رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات: أمريكا تسعى مع الأمم المتحدة لإبقاء النازحين السوريين في لبنان

أشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات الدولية، العميد المتقاعد، هشام جابر، إلى وجود خطة أمريكية مع الأمم المتحدة لإبقاء النازحين السوريين في لبنان.
Sputnik
وفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، اعتبر جابر أن أسباب نزوح السوريين الجديدة إلى لبنان، اقتصادية وأمنية، مشيرًا إلى أن "السبب الاقتصادي نظرًا لتردي الوضع الاقتصادي والمالي في سوريا، والسبب الأمني، اشتعال الاشتباكات في مناطق سورية خاصة في شرق الفرات، والوضع الأمني في منطقة درعا وجوارها".
موجة النزوح السورية الثانية تقلق الأوساط السياسية والأمنية في لبنان
وأشار إلى أن "الحدود مع سوريا 250 كلم، والنزوح يتم عبر معابر مكشوفة، ولا يستطيع لبنان مراقبة كل الحدود، وهناك منافذ لا يستطيع الجيش تأمينها كلها بإمكانياته الحالية".
واعتبر جابر أن "أخطار النزوح أمنية جنائية وسياسية، 45% من مساجين سجن روميه من السوريين"، لافتًا إلى أن "النزوح يؤدي إلى مشاكل جنائية بالإضافة إلى المشاكل البيئية والاقتصادية والاجتماعية، يضاف إليهم المشكلة الأمنية المرتقبة، وبحسب ما يقال فإن النازحين الجدد من فئة الشباب وهم مدربون على حمل السلاح، وأساًسًا الموجودون لدينا 10% على الأقل منهم قادرون ومدربون على حمل السلاح، وفي حال حدوث أي فتنة في لبنان فهم جاهزون للتجنيد والتسلح من قبل جهات معينة".
وكشف عن "وجود خطة أمريكية مع الأمم المتحدة الأمريكية لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، لأنه عندما يمنعون لبنان من إعادتهم إلى سوريا ويشجعون السوريين على البقاء ولا يعطون لبنان الداتا الخاصة بهم، هذا يعني أنهم يرحبون ويشجعون هذا النزوح، وذلك للضغط على لبنان وعلى الدولة السورية بنفس الوقت".
ورأى جابر أن "لبنان محاصر ومعاقب ماليًا، يستغلون الفساد الموجود في لبنان ويستغلون المسؤولين ويضغطون عليهم بملفات موجودة لدى الولايات المتحدة الأمريكية".
أزمة تعليم أطفال اللاجئين السوريين في لبنان إلى الواجهة بعد خفض التمويل
وأوضح أن "ما جرى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ليس بريئًا إطلاقًا، المقصود تهجير الفلسطينيين من لبنان وتوطين من يبقى وإلغاء "الأونروا" وحق العودة، وهذا وراءه إسرائيل".
وأكد جابر أن "السوريين الموجودين في لبنان سيبحرون في مراكب إلى قبرص واليونان، إذا تردى الوضع المالي والاقتصادي في لبنان"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن حل مشكلة النزوح السوري بالاتكال فقط على الجيش، إمكانياته محدودة، ومن المفترض التعامل والتفاهم مع سوريا على أعلى المستويات لحل مشكلة النزوح لأنها مضرة بسمعة سوريا ومضرة بلبنان على مختلف الأصعدة صحيًا وبيئيًا واجتماعيا واقتصاديا وجنائيًا".
كما أوضح أن "الديمغرافية في لبنان تغيرت، ويجب أن يكون هناك تفاهم وطني على خطورة النزوح والوجود السوري في لبنان".
وشدد جابر على أن "تفجير الوضع الأمني في لبنان غير مطلوب إطلاقًا لأنه يفجر المنطقة كلها، على لبنان ضغط ليبقى بهذا الوضع ويستسلم لكل الأوامر الأمريكية، وأمريكا لا يناسبها في الوضع الحالي تفجير الوضع الأمني، مطلوب أن يظل لبنان في العناية الفائقة وليس موته، هذا هو المسعى الأمريكي".
مناقشة