وأطلقت العديد من المنظمات الدولية تحذيرات من خطورة الأوضاع الآخذة في التدهور، واحتماليات انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة صعوبة الوضع هناك ونقص الخدمات الصحية والأدوية.
من جانبه، قال المحلل والكاتب التشادي، سليمان عبد الكريم، إن اللاجئين يعانون وضعية صعبة، نظرا لتواجدهم في منطقة سيئة جغرافيا، ولا تتوفر فيها كافة الخدمات، ويعاني سكانها بالأساس قبل الوضعية الحالية.
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن اللاجئين من السودان يعانون من عدم توفير الغذاء والدواء، بالإضافة إلى نقص الخيام والمياه والخدمات الصحية، وأن الحالة الأمنية هي الأخرى في المنطقة غير مستقرة.
وحذر الخبير التشادي من المصاعب التي يضاعفها قدوم فصل الشتاء، خاصة أن المنطقة شبه صحراوية، ما يجعل من مناطق الإيواء غير مناسبة.
وبشأن دور المنظمات الدولية، يرى الخبير أنها تحاول القيام بدورها لكنها تعاني من صعوبة الحركة بسبب الأمطار، وقلة الإمكانيات مقارنة مع العدد الكبير للاجئين، بالإضافة إلى انعدام الأمن في بعض الأحيان.
وحول المخاطر الحالية في منطقة إقامة اللاجئين، يوضح الخبير أنها تتمثل في عدم توفر مراكز خاصة بتعليم أبنائهم، وتفشي بعض الأمراض، نظرا لعدم توفر الرعاية الصحية الجيدة، مع تفاقم الأزمة الغذائية والأمنية.
وعبرت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الدعم الإنساني للاجئين السودانيين المتواجدين على أراضي تشاد، عن مخاوفها من تدهور حالتهم الصحية والإنسانية.
بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد تجاوز عدد السودانيين الذين لجؤوا الى تشاد منذ بدء النزاع الحالي في السودان 380 ألف شخص.
وكانت تشاد تستقبل عشرات آلاف النازحين من الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى 410 آلاف لاجئ من السودان انتقلوا إليها بعد اندلاع النزاع في دارفور، عام 2003، والذي امتد لعقدين، فيما لجأ الآلاف في الوقت الراهن إلى الدولة الجارة.
وتشير توقعات المنظمات الأممية إلى احتمالية ارتفاع أعداد النازحين من السودان باتجاه تشاد الفترة المقبلة، في ظل استمرار النزاع.