وتدرس الولايات المتحدة الأمريكية، إبرام معاهدات دفاع رسمية مع السعودية وإسرائيل، كجزء من مساعيها الرامية للتوصل إلى اتفاق تطبيع تاريخي بين البلدين الحليفين لها، وفق وسائل إعلام غربية.
ويرى الخبيران، أن واشنطن رضخت أخيرا، وتعمل على إصلاح ما أحدثته إدارة بايدن في العلاقات، خاصة بعد الاتفاق التاريخي بين الرياض وطهران، برعاية صينية، ما أكد للجانب الأمريكي، أنه ابتعد عن المنطقة كثيرا.
وقال العميد عبد الله العسيري، الخبير العسكري السعودي، إن "العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، هي علاقات استراتيجية تاريخية رغم ما شابها من توترات خلال بداية ولاية بايدن".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه "مع مرور أكثر من عامين من وصول بايدن إلى منصب الرئاسة الأمريكية، أدرك وفريقه السياسي فداحة هذه التواترات التي جاء بها، وكان من الطبيعي أن تضغط المصالح المشتركة بين البلدين وخطورة ترك فراغ سياسي تستفيد منه دول أخرى كالصين أو روسيا".
وفق حديث الخبير فإن "كل ما سبق أدى إلى رضوخ بايدن للتعامل مع المملكة بصوت الحكمة، واحترام الإرث التاريخي في العلاقات ودعم مسيرة المصالح المشتركة".
وتابع العسيري، بقوله: "لقد أدرك بايدن ومسؤولو البيت الأبيض أن المملكة شريك استراتيجي قوي وهام للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في تعزيز الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك الأمن القومي الأمريكي والأمن العالمي، نظرا لمكانتها القيادية العالمية، وخاصة في العالم العربي والإسلامي".
واعتبر أن "توقيع اتفاقية أمنية مشتركة بين البلدين يعزز من التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وينعكس عنها مزيد من الشراكة الاقتصادية وتعزيزها، وفي الوقت نفسه ردع الدول الراعية للإرهاب، أو الجماعات الإرهابية المسلحة، من القيام بأي تهديد في المنطقة والتعاون مع المجتمع الدولي في تحقيق السلام والتنمية في أهم منطقة جيواستراتيجية تصدر الطاقة إلى جميع دول العالم".
في ذات الإطار، قال العميد فيصل العنزي، إن "استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، تنص على مساعي واشنطن لتهدئة المنطقة، وأن الاتفاقية المتوقعة مع السعودية، تسهم في تحقيق هذا المسعى في منطقة الشرق الأوسط والعالم".
وأضاف العنزي في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الخطوة هي بمثابة رسالة للدول الأخرى بأن واشنطن، ما زالت تهتم بالمنطقة، بالنظر لكونها وضعت الصين كخصم أول لها، وأولت أهمية كبرى لهذه التحركات تجاه الشرق، ما أشغلها عن المنطقة وأحدث فراغا في القوة، في الوقت الذي سعت السعودية لملء الفراغ، كما حدث من توقيع اتفاقية بين الرياض وطهران برعاية صينية".
وشدد على أن "الاتفاقية التي وقعت بين السعودية وإيران برعاية صينية، أكدت لواشنطن أنها بعيدة عن المنطقة، ما دفعها منذ نحو 6 أشهر، لمحاولة العودة والحفاظ على وضعيتها السابقة بالمنطقة".
ويرى العنزي أن "الرياض تستفيد من الاستقرار والأمن في المنطقة، بما يعزز ويدعم رؤية المملكة والنهوض بالمشروعات الاقتصادية".
وفق العنزي، فإن "إمكانية الوصول إلى الأسلحة المتطورة الأمريكية، يدعم رؤية المملكة في الجانب الخاص بالتسلح وتوطين الصناعات العسكرية، بما يصل إلى نحو 50% من الصناعات العسكرية محليا".
وأشار إلى أن "إدارة بايدن أحدثت صدعا في العلاقات بين الرياض وواشنطن، من خلال اقتراب الأخيرة نحو الرياض، بعد أن أدركت وزن وتأثير السعودية".
وفي العام 2017، وقّعت المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقيات ومذكرات تعاون اقتصادية بقيمة 280 مليار دولار.