طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 22 فبراير/ شباط بشأن المعلومات الجديدة حول تفجيرات خطوط أنابيب الغاز "التيار الشمالي".
كما ورفض مجلس الأمن الدولي، في وقت سابق، اعتماد مشروع قرار روسي، صاغته الصين وعدة دول يدعو إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات حادث تفجير خطوط "التيار الشمالي".
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، أن المجلس يحمل مسؤولية خاصة تجاه قضية تفجير خطوط نظام نقل الغاز "التيار الشمالي"، مشيرا إلى أن "روسيا لديها شكوك جادة ومبررة في هدف التحقيقات المحلية للهجوم الإرهابي على خطوط التيار الشمالي".
" من المستفيد"
قال ديمتري سكريابين، مدير محفظة شركة "ألفا كابيتال مانجمنت"، إن الدول الأوروبية تستبدل غاز خطوط الأنابيب القادم من روسيا والذي لا يتم استلامه من خط أنابيب "نورد ستريم" بإمدادات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وقطر والجزائر.
ووصف سيرغي بيكين، مدير صندوق تنمية الطاقة، الفرصة بالعظيمة للأمريكيين لتزويدهم أوروبا بكميات أكبر بكثير من الغاز. علاوة على ذلك، فقد كانت الأسعار العام الماضي هائلة، فقد حصلوا ببساطة على مثل هذه الأرباح الفائقة التي لم يتمكنوا من كسبها لسنوات. مضيفا أن الأوروبيين دفعوا ثمن انهيار خط الطاقة والفوضى التي حدثت في أسواق الطاقة، حوالي تريليون يورو.
وهذا ليس التقدير النهائي، فأوروبا تخسر المزيد بسبب هروب شركاتها إلى الولايات المتحدة. إنهم ينقلون الإنتاج إلى حيث تكون الطاقة أرخص.
فيما وصف وانغ زايبانغ، البارز في العلاقات الدولية في المعهد التحليلي الصيني "تايخه"، خضوع أوروبا بالكامل للسيطرة الأمريكية على خلفية عدم التوصل إلى نتائج التحقيق الذي تجريه الدول الأوروبية حول التفجير.
مشيرا في الوقت ذاته على أن الدول الأوروبية لم تعد لديها القدرة السيادية على حل القضايا التي تؤثر على مصالحها الأساسية، قائلا: "إن الدولة التي يمكن أن تستفيد أكثر من ذلك هي وحدها القادرة على قطع شريان الطاقة لروسيا وأوروبا بشكل حاسم. وغني عن القول أن وهي الولايات المتحدة".
مختتما قوله: ""ليست في عدم التوصل إلى نتائج، بل في حقيقة أنهم لا يجرؤون على التعبير عنها".
فيما وصف الصحفي الشهير تاكر كارلسون، التفجير بمثابة الهجوم على ألمانيا، قائلا: "كان هذا هجومًا على ألمانيا، أقوى دولة في أوروبا، وأوروبا الغربية هي آخر حليف رئيسي للولايات المتحدة. وقمنا ببساطة بمهاجمة أهم حليف لنا. عاجلاً أم آجلاً سوف يستيقظ الألمان ويقولون، انتظر لحظة، كان لدينا مصانع كيماوية. ولكن الآن لا يحدث ذلك. لقد دمرتم اقتصادنا للتو".
لكن القيادة الألمانية الحالية صامتة. بالنسبة للأوروبيين، فإن الاعتراف بذنب الولايات المتحدة هو نفس الاعتراف بعجزهم.
لكن القيادة الألمانية الحالية صامتة. بالنسبة للأوروبيين، فإن الاعتراف بذنب الولايات المتحدة هو نفس الاعتراف بعجزهم.
" على طريقة أفلام هوليوود "
في 7 مارس، نشرت مصادر أمريكية وألمانية تقريران منفصلان يزعمان أن المحققين الدوليين تمكنوا من تتبع الهجوم التخريبي الذي وقع في 26 سبتمبر 2022 لمجموعة "موالية لأوكرانيا" عملت من يخت "أندروميدا"، وهو يخت مستأجر بطول 15 مترًا ، لتثير القصة على الفور الكثير من الجدل.
