد من الدول للعمل على تأمين الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية القائمة والتوسع في إنشاء مفاعلات جديدة.

ويضاف إلى ذلك، فإن العملية العسكرية الروسية الخاصة التي تنفذها في أوكرانيا والعقوبات غير العادلة التي يفرضها عليها الغرب، تسببت في اهتزاز سلسلة إمدادات اليورانيوم، لأن روسيا تحتل مكانة رائدة عالميا في إنتاج وتحويل اليورانيوم، بحسب التقرير.

وتفاقمت أزمة اليورانيوم عالميا بعد الانقلاب، الذي شهدته النيجر، في يوليو/ تموز الماضي، لأنه تحتل المرتبة رقم 7 عالميا في إنتاج هذا المعدن، حسبما تشير إحصائيات الجمعية العالمية للطاقة النووية.

وتشير إحصائيات الجمعية إلى أن روسيا والنيجر كازاخستان وأوزبكستان، تنتج نحو 60 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من اليورانيوم، خلال الفترة من 2013 حتى 2022.

وبلغ إنتاج الدول الـ4 خلال خلال الـ10 سنوات نحو 317 ألف طن يورانيوم، مقارنة بإجمالي الإنتاج العالمي خلال نفس الفترة، الذي بلغ بنحو 553 ألف طن.

وأشار التقرير إلى توقعات خبراء بأن تواصل أسعار اليورانيوم ارتفاعها بمستويات قياسية حتى 2030 لتصل إلى 3 أضعاف الأسعار الحالية.

ومن الممكن أن يصل سعر اليورانيوم إلى نحو 200 دولار للرطل، مقارنة بأعلى سعر وصل إليه في الوقت الحالي وهو نحو 60 دولار للرطل، ما يعني مضاعفة سعره الحالي 3 مرات خلال السنوات الماضية، حسبما ذكر التقرير، الذي أشار إلى أن الزيادة ربما تكون أكبر إذا حدثت تطورات جيوسياسية جديدة متعلقة بإنتاجه عالميا.

حذرت وسائل إعلام أمريكية، في وقت سابق، مما وصفته بـ "سقوط النيجر في المدار الروسي" إثر الانقلاب الذي شهدت البلاد، مشيرة إلى أن حدوث ذلك يعني أن العالم سيعتمد بصورة أكبر على روسيا للحصول على مصادر الطاقة النووية".

يذكر أنه منذ 2013، لم يلب الإنتاج العالمي لليورانيوم الطلب العالمي على هذا المعدن بصورة كاملة، حسبما تشير إحصائيات الجمعية العالمية للطاقة النووية، التي أشارت إلى أن أعلى نسبة إنتاج في 2015، غطت 98 في المئة فقط من الطلب العالمي، بينما لم يغط الإنتاج العالمي سوى 74 في المئة من احتياجات العالم في 2022.