وأكدت القيادات أن "مطلب أبو مازن بإجراء مؤتمر دولي ليس جديدًا، لكن الوقت الآن بات مناسبًا"، مطالبين بضرورة ألا تقتصر إدارته على الرباعية الدولية، بل تضمين دول أخرى تهتم بالقضية الفلسطينية.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام معتبرا أنه "قد يكون الفرصة الأخيرة للحفاظ على حل الدولتين وتفادي تدهور الوضع".
وقال محمود عباس، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه كل الدول المعنية بالسلام في الشرق الأوسط".
وأضاف: "المؤتمر الذي نطالب بعقده قد يكون الفرصة الأخيرة للحفاظ على حل الدولتين وتفادي تدهور الوضع".
مؤتمر جامع
اعتبر الدكتور جمال نزال، المتحدث باسم حركة "فتح"، وعضو مجلسها الثوري، أن "خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة، يذكر المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي بالمرتكزات التاريخية والسياسية والأخلاقية للقضية الفلسطينية".
وقال نزال في حديث لـ"سبوتنيك": "كان الخطاب شجاعًا وصريحًا، حيث سمى كل الدول المذنبة بحق فلسطين، والمعتدية على حقوقها باسمها، وأشار مباشرة إلى إسرائيل أمام العالم، ودحض روايتها المزعومة، نافضًا غبار النسيان الدولي عن ملف حق العودة وحصار غزة وقدسية القدس".
وفيما يتعلق بمطالب عقد مؤتمر دولي لوضع حد لحل الدولتين، يرى نزال أن "الأمر يتعلق بالمرجعيات، حيث يجب أن تكون قرارات الشرعية الدولية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والقانون الدولي، والقانون الإنساني، هي المرجعية لمثل هذا المؤتمر، استنادا إلى مبادرة السلام العربية، التي تنص على أنه لا اعتراف بإسرائيل ما لم تعد الأراضي العربية المحتلة، منذ عام 1967".
وشدد نزال على ضرورة "ألا تكون هناك دولة واحدة مشرفة على هذا المؤتمر"، مضيفا: "بل نريد مؤتمرا دوليًا لا يقتصر الإشراف على الرباعية الدولية، بل توسيع الإطار إلى الدول الكبيرة بما يشمل الهند والبرازيل، ودولا عربية مهمة، بحيث لا تنفرد جهة واحدة بهذا الموضوع".
حل بديل
وأكد تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن "الكلمة التي ألقاها الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة حملت العديد من الرسائل المهمة، أهمها الإشارة إلى أن من يظن أن يحل الاستقرار بالمنطقة بدون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واهم".
وتابع نصر الله في حديثه لـ"سبوتنيك": "طالب أبو مازن الأمم المتحدة بضرورة سن قانون تجريم كل من لا يعترف بالنكبة، وحمّل العالم مسؤولية عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فلسطين حتى الآن".
وفيما يتعلق بمطالب الرئيس الفلسطيني بعقد المؤتمر الدولي، قال نصر الله إنها "ليست المرة الأولى التي يطالب فيها أبو مازن بعقده، لكن لم يكن هناك أي استجابة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة".
ويعتقد نصر الله أن "الظروف الراهنة مناسبة لعقد هذا المؤتمر، خاصة بعد تنكر الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقيات "أوسلو"، حيث يجب ملء الفراغ السياسي، لكنه يستبعد في المقابل إمكانية تطبيق حل الدولتين"، مشددًا على ضرورة أن "يكون هناك حل بديل يتبناه هذا المؤتمر الدولي حين عقده".
إنقاذ حل الدولتين
واعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الأمم المتحدة، كان مهمًا، حيث ركز على عرض معاناة أبناء الشعب، والتأكيد على الرواية الفلسطينية المتجذرة على امتداد التاريخ في هذه الأراضي، بحسب قولها.
وبحسب حديثها لـ"سبوتنيك"، فإن "مطالبة الرئيس أبو مازن في خطابه الأممي، بضرورة عقد مؤتمر دولي لوضع حد للصراع، يضع الأمم المتحدة ودول العالم أمام مسؤولياتها، تجاه إنقاذ حل الدولتين".
وأكدت حرب أن "إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة ترفض وتتهرب من تنفيذ هذا الحل، وتضرب بكل القرارات الدولية التي صدرت في هذا الشأن، لا سيما القرارات رقم 2334، 194، 181، عرض الحائط، مبينة أن قوة كلمة الرئيس تكمن في فضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال الرئيس عباس في خطابه: "سنرفع شكاوى للجهات الدولية ذات العلاقة بشأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي".
وأردف، قائلا: "نجدد رفضنا لأي موقف يحملنا مسؤولية عدم عقد الانتخابات، التي لم تجري جراء رفض إسرائيل عقدها في القدس"، مشددا، بالقول: "ندعو إلى تجريم إنكار النكبة واعتماد، 15 أيار(مايو) من كل عام يوما عالميا لإحياء ذكراها".
وأكد عباس أنه "لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط من دون الحصول على حقوقنا المشروعة"، منوها، بالقول: "نطالب المجتمع الدولي بحماية الوضع القائم في القدس".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، في نهاية آذار/ مارس 2014، ويعتبر حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين)، هو الحل المقترح للصراع العربي - الإسرائيلي، وهو المقابل لمحاولات تتمحور حول حل الدولة الواحدة، والذي لا يحظى بتأييد دولي.