توافد أطفال عرب وروس وأرمن وشركس، إلى فندق "شيرتون دمشق" لعرض ما أنتجته أيديهم وعقولهم أمام زوار "البازار الروسي"، وتحويل ريعه إلى جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا.
اتخذ البازار الذي أقامه المركز الثقافي الروسي في دمشق، بالتعاون مع سفيرة النوايا الحسنة للطفولة، راما زريق، وفريق عملها "عطاء التطوعي"، وبمشاركة فرقة "سكازكا" الروسية، من التراث الروسي عنوانا إنسانيا لدعم الشرائح الأشد احتياجا في سوريا، وفق ما قاله مدير المركز، ميخائيل سوخوف، لـ"سبوتنيك".
مضيفا: "من خلال الفعالية، نعمل على دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإطلاق العنان لطفولتهم في تلوين أشغال يدوية خلاقة ومبدعة وألوان رائعة، والتعريف بالتراث الروسي، والعمل على نشر الثقافة الروسية الأصيلة في سوريا".
بدورها، قالت سفيرة النوايا الحسنة ورئيس فريق "عطاء التطوعي"، الدكتورة راما زريق، لـ"سبوتنيك": "البازار هو الخطوة الثانية ضمن فعاليه ممنهجة تم وضعها بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي، وسبق أن أقمنا ورشة عمل لصناعة الأشغال اليدوية، التي تسلط الضوء على الثقافة الروسية وأصالة حضارتها".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وتضيف زريق، قائلة: "خلال الورشة التي أقيمت بمشاركة جمعيات أرمنية وشركسية وأطفال روس وسوريين، أحببنا أن نتشارك الرسم على بعض الأشغال اليدوية كالمعالق والماتريوشكا ورموز أخرى من الثقافة الروسية، قبل أن نقوم اليوم بعرضها في البازار الذي حضره نائب السفير الروسي في دمشق".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
تؤكد سفيرة النوايا الحسنة أن "الهدف الرئيس من الورشة هو نشر الثقافة الروسية في دولة صديقة، والتأكيد على الشراكة السورية الروسية، ليس فقط في الجانب السياسي، بل علينا أن نكون شركاء في الحضارة والثقافة والمثل الإنسانية السامية".
وأوضحت زريق، بالقول: "رسالتنا هي أن العمل الإنساني والحضارة الإنسانية، هما الرابط الأقوى بين الشعوب، وهما أقوى من الحروب التي تفرض علينا".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأشارت سفيرة النواية الحسنة إلى أن "ريع البازار سيذهب إلى الجمعيات الخيرية، ضمن اتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل".
سوريا وروسيا... تماثل ثقافي
تقول مديرة العلاقات العامة في المركز الثقافي الروسي في دمشق، آية شحادة: "منذ افتتاح المركز الروسي، منذ 5 سنوات، لاقى إقبالا كبيرا من السوريين للتعرف على ثقافة روسيا، وتعلم لغتها والتعرف على الأنشطة التي يقدمها المركز".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأوضحت شحادة في حديثها لـ"سبوتنيك"، قائلة: "بدأنا بورشة عمل تدريبية للأطفال لتعريفهم بالفلكلور الروسي، وتخلل الورشة عرض فيلم وثائقي للمشاركين الذين فاق عددهم الـ100 طفل، بهدف تعريفهم بطرق تصنيع القطع الفنية الخشبية الروسية، والماتريوشكا وطرق تلوينها وزخرفتها".
وأضافت: "بعد ذلك، طلبنا من الأطفال صنع قطع مشابهة وتركنا العنان لخيالاتهم الطفولية فكانت النتيجة أشكالا وألوانا رائعة الجمال، لم نكن نتوقعها".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأشارت شحادة إلى أن "المركز يقوم بالتعاون مع الجمعيات الخيرية السورية وخاصة الجمعيات التي تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة".
ونوّهت مديرة العلاقات العامة في المركز الثقافي الروسي إلى "تماثل الحياة الاجتماعية في روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية، إلى جانب العديد من المشتركات الحضارية"، مؤكدة أن "الشعبين السوري والروسي، يتبادلان أواصر المحبة والمودة".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
ماتريوشكا وبلالايكا
قالت سارية الأسعد، وهي أحد المشاركين في الفعاليه، لـ"سبوتنيك": "ولدت في سوريا من أم روسية، أشارك اليوم في البازار لنشر الثقافة والتراث الروسي من خلال عرض الماتريوشكا والمعالق الخشبية والبلالايكا وبعض المنتجات التي تحمل الزخارف الزرقاء الروسية".
وشرحت الأسعد أن "اللون الازرق في الزخارف الروسية يرمز إلى القوة والشجاعة، وهو لون السماء والماء، كما تتنوع الزخارف هذه بين نباتية وحيوانية وهندسية ملونة بألوان مختلفة تنطلق من جذور تقليدية".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
من جهته، قال هاني العسلي، وهو أحد الناشطين في فريق "عطاء التطوعي" الخاص بذوي الإعاقة الحركية: "نتواجد اليوم في البازار الروسي لعرض الأعمال التي ضمت أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة لتعزيز ثقتهم بقدرتهم وتماثلهم مع أقرانهم والاشتراك معهم بأشغال يدوية جميلة من التراث الروسي".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأبدى العسلي سعادته بمشاركة السفارة الروسية في دمشق بهذه الفعالية، ممثلة بنائب السفير الروسي.
أما أدونيس نصرة (12 عام)، وهو أحد المشاركين في البازار، قال لـ"سبوتنيك": "عملت على الماتريوشكا، وهي دمية روسية شهيرة مصممة على شكل سيدة تقليدية بملابس قروية، ذات شكل بيضوي يقسم إلى نصفين قابلين للانفصال، وتحتوي بداخلها من 3-5 قطع مماثله أصغر حجما".
أطفال يصنعون الماتروشكا والبلالايكا دعما للأنشطة الإنسانية في سوريا
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأضاف نصرة: "هذه الدمية تجسد أحد نواحي التراث الروسي وقد صنعت لأول مرة، عام 1890".
بشر زهرة، طفل مشارك في الورشه (10 سنوات)، عبّر عن سعادته بالمشاركة في البازار من خلال معروضتين خشبيتين.
أما والده، أيمن زهرة، وهو مدير في أحد البنوك الخاصة، فقال: "جئت لأرى أعمال أطفالي المشاركين في الورشة، وكانت الأعمال في منتهى الروعه والإبداع".
بدورهم أشاد زوار البازار بالمعروضات الخشبية اللطيفة، والعروض الموسيقية والتراثية الروسية المرافقة، معبرين عن رغبتهم بالتعرف أكثر على ثقافة روسيا وتراثها، ذلك البلد الصديق المحب، وضرورة مساهمتهم في هذا العمل الإنساني.