القاهرة - سبوتنيك. وأفاد مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي لـ "سبوتنيك" بأن سلطات المطار تلقت توجيهات من "أنصار الله" بمنع طائرة إيرباص نوع إيه 320 من الإقلاع، احتجاجاً على إيقاف الشركة رحلاتها الوحيدة عبر المطار من وإلى العاصمة الأردنية عمّان.
وأضاف أن احتجاز سلطات مطار صنعاء للطائرة يأتي بهدف الضغط على قيادة الشركة في عدن، من أجل استئناف الرحلات التجارية عبره من وإلى الأردن.
وتأتي خطوة صنعاء غداة وصول مفاوضات بين شركة "اليمنية" الناقل الجوي الوطني في اليمن، وجماعة "أنصار الله" لإلغاء قيود الأخيرة على السحب من أرصدة الشركة لدى البنوك في صنعاء البالغة 80 مليون دولار، إلى طريق مسدود، ما دفع "اليمنية" إلى التهديد بإيقاف الرحلات الست أسبوعياً بين صنعاء والأردن، خاصة بعد تراجع الجماعة عن اتفاق يتضمن السحب من أرصدتها في بنوك صنعاء لتغطية نفقات الشركة وبواقع 70 بالمئة من صنعاء و30 في المئة من عدن حسب نسبة المبيعات للتذاكر.
ويعود الخلاف بين الطرفين إلى منتصف مارس/ آذار الماضي، حين أوقفت شركة اليمنية، بيع تذاكر سفر الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، وذلك بعد أيام من تجميد "أنصار الله" حسابات بنكية للشركة بصنعاء، لترد الجماعة بتعليق الرحلات الجوية الخاصة بالمنظمات الدولية العاملة في اليمن لمدة أسبوع، وتحديدها يوماً واحداً أسبوعياً لتسييرها.
قبل أن تعاود "اليمنية" في 2 أبريل/ نيسان الماضي، استئناف إصدار تذاكر السفر من صنعاء وسط اليمن، بعد نحو أسبوع من التعليق، حسب ما أفاد لـ "سبوتنيك" مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف.
وفي 16 مايو/ أيار العام الماضي، انطلقت أول رحلة جوية من مطار صنعاء الدولي بعد 6 أعوام من التوقف، وذلك ضمن اتفاق هدنة الأمم المتحدة المتضمن السماح برحلتين جويتين في الأسبوع إلى الأردن ومصر، إلا أنها انحصرت بثلاث رحلات أسبوعياً من وإلى العاصمة الأردنية عمّان، قبل أن تضاف لها ثلاث رحلات أخرى إلى الوجهة ذاتها.
وتملك الحكومة اليمنية 51 بالمئة من أسهم شركة الخطوط الجوية اليمنية، فيما تعود نسبة 49 بالمئة إلى المملكة العربية السعودية.
ويفرض التحالف العربي، منذ التاسع من أغسطس/آب عام 2016م، حظرا على حركة الطيران في مطار صنعاء، وأوقف جميع الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، التي يتطلب القيام بها تنسيقاً مع قيادة التحالف.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس /آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.