بنغازي - سبوتنيك. وأجاب المسماري، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، ردًا على سؤال حول كيفية سير عمليات فرق البحث وانتشال الجثث في مدينة درنة الآن من قبل فرق الإنقاذ الدولية والمحلية، قائلًا: "بالنسبة للوضع في درنة لا زال كما هو عليه، لا زالت القوات المسلحة وفرق الإنقاذ والبحث تقوم بعمليات الانتشال والبحث والتفقد، الآن هذه المرحلة مرحلة انتشال الجثث".
وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن "كل الفرق استكملت موضوع البحث في الوقت اللازم داخل ركام ومباني المدينة، واليوم كل من هم موجودين في درنة فرق الإنقاذ والبحث وانتشال الجثث من قاع البحر، هذا كل ما في درنة اليوم".
وأشار المسماري إلى أنه "لا زالت هناك فرق أجنبية وعربية ومحلية تعمل وتشارك في عمليات الانتشال والبحث". مضيفًا: "يوم أمس الخميس كان يوما مهولا صراحة في أعداد الضحايا، كان عدد كبير جداً، بالنسبة لبقية الأعمال أصبحت اليوم أعمال روتينية في جانب الانتشال فقط".
وبسؤاله حول تأمين وحدات الجيش لمدينة درنة الليبية بعد الفيضانات والسيول التي اجتاحت المدينة، قال إنه "تم إخراج كافة الوحدات العسكرية من مدينة درنة بالكامل وأصبحت خارج المدينة وتم الإبقاء على كتيبة واحدة لتأمين المدينة، وهي الكتيبة 166 الوحيدة الموجودة داخل المدينة بتكليف رسمي من القيادة العامة للجيش الليبي وهي المكلفة بتأمين المدينة".
وكشف المسماري أن " بقية الوحدات التي جاءت من الشرق والغرب والجنوب غادرت مدينة درنة بالكامل، باستثناء وحدات الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، بما فيها الوحدات الخاصة بالتعرف على الجثث ومتابعة عينات (الحمض النووي)، جميعهم موجودين لتقديم الخدمة في حينها لكل المواطنين وللفرق الطبية والصحية".
وتابع المسماري، ردا على سؤال لوكالة "سبوتنيك" بشأن فرق الإنقاذ هل تعمل حاليا في البحر والبر أم انتهت من عمليات البحث تحت الركام في مناطق والشوارع في مدينة درنة، قائلًا: "فرق الإنقاذ البحري تعمل بشكل كثيف وكبير جدًا من أجل الوصول إلى الناجين، بالرغم من الصعوبات، كل يوم تزيد أكثر وفرص العثور عن الناجين انتهت، وكل الفرق توجهت إلى البحر حتى هناك بعض الدول لديها فرق إنقاذ وبحث كانت متخصصة في البحث تحت الأنقاض، اليوم هذه الفرق استبدلت المجموعات بمجموعات وفرق أخرى متخصصة في البحث تحت أعماق البحر وعلى الشواطئ، سواء بالزوارق المطاطية وكل ما يلزم من مواد ومعدات بحرية لتنفيذ هذه المهمة".
وأشار المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي أن "مدينة درنة بالوقت الحالي بعد الصدمة الأولى بدأت الأمور تسير بشكل جيد داخل المدينة سواء على مستوى البحث والإنقاذ أو الإمدادات أوالخدمات الصحية، وهي مهمة جدًا على مستوى الخدمات الصحية والأمور جيدة جدا".
وأكد أن " الأعمال لا زالت بحاجة إلى وقت طويل من أجل أن نصل إلى مستوى جيد من تقديم الخدمة، سواء خدمة الإعاشة أو الإمدادات وتقديم الخدمة لكافة المتضررين، ليس في مدينة درنه فقط إنما بكل المدن والمناطق المتضررة، هذا أسلوب متبع لكافة المناطق والمدن".
وأضاف: "نظرا لعدد المفقودين لا زالت أعداد كبيرة لم تحدد بعد... وأن أعماق البحر وشواطئه أصبحت اليوم هي المكان الأول للبحث"، وقال: "نحن بحاجة ماسة للفرق المتخصصة بشكل ملح".
وبسؤاله حول الإحصائيات الرسمية الأولية عن عدد الضحايا جراء الفيضانات في ليبيا حتى يوم أمس الجمعة، قال:
بالنسبة لأعداد الضحايا النهائية لا زالت بعيدة، قد تكون عمليات البحث وانتشال الجثث ستستمر لوقت طويل لاعتبار وجود أودية طويلة جدا مثل وادي الكوف، يبعد حوالي 60 كيلو متر من مدينة البيضاء، وهناك بها جثث منتشرة وقمنا بعمليات بحث بها ولا زالت عمليات البحث مستمرة.
وتابع، قائلًا أنه "خلال اليومين الماضيين تم انتشال جثة طفلة بالجبل الأخضر فقدت في منطقة مدور الزيتون، حيث وجدت من قبل فرق البحث والتفقد على مسافة أكثر من 70 كيلومتر، فرق البحث والإنقاذ الآن تعمل على البحث والتفقد في الصحراء والأودية".
وأشار إلى أن العدد الإجمالي لضحايا الفيضانات والسيول في شرق ليبيا "وصل حتى الخميس الماضي إلى 3660 ضحية جراء الفيضانات والسيول في شرق ليبيا، وهذه إحصائية أولية والأرقام في تزايد وفق عمليات البحث والإنقاذ".
وفي العاشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، اجتاح إعصار مدمر عدة مناطق شرقي ليبيا، وخلف دمارًا كبيرًا وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين والمفقودين.
واجتاح الإعصار "دانيال"، بسرعة بلغت 180 كيلومترا في الساعة مع كميات قياسية من المياه، سدين يعود تاريخهما إلى السبعينيات، ما أدى إلى إطلاق ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي ضربت بعنف غير مسبوق، منازل مدينة درنة الواقعة شمال غربي البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 إلى 90 ألف نسمة، فيما اختفت أحياء بأكملها.