لتتسائل وسائل الإعلام الألمانية كيف يمكن ليخت مستأجر طوله 15 مترا أن يحمل ما بين 1500 إلى 2000 كيلوغرام من المتفجرات اللازمة لتدمير خطوط الأنابيب، مضيفة أن "أندروميدا" لا تملك رافعة لرفع مثل هذه الكميات بأمان إلى الماء، ولم يتضح أيضًا كيف تمكنت مجموعة المتطوعين من نقل هذه الكمية من المتفجرات عبر أوروبا.
لتشير الصحافة إلى سؤال آخر هو أن عمق بحر البلطيق في موقع الانفجار يبلغ حوالي 80 مترا، مما يتطلب معدات غوص خاصة تفتقر إليها السفينة الخاصة. علاوة على ذلك، أعادت عصابة المخربين اليخت في حالة سيئة، بل وتركت جوازي سفر مزورين على متنه مما جعل القصة أكثر غموضا.
"هيرش وتقريره الشهير"
أثار الصحفي الاستقصائي الحائز على جائزة "بوليتزر"، سيمور هيرش، الرأي العالمي بتقريره الذي أجراه حول واقعة تفجير خطوط "نورد ستريم" ليصبح مادة دسمة بوجه الحكومات الغربية التي حاولت التملص من إثباتات عرضها الصحفي.
ونشر الصحفي الأمريكي المعروف، سيمور هيرش، مقالاً استقصائياً يوم الأربعاء، ألقى فيه، نقلاً عن مصدر لم يذكر اسمه، باللوم على الإدارة الأمريكية والسلطات النرويجية في التفجيرات.
ويوضح المنشور أنه خلال تمرين الناتو "بالتوبس" في صيف عام 2022، قام الغواصون الأمريكيون بتركيب متفجرات تحت "التيار الشمالي"، والتي قام النرويجيون بتفعيلها بعد ثلاثة أشهر.
مشيرا إلى أنه لم يتفاجأ بعدم اعتماد مجلس الأمن الدولي، قرارًا يدعو إلى تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في الهجوم على خطوط أنابيب "نورد ستريم".
"شاهد ما شفش حاجة"
كان العمود الفقري للجنة التحقيق الدولية في انفجارات "نورد ستريم" يتألف من خبراء من الدنمارك والسويد وألمانيا، وهي الدول التي يعبر خط أنابيب الغاز مياهها الإقليمية، في وقت لم يُسمح لروسيا بالتحقيق في الهجوم الإرهابي.
لتعلن السويد أنها لن تشارك الأدلة التي تم العثور عليها مع أي شخص، ولم تكن الدنمارك رافضة إلى هذا الحد، لكنها رفضت طلب روسيا الأخير للحصول على معلومات حول التحقيق، فيما يحاول الألمان وضع سيناريو لـ"النسخة الرئيسية" للتفجير الذي قيل أنه قد نفذ من قبل مخربين أوكرانيين.
في وقت صرحت فيه عضو بوندستاغ، سارة فاغنكيت، ان موقع هذه الخطوط لا يظهر على أي خارطة ولا يمكن معرفته إلا ن خلال أشخاص مضطلعين على هذه التفاصيل وهي معلومات سرية، وتفجير هذه الأنابيب يحتاج لكمية هائلة من المتفجرات.
لتعلق صحفية فرنسية باسم ناتاشا بولوني على حادثة التفجير قائلة: "لقد صرح جو بايدن رسميا قبل فترة طويلة أنه في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن نورد ستريم 2 سيتوقف عن الوجود. بالطبع، حاولوا أن يشرحوا له أنه من المستحيل تمامًا مهاجمة هذا الخط ، لكنه أصر، والآن يحاول الجميع هناك أن يبدووا وكأنهم حملان بريئة".