عدسة "سبوتنيك" ترصد انسحاب المسلحين من مدارس "الأونروا" والدمار الهائل الذي لحق بها وبالمخيم

وبالتزامن مع انتشار القوة الأمنية المشتركة التي تضم القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية كافة، المنضوية في الأطر الأربعة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أو تحالف القوى الفلسطيني أو القوى الإسلامية أو أنصار الله، على أبوابها، وهي الخطوة الثانية في إطار مقررات هيئة العمل الفلسطيني المشترك بعد انتشار القوة منذ عدة أيام في مناطق الاشتباك داخل المخيم.

وكانت الشوارع داخل المخيم شبه خالية، المسلحين من الطرفان "حركة فتح" و"الشباب المسلم" على أتم الاستعداد، كل في نقاطه ومتاريسه، دمار هائل أصاب الشوارع والمباني والمحال التجارية جراء المعارك العنيفة، أفرغة الرصاص والقذائف في كل مكان ولا يخلو الأمر من قذائف لم تنفجر وتشكل خطرا على الأرواح.

واستكمالا لمقررات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، أعطى قائد القوة الفلسطينية المشتركة، اللواء محمود العجوري، شارة الانتشار للعناصر الذين انقسموا لقوتين، الأولى دخلت المدارس من جهة "حركة فتح"، والثانية من جهة المجموعات الإسلامية المتشددة "تجمع الشباب المسلم"، حيث تأكد وأشرفت على خلوها من المسلحين بالتزامن لتنتشر بعدها على أبوابها.

وفي هذا السياق، قال المسؤول السياسي في حركة "أنصار الله"، إبراهيم الجشي، لـ"سبوتنيك"، إن "هذه الخطوة الثانية في انتشار القوة الأمنية المشتركة داخل مخيم عين الحلوة، وأيضا لها دلالات كثيرة خاصة أنها تسحب المسلحين من حرم مدارس الأونروا التي تضغط كثيرا على القوى الفلسطينية لأن يكون حرم المدارس منطقة منزوعة السلاح وألا يتواجد فيها أي ظهور عسكري".

وتابع: "هذه الخطوة نراها جيدة جدا لأن هذه المنطقة تحديدا تثبت الأمن، وسيتبعها خطوات لاحقة على سبيل المثال منطقة حطين في المخيم وسحب المسلحين منها وإزالة الدشم، والموضوع الأكثر إلحاحا هو تسليم المشتبه بهم وهذه الخطوة تعمل عليها القيادة السياسية ويوجد إشارات إيجابية فيما يخص هذا الموضوع".

وتقول أم عمر، وهي من سكان حي الطوارئ الذي شهد اشتباكات عنيفة، لـ"سبوتنيك"، إنها "بقيت في المنزل خلال الاشتباكات التي وصفتها بالطاحنة، ولم تخرج لأنها ليس لديها أي أحد تلجأ له خارج المخيم"، ومع خطوة انسحاب المسلحين من المدارس، تقول أم عمر "إننا نشعر بالارتياح وهذا الأمر يدفع الأهالي للعودة إلى منازلهم"، وتختم: "الله يهدّي البال ويحجب دم العباد، كلنا في النهاية أهل والمخيم واحد والشعب واحد".

رصدت عدسة "سبوتنيك" أضرار كبيرة لحقت بالمدارس من الداخل والخارج، خلال انسحاب المسلحين منها، الصفوف الدراسية تعرض بعضها للدمار، عشرات الحوائط استُحدثت فيها فجوات استخدمها المسلحون للتسلل إليها والتنقل داخلها، الأضرار الناجمة عن الرصاص والقذائف في كل مكان.

وفي نهاية الانتشار، قال قائد القوة الأمنية المشتركة، اللواء محمود العجوري، إن "الخطوة تمت بنجاح، استلمنا جميع مدارس الأونروا ووضعنا مجموعات أمنية على أبواب المدارس، والخطوة الآن هي تبليغ الأونروا من قبل القيادة السياسية بإخلاء المدارس للمباشرة بالإصلاحات من أجل العام الدراسي، ولكن الأضرار كبيرة ولا أظن أن العام الدراسي سيبدأ لأنه ما بين عملية مسح الأضرار والإصلاحات سيكون العام الدراسي في منتصفه، ومن الممكن أن تعتمد الأونروا دوامين صباحي ومسائي للتعليم هذا موضوع فني نتركه للأونروا".

وحول التشكيك بانسحاب العناصر المسلحة من المدارس، قال: "القيادة السياسية دخلت إلى المدارس قبل القوى الأمنية وأشرفت على انسحاب جميع المسلحين، وما نؤكد عليه أن المدارس اليوم أصبحت آمنة، والخطوات اللاحقة تستكمل مع القيادة السياسية فيما يتعلق بمسألة إزالة الدشم وغيرها".

وحول عودة الأهالي إلى المخيم، قال العجوري: "الأجواء إيجابية، وتشجع الناس للعودة مع عملية إزالة الدشم من الشوارع، والخطوة القادمة عودة الناس إلى حياتهم الطبيعية، إن كان في مدينة صيدا بشكل عام أو على صعيد المخيم بشكل خاص".

ومع استكمال الخطوة الثانية من مقررات هيئة العمل الفلسطيني، تبقى النقطة الأبرز وهي تسليم المتورطين في اغتيال قائد "قوات الأمن الفلسطيني" أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وجميع القوى والفصائل الفلسطينية واللبنانية والإسلامية تعبّر عن الإيجابية في الوصول إلى حل.