إغلاق معبر بيت حانون وتظاهرات غزة... هل تدفع إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل والمقاومة؟

وسط تدخل عربي ودولي لمنع الوصول إلى حرب ومواجهة مفتوحة، لا يزال التوتر متصاعدا ما بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على وقع استمرار التضييق الإسرائيلي، في مقابل مسيرات العودة.
Sputnik
وكشفت وسائل إعلام محلية عن إصابة بعض الفلسطينيين خلال تفريق الجيش الإسرائيلي تظاهرات على الحدود مع قطاع غزة، فيما لم تستبعد وسائل إعلام إسرائيلية الدخول في تصعيد ومواجهة جديدة، على الرغم من تدخل بعض الدول من بينها مصر، للتوسط لوقف التصعيد.
ومنذ الجمعة الماضية، تغلق السلطات الإسرائيلية معبر "إيريز" (بيت حانون) الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، فيما أعلنت تل أبيب، أنه سيظل مغلقا بسبب الاشتباكات والأجواء المتوترة مع خروج الفلسطينيين إلى التظاهر قرب السياج الحدودي.
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن إمكانية نجاح الوساطات العربية والدولية في وقف التصعيد الإسرائيلي، وتجنيب قطاع غزة حربا جديدة في ظل تصاعد التوتر.
قصف مواقع حماس في غزة.. هل تمهد إسرائيل لمواجهة جديدة مع فصائل المقاومة؟

نجاح متوقع

توقع الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح" الفلسطينية، أن "تنجح الجهود المصرية والقطرية، بالتحديد لتخفيف التوتر على حدود قطاع غزة، ومنع تطور الأمور لحرب جديدة بين قطاع غزة وإسرائيل".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الرقب: "أعلنت إسرائيل، قبل أسبوعين، العثور على متفجرات وعبوات مهربة من القطاع للضفة، ولم يغلق معبر كرم أبو سالم التجاري إلا، ليومين، ومن ثم أعاد فتحه، لكن هذه ونتيجة مظاهرات الحدود في قطاع غزة، والتي دافعها العلني هو التضامن مع الأسرى في حين أن الدافع غير العلني هو إصرار الاحتلال على تقليص المعونات القطرية للقطاع ووضع شروط جديدة عليها".
وقال إن "استخدام المقاومة بعض التصعيد على حدود قطاع غزة من خلال التظاهر وإشعال الإطارات، دفع إسرائيل لوقف دخول العمالة الفلسطينية من قطاع غزة للمدن الإسرائيلية، وإغلاق معظم المنافذ بين قطاع غزة وإسرائيل، مما فاقم الوضع في قطاع غزة الصحي والإنساني".
وأوضح أنه "من المتوقع أن تنجح الوساطة العربية والدولية لوقف هذا الحصار مقابل توقف المقاومة من التظاهر على الحدود وخاصة أن الأحداث على حدود قطاع غزة لا تزال صغيرة في عدد المشاركات ومناطقها، وخاصة أن المقاومة الفلسطينية غير معنية بالتصعيد الكبير مع إسرائيل، وكذلك الاحتلال غير معني بدخول حرب مع قطاع غزة في الوقت الحالي".
إعلام: الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد جديد وقوي مع قطاع غزة

توتر متصاعد

بدوره اعتبر ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "استمرار إغلاق إسرائيل لمعبر بيت حانون أمام حركة العمال الفلسطينيين بحجة رأس السنة العبرية والأعياد اليهودية، وتحت ذرائع التقييمات الأمنية للاحتلال، لليوم السابع على التوالي، بسبب المواجهات القائمة مع الفلسطينيين على السياج الفاصل مع قطاع غزة، واستئناف مسيرات العودة لفعالياتها".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أبو عطيوي: "من الممكن أن يصل سقف التوترات بين المقاومة والاحتلال بسبب إغلاق المعابر وتشديد الحصار على قطاع غزة، إلى نقطة البداية للدخول في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، والتي من الممكن أن تتطور هذه المواجهة لساحة حرب جديدة مع قطاع غزة".
وأضاف: "إن ما يغذي هذه المواجهة استمرار تشديد الخناق والحصار من جهة، ومن جهة أخرى ما تقوم به قوات الاحتلال من ممارسات قتل واعتقال واجتياحات ومداهمات في الضفة الغربية، وذلك بعد ارتقاء 5 من مخيم جنين، وآخر في محافظة خان يونس"، معتبرًا أن "كل هذه الأمور تزيد من حالة التوتر القائمة، والتي تعطي دلالات على تصعيد الموقف ما بين المقاومة وإسرائيل، لا سيما في حال استمر إغلاق المعابر والحصار وعمليات القتل والاعتقال والمداهمات بالضفة".
فتح معبر "كرم أبو سالم"... هل قدمت المقاومة في غزة تنازلات لإسرائيل؟
وفيما يتعلق بالوساطة المصرية وتدخلها لنزع فتيل شعلة الحرب، وهل من الممكن أن تنجح الجهود المصرية وكذلك الدولية في وقف حالة التصعيد بين المقاومة والاحتلال، يرى المحلل الفلسطيني أن "هذا الأمر مرهون بالاحتلال ومدى استجابته للجهود المصرية الدائمة والمستمرة في تهدئة الأوضاع وخفض سقف التصعيد مع الاحتلال".
وأشاد أبو عطيوي بالجهود المصرية المستمرة للتوسط ما بين المقاومة والاحتلال، من أجل إبعاد شبح الحرب مع قطاع غزة، وتجنب الخسائر في الأرواح والممتلكات للمواطنين الفلسطينيين، لأن الاحتلال يستهدف هذا في حالة تصاعد الموقف والمواجهة مع المقاومة، مشددًا على ضرورة الضغط مصريًا وعربيًا ودوليًا على إسرائيل من أجل رفع الحصار وفتح المعابر ومراعاة الظروف الإنسانية والمعيشية لسكان قطاع غزة، بحسب قوله.
ومطلع الشهر الجاري، أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز، بعد استهداف القوات الإسرائيلية لمتظاهرين فلسطينيين في منطقة ملكة شرق مدينة غزة.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية محلية، تظاهر العشرات من الفلسطينيين، اليوم الخميس، عند الحدود شرقي قطاع غزة ، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي وسائل لتفريقهم.
وكانت عمليات تسوية وتجهيز مخيمات العودة شرقي قطاع غزة، قد بدأت، أواخر الشهر الماضي، لاستئناف التظاهرات الشبابية وفعاليات "الإرباك"، التي توقفت مع بداية انتشار فيروس "كورونا"، عام 2020.
مناقشة