وأوضح عبد اللهیان، في كلمة له، أنه "بعد دقائق قليلة من هذا الهجوم، أرسل الأمريكيون رسالة لوقفه وإنهائه"، مشيرا إلى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آنذاك، قد أعلن، في وسائل الإعلام، أنه إذا أبدت إيران أدنى رد فعل على تصرفات أمريكا، أوأطلقت رصاصة من بندقية بسيطة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، فإن أمريكا ستستهدف في الوقت نفسه 52 موقعا استراتيجيا في إيران"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية - "إرنا".
وأضاف عبد اللهیان أن "أمريكا أرسلت رسائل إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مفادها أنهم يعلمون بأن إيران اتخذت قرار الانتقام والرد على هذا الإجراء وبأن هذا الانتقام سيتحقق، لذلك أبدت أمريكا استعدادها لإلغاء جزء من العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عدم رد إيران على هذا الهجوم الإرهابي".
وتابع عبد اللهيان: "رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علی الرسائل الأمريكية، هو أنها ستتصرف بناء على قرارها المتخذ في هذا الشأن".
وكشف وزير الخارجية الإيراني أنه "في اليوم الثالث لوفاة قاسم سليماني، الذي تم فيه إجراء مراسم التشييع والدفن، قدم الأمريكيون رسالة مثيرة للاهتمام والتعجب، أعربوا فیها عن استعدادهم لتحديد كيف ستنتقم إیران منهم، والحقيقة أنهم سیحددون هذا الأمر، وبعد الانتقام سیبقون صامتين"، مؤكدا أن "إيران ردت، في هذا السياق، بتجاهل هذه الرسائل أیضا".
واعتبر عبد اللهيان "الهجوم الإيراني على قاعدة "عين الأسد"، في تلك المرحلة صفعة ضرورية للأمريكيين بحیث تحول الموقف الأمريكي من المهدد والمتوعد باستهداف المواقع الاستراتيجية في العمق الإيراني، إلى المتوسل الضعیف لعدم الرد والانتقام ووقف الهجوم"، على حد قوله.
وكان الجيش الأمريكي، قد نفّذ عملية اغتيال قاسم سليماني، بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير/ كانون الثاني عام 2020.
وأدت العملية التي اغتيل فيها أيضا أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي في العراق"، إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، التي تعهدت بالانتقام القوي.
ورد الجيش الإيراني، بعد أيام قليلة من العملية، بإطلاق صواريخ على قاعدة "عين الأسد"، أكبر القواعد الأمريكية في العراق.
كما تعرضت القوات الأمريكية في العراق، لسلسلة من الهجمات من قبل مجموعات عراقية موالية لإيران، كان آخرها، في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أطلقت صواريخ على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية تحصينا في العراق، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية أخرى.