وهل يعني ذلك تأكيدا لنجاح المشاورات بين صنعاء والرياض، بجانب أنه يحمل رسائل إيجابية حول المرحلة القادمة في اليمن.
حول أسباب إقالة الحكومة والرسائل التي تحملها تلك الخطوة وشكل الحكومة القادمة وعلاقتها بالقوى السياسية في الجنوب والمحيط الإقليمي والدولي أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع علي القحوم، عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" اليمنية.
إلى نص المقابلة…
ما هي أسباب إقالة حكومة الإنقاذ في هذا التوقيت؟
الأسباب تعود لأهمية عملية البناء والإصلاح للدولة اليمنية، والنهوض بمؤسساتها إلى مستويات التفعيل والأداء المؤسسي الخدمي، الذي يقدم العمل المسؤول وتصحيح مسارات العمل المؤسسي في الوزارات، وهي خطوة أولى من التغييرات الجذرية المطلوبة في هذه المرحلة التي أعلنها القائد في مناسبة المولد النبوي الشريف، بأن يكون هناك إعفاء لحكومة الإنقاذ الوطني وتشكيل حكومة كفاءات، والانتقال من مرحلة الضعف الوهن في الدور الحكومي المطلوب في العمل المؤسسي الخدمي للشعب اليمني، وبعد دراسة وتقييم كان لا بد من تغييرات وهي ضرورة وطنية ملحة في تشكيل حكومة كفاءات تقدم دور فاعل في النهوض وتحسين الأداء لمؤسسات الدولة وتقدم الخدمات للشعب اليمني.
أعلن عبد الملك الحوثي عما وصفه بتحديث الهيكل الحكومي المتضخم...ما المقصود بهذا الأمر؟
ما أعلنه القائد في خطاب المولد النبوي الشريف وبحضور ملايين الشعب في ساحات الاحتفال في صنعاء والمحافظات الأخرى هو تغييرات جذرية في مسارات بناء الدولة اليمنية والنهوض بمؤسساتها إلى مستويات التفعيل والأداء المؤسسي الخدمي المتميز الذي ينهض بالشعب والدولة ومؤسساتها، وهي مطلب شعبي ملح وضروري في هذه المرحلة، لتكوين نواة صلبة للدولة اليمنية لكل اليمنيين تتخطى كل الأطر المذهبية والمناطقية والعنصرية، وتحافظ على الهوية الإيمانية والوطنية وتؤسس للشراكة السياسية الوطنية الحقيقية، وتجسيدها في الواقع برؤية جامعة ومشتركة وبشراكة سياسية وطنية جامعة، يشارك فيها كل اليمنيين وأن تكون الدولة لكل اليمنيين.
ما هي أبرز الملفات التي ستشكل أولوية للحكومة المقبلة؟
الحكومة المقبلة ستكون أولوياتها، تقديم الخدمات وتفعيل وإصلاح المؤسسات وإصلاح القضاء وتحقيق العدل والمساواة والمواطنة المتساوية، والنهوض بمؤسساتها إلى الآداء المتميز والمطلوب، بما يواكب المرحلة ويلبي تطلعات الشعب اليمني ويليق بتضحياته الجسيمة، بجانب تخفيف المعاناة عنه ورسم السياسات الاقتصادية والنمو الاقتصادي، وتطوير المؤسسات ولم الشمل والشتات الحاصل، وإعادة ترميم وإصلاح لوائحها بما ينسجم مع القانون والدستور للجمهورية اليمنية، على أن تكون تلك الحكومة حكومة كفاءات لخدمة كل اليمنيين.
ما الذي كان يقصده عبد الملك الحوثي بأن المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل الحكومة، وما هو التغيير الجذري المقصود... وأبرز ملامحه؟
أعلن قائد الثورة الشعبية اليمنية عن التغييرات الجذرية وبدعم ومساندة شعبية وبحضور ملايين الشعب في مناسبة المولد النبوي الشريف، وبدعم ومساندة من كل الأحزاب والمكونات السياسية، وهي تغييرات جذرية تلبي مطالب الشعب في بناء الدولة اليمنية، وإصلاح المؤسسات والقضاء وتحقيق العدل والمساواة، كما ترتكز هذه التغييرات على رؤية وطنية مبنية على الهوية الإيمانية الوطنية، وبرؤية جامعة مشتركة وشراكة سياسية وطنية جامعة، وبالنظام الجمهوري والدستوري لليمن والحفاظ على الوحدة اليمنية والسيادة والاستقلال، وبالشورى والديمقراطية وإعادة اللحمة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية والسلام العادل.
