ونفى البرهان، في تصريحات صحفية، ما أشيع عن أنه طلب دعما عسكريا خلال جولته الإقليمية الأخيرة، مؤكدا أنه "يفضّل التوصل إلى حل سلمي للصراع"، الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين.
وكان قائد الجيش السوداني أعلن، في وقت سابق، عن استعداده للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وذلك لأول مرة بعد مرور 5 أشهر على النزاع المسلح في السودان.
وأوضح البرهان في مقابلة صحفية، أنه سيجلس مع حميدتي من حيث المبدأ، في حال التزام الأخير بحماية المدنيين، وهو ما تعهد به الطرفان خلال المحادثات التي عُقدت في مدينة جدة السعودية، في شهر مايو/ أيار الماضي.
لكن قائد الجيش السوداني شدد في المقابلة الصحفية، أنه "واثق من النصر" ، بحسب تعبيره، وأوضح أنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى بورتسودان، لأن القتال في العاصمة السودانية الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.
من جهته، أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، أن قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
ودعا حميدتي إلى تأسيس جيش سوداني جديد "لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي"، حسب تعبيره.
وأوضح أن الحرب سببت دمارا "لم يسبق له مثيل" في السودان، لا سيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور، لافتًا إلى أن فريقه انخرط "بصدق" في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة، وطرح رؤية لإيقاف الحرب.
وتتواصل، منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من أنحاء السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
واتفق طرفا النزاع مرات عدة على وقف لإطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.