خبيرة مصرية: هدف "صفقة الحبوب" كان مساعدة الدول الفقيرة لكن الغرب أخذ "نصيب الأسد"

صرّحت نورهان الشيخ، خبيرة منتدى "فالداي للحوار"، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أستاذة العلاقات الدولية، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أنه منذ انتهاء "صفقة حبوب البحر الأسود"، في يوليو/ تموز الماضي، أصبحت أزمة الغذاء العالمية أكثر تعقيدا، حيث أصبح توافر الغذاء وإمكانية الوصول إليه أكثر صعوبة.
Sputnik
وأضافت الشيخ، التي ستشارك في منتدى "فالداي للحوار" المقرر إقامته في مدينة سوتشي الروسية، في الفترة ما بين 2 إلى 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في تصريحات أدلت بها لـ"سبوتنيك"، أن: "انهيار "صفقة الحبوب" سبب أساسي لهذا الوضع الغذائي المتردي، فالغرب يحصل على كل الفوائد ولا يفي أبدا بتعهداته بموجب الاتفاق، وكان الهدف الرئيسي من الصفقة هو مساعدة الدول الفقيرة، التي تعاني من الجوع وتحسين ظروفها الغذائية، إلا أن الدول الأوروبية، بسياساتها وعقليتها الاستعمارية المعهودة، أخذت لنفسها نصيب الأسد".
روسيا تتهم الأمم المتحدة بالكذب فيما يخص صفقة الحبوب
وحذرت الشيخ من أن "الوضع سوف يزداد سوءا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 15% نتيجة تعليق "صفقة الحبوب"، كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 12.1%، ووصل مؤشر أسعار الأرز إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول 2011، فيما قفزت أسعار القمح العالمية أكثر من 10%، وارتفعت أسعار الذرة بنسبة 5.4%".

وأضافت الخبيرة بأن "الدول الأوروبية حصلت على أكثر من 40% من إجمالي 33 طنا من الحبوب الأوكرانية، التي خرجت بموجب الصفقة، في حين لم تحصل الدول الفقيرة إلا على الفتات 3%".

وأردفت الشيخ، قائلة: "من ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، هي المستفيد الأول من ارتفاع أسعار الحبوب، إذ أنها ثاني أكبر مصدر في العالم، كما أن الغرب لم يفي بالتزاماته المنصوص عليها في الاتفاقية بشأن صادرات الحبوب الروسية".

وتابعت الشيخ: "من جانبها وافقت روسيا، على تجديد "اتفاقية الحبوب" ثلاث مرات، كما أكدت روسيا قدرتها على تصدير كميات هائلة من الحبوب تصل إلى 60 مليون طن، وفي مبادرة غير مسبوقة، أمدت موسكو ستة دول أفريقية من الدول الأكثر احتياجا، بالحبوب مجانا، كما أوفت بجميع التزاماتها فيما يتعلق باحتياجات مصر، من القمح وكذلك الدول الأخرى".

ولفتت الخبيرة إلى أن "المشكلة لا تكمن في توفر الحبوب، بل في إمكانية الوصول إليها، حيث أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، والتي أدت إلى إخراجها من نظام "سويفت" ومنع شركات الشحن والتأمين من التعامل مع روسيا، تعيق بشكل كبير سلاسل توريد الحبوب".
مصدر لـ"سبوتنيك": المقترحات الجديدة المقدمة لروسيا بشأن "صفقة الحبوب" ستناقش في الأمم المتحدة
وقدمت الشيخ مفتاح حل أزمة الغذاء العالمية، وهو في إتاحة الحبوب الروسية للتصدير، إذ أن الغرب يدعي حماية حقوق الإنسان بينما يحرم الملايين من أهم حق وهو الحق في الغذاء، بحسب قولها.
واختتمت أستاذة العلاقات الدولية حديثها بدعوة الغرب إلى إعادة ربط "البنك الزراعي الروسي" بنظام "سويفت" لمعاملات الحبوب ورفع القيود المفروضة على شحن الحبوب الروسية، وتلك المفروضة على توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار، بحسب قولها.
وكان ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قد اتهم الأمم المتحدة بالكذب وعدم مطابقة الواقع، مشيرا إلى أن "تصريحات الأمم المتحدة بأن خلاص الجياع في جميع أنحاء العالم يعتمد على مبادرة حبوب البحر الأسود لا يمكن الاعتماد عليها".
الكرملين: شروط روسيا لاستئناف صفقة الحبوب معروفة جيدًا وقابلة للتنفيذ
وقال نيبينزيا لـ"سبوتنيك" إن "هذا لا يتوافق مع الواقع، لقد استشهدنا مرارا بالأرقام والحقائق ذات الصلة"، واصفا الادعاءات بـ"الكاذبة" بأن انسحاب روسيا من الاتفاقية، المعروف أيضا باسم "صفقة الحبوب"، أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية العالمية.
وأشار نيبينزيا إلى أنه "على العكس من ذلك، فالأسعار آخذة بالانخفاض"، وفي الوقت ذاته، قال إن "الاتصالات بين الأمم المتحدة وروسيا، بشأن مصير مبادرة البحر الأسود لا تزال جارية".
مناقشة