هل تعني تلك التغييرات أن اليمن بدأ بالفعل مرحلة جديدة داخليا وخارجيا؟
الرؤية الوطنية تتجه نحو بناء العلاقات الطيبة والمتكافئة مع المحيط العربي والإسلامي والدولي والتعامل بنهج الدولة اليمنية الواحدة وسيادة النظام والقانون اليمني والحفاظ على وحدة وجغرافيا اليمن وثرواته، والسيادة والاستقلال والخروج من الوصاية الخارجية، والمضي قدما للمستقبل المنشود الذي يسوده الوئام والانسجام الداخلي وتأسيس الحوار وحل المشاكل بالحوار وتذويب كل المشاكل الداخلية والخارجية، وتبديد المخاوف وتقديم التطمينات على المستوى المحلي والخارجي والدولي ومع دول الجوار، والالتزام بالاتفاقات الدولية على مستوى الحدود البرية والبحرية، وتأمين الملاحة البحرية الدولية ومكافحة الإرهاب والعمل على النشاط السياسي والدبلوماسي في العلاقات الخارجية.
ما هو الشكل الجديد لدولة اليمن بعد تلك السنوات الطويلة من الحرب؟
التغييرات الجذرية تؤسس لدولة جامعة لكل اليمنيين، وتمثل كل اليمنيين وتكون مقبولة على المستوى الداخلي والخارجي والدولي، وتطبق القانون والنظام والدستور للجمهورية اليمنية وتؤسس لسلام مستدام داخلي وخارجي وتنهي كل المشاكل والمخاوف الداخلية والخارجية، وتبدد كل ذلك وتنهض باليمن وشعبها العظيم إلى النمو الصناعي والاقتصادي، وتحقيق العدل والأمن والمساواة والمواطنة والحرية والتعددية السياسية، بما يحافظ على المكتسبات والثوابت الوطنية، ونقل اليمن إلى مراحل الاستقرار في دولة ضامنة وجامعة لكل اليمنيين ويدها ممدودة لكل اليمنيين وللحوار.
ما هو موقفكم من الجنوب والمكونات السياسية اليمنية الأخرى؟
نعمل من أجل إيجاد دولة مستقرة ضامنة وجامعة لكل اليمنيين ويدها ممدودة بالحوار للجميع، لا سيما إخواننا في المحافظات الجنوبية والمكونات السياسية الجنوبية وبقية المكونات السياسية اليمنية الأخرى، وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية الحقيقية وبناء البلد والدولة ومؤسساتها بتظافر كل الجهود للمضي صوب المستقبل وتحقيق السلام العادل والمستدام والقبول بالجميع، فاليمن بلد للجميع ومسؤوليتهم، كما نؤكد أن هذه التغييرات الجذرية تخدم البلد وفي مصلحة كل الشعب بلا استثناء، وهي رسالة وطنية وتطمين للجميع ولدول الجوار والإقليم، بأن اليمن دولة ضامنة وجامعة لكل اليمنيين وبمشاركة وطنية جامعة وحقيقية لكل اليمنيين.
هل هناك أي علاقة لهذا التغيير الحكومي بالمباحثات الجارية مع السعودية؟
هذه التغييرات الجذرية التي أعلنها قائد الثورة، هي رسالة إيجابية ورسالة سلام وتطمين وإزالة مخاوف للجوار والإقليم وعلى المستوى المحلي والخارجي، بأننا في صنعاء دولة وقيادة حريصة على البناء للدولة اليمنية التي تستند على النظام والقانون وما يجري هو ترتيبات وطنية لبناء الدولة وإصلاح المؤسسات والنهوض بمؤسساتها إلى الآداء المتميز والمطلوب، وفيها مصلحة وطنية جامعة وخدمة للشعب و تمهد لتكوين نواة صلبة للدولة بشراكة سياسية وطنية جامعة وتحقق السلام والعلاقات الطيبة والمتكافئة مع المحيط العربي والإسلامي والدولي ولدول الجوار والإقليم.
ما هي آخر التطورات فيما يتعلق بالمحادثات مع السعودية؟ وهل تم تحديد موعد للقاء آخر لمواصلة المشاورات؟
المحادثات مع السعودية مستمرة والتفاؤل قائم، ونحن مع السلام العادل والمستدام وقائد الثورة اليمنية في خطاب المولد النبوي الشريف قدم رسالة تطمين وطيبة تجاه السعودية، ونصحها للمضي قدما وبجسارة لصناعة السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار وحسن الجوار ورعاية المصالح المشتركة وصناعة العلاقات الطيبة والمتكافئة، وهذا فيه مصلحة للسعودية ولليمن والمنطقة برمتها.
أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب