وقال العالم السياسي الروسي كاراغانوف إنه "يمكن أن تكون الأزمة الأوكرانية مقدمة لصراع أكبر وأكثر خطورة".
وكتب كاراغانوف في مقال له: "في أوكرانيا، وقفنا أخيرًا في وجه الولايات المتحدة والغرب، لكننا حتى الآن سمحنا لهم بأخذ زمام المبادرة في مسائل التصعيد".
وأضاف: "إنهم يوسعون ويعمقون عدوانهم باستمرار من خلال توفير أسلحة فتاكة وخطيرة بشكل متزايد (لأوكرانيا)، ويتفاقم هذا الوضع بسبب التدهور الواضح للنخب الغربية".
وأشار بشكل خاص إلى "الأزمة الأخلاقية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة المستويات التي يعاني منها الجزء الأكبر من التكتل الغربي".
وحذر كاراغانوف من أن "الأمر سيزداد سوءا في المستقبل المنظور".
إن كل دعوة جديدة من الزعماء الغربيين هي أكثر حماقة وتهورًا ومشحونة إيديولوجيًا من سابقتها، مما يجعلها أكثر خطورة على العالم. إنهم يغذون عن وعي تفكك مجتمعاتهم من خلال الترويج للقيم المناهضة للإنسانية.
وكتب الباحث: "حتى الآن، لمحاربة الروس المكروهين، يتم إرسال مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى حتفهم".
ومن الواضح أن الكثيرين يموتون بسبب انهيار البنية التحتية والرعاية الصحية، وقد تم نسيان هؤلاء الضحايا تمامًا أو التقليل من أهميتهم عمدًا، ومن الواضح أن هناك موقفًا أسوأ تجاه الروس الذين تمت شيطنتهم.
وقد وصلت كراهية روسيا إلى أبعاد غير مسبوقة تقريبًا، وربما يمكن مقارنتها بكره النازيين للسلافيين واليهود.
وأردف: "في الوقت نفسه، تجري عملية إعادة اصطفاف عالمية حيث يشن الغرب معركة نهائية يائسة للحفاظ على هيمنته".
وكتب كاراغانوف: "يحدث تحول زلزالي في الجغرافيا السياسية والاستراتيجية والاقتصاد الجغرافي العالمي، وهو يكتسب زخما".
وتابع: "قارات جديدة آخذة في الصعود، والمشاكل العالمية تتفاقم وظهور مصادر جديدة للاحتكاك والصراعات أمر لا مفر منه".
ووسط عملية إعادة التوزيع السريعة غير المسبوقة للقوة العالمية من الغرب إلى الأغلبية العالمية، أصبحت روسيا مصنفة تاريخيا على أنها "قلبها العسكري والسياسي".
يبدو أن منع وقوع كارثة عالمية وتحرير البلدان والشعوب من الهيمنة، والدفاع عن سيادة الدولة والكيان الإنساني والإلهي في كل شخص، هي مهمة شعبنا الروسي المتعدد الأعراق في تاريخ العالم الحديث.
وأجاب كاراغانوف عن "كيفية منع وقوع كارثة وجودية"، بالقول: "تواجه الإنسانية تحديا وجوديا لمنع كارثة الحرب العالمية الثالثة الوشيكة في غضون العقد المقبل أو نحو ذلك من خلال إجبار الغرب، وفي المقام الأول الولايات المتحدة، على التراجع والتكيف مع الواقع الجديد".
ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة لإجبار "دولتهم العميقة" على تحديث النخب الحاكمة، قدر الإمكان، التي لا تلبي جودتها المتدنية التحديات التي تواجه البشرية اليوم والغرب المتهاوي قد يجر الجميع، بما في ذلك دولته العميقة.
وأردف: "لتحقيق هذه الغاية، يجب على النخب الغربية أن تدرك مرة أخرى أن الكارثة النووية تشكل تهديدا حقيقيا للعالم".
فضلاً عن ذلك فلا ينبغي لأحد في الغرب أن يخدع نفسه بالاعتقاد بأن صراعاً نووياً "على نطاق صغير" أمر مقبول وأن الأسلحة النووية التكتيكية من الممكن أن تستخدم في منطقة صراع.
وقال كاراغانوف إنه إذا أصبحت الأسلحة الذرية "قابلة للاستخدام"، فإن "الخوف المقدس من الأسلحة النووية سيختفي".
وخلص كاراغانوف إلى أنه "إذا تمكن العالم من تجنب كارثة عالمية، بعد عقدين من الآن، فهناك فرصة لإقامة توازن جديد للقوى ونظام دولي أكثر عدالة ومتعدد الألوان والثقافات".