ويعد الثقب الأسود المسمى "إم 87"، هو أفضل ثقب أسود تمت دراسته حتى الآن، كما يعتبر أول ثقب أسود يتم تصويره مباشرة على الإطلاق في عام 2019.
ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في 27 سبتمبر/ أيلول الجاري، في مجلة "نيتشر" العلمية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، كوي يوزهو، وهو عالم فلك في مختبر تشجيانغ في هانغتشو في الصين: "نحن سعداء بهذا الاكتشاف المهم، ويعد تجميع بيانات عالية الدقة لتتبع هيكل "إم 87" على مدار عقدين من الزمن وإجراء التحليل الشامل، هو أمر ضروري للحصول على هذا الاكتشاف".
وتوصل العلماء لهذا الاكتشاف الضخم، باستخدامهم شبكة عالمية تضم أكثر من 20 تلسكوبا، فحصوا من خلالها وبدقة 170 ملاحظة بشأن الثقب الأسود "إم 87" تم جمعها بين عامي 2000 و2022.
وعلى الرغم من أن قوى الجاذبية الشديدة داخل أفق حدث الثقب الأسود، تجعل الجزء الداخلي غير مرئي، إلا أن الباحثين حولوا انتباههم إلى التدفق المذهل المنبعث من الثقب الأسود، الممتد على مسافة مذهلة تبلغ 4900 سنة ضوئية.
ويبدو أن هذه التدفقات، التي تم رصدها لأول مرة في عام 1918، وتم التقاطها لاحقا بواسطة تلسكوب "هابل" الفضائي، تتحرك أسرع بخمس مرات تقريبا من سرعة الضوء، نتيجة الوهم البصري المعروف باسم الحركة الفائقة للضوء.
ولاحظ الباحثون أن الثقب الأسود الموجود في مركز مجرة "إم 87" كان يغير تدريجيا زاوية نفثه بمقدار 10 درجات تقريبا قبل أن يعود إلى اتجاهه الأصلي، وهي دورة تستغرق حوالي 11 عاما لتكتمل، وقد قدم هذا الاختلاف المثير للاهتمام في ميل الدفقة، دليلا قاطعا على وجود ثقب أسود دوار.
وأكد العلماء أن الدراسة الجديدة "سوف تساعد في تسليط الضوء على كيفية تشكل الثقوب السوداء وتطورها إلى الوحوش التي نراها في جميع أنحاء الكون".
وتعتبر مجرة "إم 87" كائنا ذو أهمية كبيرة نظرا لقربها نسبيا، إذ تقع على بعد 54 مليون سنة ضوئية فقط، مما يجعلها أكثر سهولة للدراسة مقارنة بالمجرات البعيدة الأخرى، وقد فتنت هذه المجرة علماء الفلك منذ اكتشافها في عام 1781 من قبل تشارلز ميسييه، الذي أطلق عليها تسمية "ميسييه 87".