مدير وكالة "سبأ" في صنعاء لـ"سبوتنيك": الجميع أصبح على قناعة بـ"استحالة" الحسم العسكري في اليمن

أكد نصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء، أن الجميع أصبح على قناعة بـ"استحالة" الحسم العسكري في اليمن.
Sputnik
وأوضح عامر أن "الجديد في جولة التفاوض التي جرت بين الوفد الوطني اليمني والسعودية في الرياض، أن المملكة على ما يبدو قد وصلت إلى قناعة باستحالة الحسم العسكري في الحرب الدائرة منذ 8 سنوات".
السعودية تصدر بيانا بعد مغادرة وفد "أنصار الله" اليمنية الرياض
وقال عامر في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "بجانب القناعة التي وصلت إليها الرياض باستحالة الحسم العسكري في اليمن، هذه القناعة موجودة أيضا لدى المجتمع الدولي وخاصة الأمريكي والبريطاني، وهما المحركين الأساسيين للعدوان على اليمن، تلك القناعات هي التي أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن من مفاوضات مباشرة".
وأشار عامر إلى أن "الجميع أصبحت لديه قناعة بحتمية الحل النهائي، لكن المعضلة الرئيسية التي تواجه كل الأطراف هو كيف سيكون المخرج وما هي التفاصيل التي تدور حولها النقاشات، والجميع في الطرف الآخر يعلمون أنهم خسروا المعركة ويجب أن يخرجوا، وهم يبحثون الآن في شكل وكيفية هذا المخرج، لأننا تجاوزنا مرحلة.. هل تتوقف الحرب أم تستمر إلى مراحل تالية تتعلق بالشكل والالتزامات التي ستترتب بعد إيقاف الحرب التي دمرت البلاد طوال أكثر من 8 سنوات".
وتابع عامر، قائلا إن "الأمر لن يتوقف عند وقف العمليات العسكرية، بل هناك تكاليف إعادة الإعمار لما دمرته الحرب في كافة المجالات"، موضحا أن "المفاوضات التي جرت في الرياض، ليست قاصرة على صنعاء والرياض فقط، إنما تتحدث عن السلام الشامل والحل في اليمن بشكل عام، ونتعامل مع السعودية على اعتبار أنها تقود التحالف، وما يحدث من خلافات وتناحرات داخل تحالف العدوان لا يعنينا في الوقت الراهن ولم نتطرق إليها".
وزير الدفاع السعودي يؤكد خلال لقائه وفدا من "أنصار الله" حرص المملكة على حل الأزمة اليمنية
ولفت عامر إلى أن "الخطوات الحالية لم تكن موجودة منذ بداية العدوان، أما ما يتعلق بتوقف احتمال عودة الحرب، هذا الأمر مرهون بمدى جدية الطرف الآخر وتخلصه من الضغوط الأمريكية، التي تريد استمرار الحصار والحرب، فإذا لم يستطع السعودي أن يقنع الأمريكي بضرورة وقف الحرب، فقد تعود المعارك في أي لحظة".
وأعلنت السعودية، اليوم الأربعاء، ترحيبها بـ"النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن"، التي عقدت مع وفد جماعة "أنصار الله".
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، إن "النقاشات جاءت استكمالا للقاءات الفريق السعودي، الذي أجراها في فترة سابقة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في صنعاء، التي تم التوصل فيها إلى العديد من الأفكار والخيارات لتطوير خارطة طريق تتوافق عليها كافة الأطراف اليمنية"، حسب وكالة الأنباء السعودية.
وأشادت الوزارة بـ"مضامين لقاء وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، بوفد صنعاء الذي زار المملكة، والتي جرى فيها التأكيد على استمرار وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها الدائم على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار، للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة، والانتقال باليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية".
وأكد وزير الدفاع السعودي، في وقت سابق من اليوم، حرص المملكة على تشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع المستمر في اليمن للعام التاسع تواليًا، مؤكدا وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار، بحسب قوله.
اليمن... لماذا يرفض بعض الجنوبيين مشاركة رئيس "الانتقالي" في اجتماعات الأمم المتحدة؟
يأتي هذا غداة عودة الوفد المفاوض لجماعة "أنصار الله" اليمنية، برئاسة محمد عبد السلام، إلى صنعاء بعد إجرائه مفاوضات مع المسؤولين السعوديين في الرياض، بحضور وفد من المكتب السلطاني العُماني، استمرت 5 أيام.
وأعلن عبد السلام عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إجراء لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي في الرياض، ناقشت بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة، مؤكدًا رفعها للقيادة من أجل التشاور وبما يساعد في تسريع حق الموظفين في المرتبات ومعالجة الوضع الإنساني الذي يعاني منه الشعب اليمني وبما يؤدي إلى حل عادل وشامل ومستدام، بحسب قوله.
وأعلنت السعودية، في آذار/ مارس 2021، مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، والوصول لاتفاق سياسي، تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، وتخصيص رسوم دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، ودفع مرتبات الموظفين وفقًا لاتفاق ستوكهولم [توصلت إليه الحكومة اليمنية والجماعة، أواخر عام 2018]، تمهيدًا للانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن، إلا أن جماعة "أنصار الله" قللت، حينها، من أهمية المبادرة معتبرة أنه لا جديد فيها.
الإمارات تثني على محادثات "أنصار الله" في السعودية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر عام 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة