القاهرة - سبوتنيك. وقال الحوثي في كلمة عشية ذكرى المولد النبوي، بثها تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم "أنصار الله"، دعا فيها أنصاره إلى الاحتشاد عصر غدٍ في صنعاء و13 محافظة لإحياء المناسبة: "سنكون على موعد في الغد للإعلان عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري".
وأضاف: "التغيير الجذري كان ضرورة منذ البداية وانتصار ثورة 21 سبتمبر [يقصد سيطرة جماعة أنصار الله على السلطة في اليمن 21 أيلول/سبتمبر 2014]، لكن الأولوية الكبرى كانت في التصدي للعدوان [في إشارة إلى عمليات التحالف العربي] فقد كاد شعبنا أن يفقد حريته وأن يتحول لبلد محتل خاضع للسيطرة الخارجية كلياً".
وذكر زعيم "أنصار الله"، أن "مسألة التغيير الجذري تعود لأسباب قديمة، وأن الخلل قديم يعود للعمق"، مشيراً إلى "أن هناك الكثير من الأنظمة والقوانين واللوائح والمفاهيم السلبية المترسخة في الأداء الرسمي لمؤسسات الدولة".
ورأى أنه "لا ينبغي أن يستمر الحال في مؤسسات الدولة كما هو عليه"، معتبراً أن:
"هناك اختلالات عميقة في الأنظمة والقوانين والإجراءات والسياسات مؤثرة سلباً، وكان بالإمكان من دون تلك الاختلالات أن يكون الأداء أفضل".
وأكد أن التغييرات القادمة ستنعكس إيجاباً في الجانب الاقتصادي بمناطق سيطرة الجماعة، بالقول: "الشعب اليمني يستطيع أن يغير واقعه الاقتصادي بشكل تام، وأن يتحول إلى بلد منتج، ويغير سياسته الاقتصادية ويزيح من أمامه العوائق في وضعه الداخلي سواء العوائق في مؤسسات الدولة من قوانين أو أنظمة أو سياسات خاطئة، أو من بعض المسؤولين الذين يعملون لمصلحة العدو في إعاقة أي نهضة".
وشدد على "ضرورة أن يترافق مع التغيير توجه شعبي وتحرك فاعل لتغيير الواقع".
وألمح الحوثي إلى أن التغييرات ستشمل إقالة مسؤولين في حكومة "الإنقاذ الوطني" المشكلة من "أنصار الله"، بقوله: "التغيير الجذري لا يعني الحكم على كل المسؤولين بأنهم فاشلون وغير جديرين بالمسؤولية.. لو تغير الشخص من موقعه العملي لا يعني ذلك إدانة له، فالتغيير له أسباب متعددة ومتنوعة".
وانتقد زعيم "أنصار الله"، النظام السابق برئاسة الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح واتهمه بـ "إهدار ونهب الثروة الوطنية على مدى عشرات الأعوام وعدم تسخيرها لخدمة الشعب اليمني"، مضيفاً: "لم يكن هناك بنية اقتصادية لعشرات السنوات حين كانت كل الموارد متاحة، ولم تستثمر لبناء بلد منتج بل حولوه لبلد مستورد ومستهلك".
وبشأن الحرب في اليمن، تعهد الحوثي بـ "مواصلة السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة"، على حد تعبيره.
ولوح زعيم "أنصار الله" باستئناف هجمات الجماعة ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، حال تعثر المفاوضات مع المملكة، بالقول: "إذا لم تنجح المفاوضات فلشعبنا الحق بالعمل بكل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال".
ويشهد اليمن للعام التاسع توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة أكثر من 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.