وانتشرت القوى الأمنية المشتركة في محيط مدارس الـ"أونروا"، بعد أن تم الاتفاق على إخلائها من المسلحين، بالمقابل أجّلت الوكالة افتتاح العام الدراسي للطلاب من اللاجئين الفلسطينيين في صيدا، بمن فيهم طلاب مخيم عين الحلوة، وعملت على إيجاد حلول بديلة لأطفال المخيم من أجل الحفاظ على حقهم في التعلم.
وأعلنت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الـ"أونروا" في لبنان، هدى السمرا، أن "الوكالة لم تدخل بعد إلى مخيم عين الحلوة ولا إلى المدارس التابعة لها، لكي تبدأ بعملية مسح الأضرار الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة، التي على أساسها يمكن تحديد الوقت المطلوب لإعادة التأهيل والإعمار".
وفي تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أضافت السمرا أن "تمويل إعادة إعمار مدارس الوكالة غير متوفر حتى الآن، لأننا لم نمسح الأضرار ولا نعلم كم ستكلف عملية إعادة الإعمار والتأهيل"، مؤكدة أنه "متى اتضحت هذه الأمور بعد الدخول ونزع الأجسام غير المنفجرة وتقييم الأضرار، تبدأ عملية حشد التمويل من الدول المانحة".
وأشارت هدى السمرا، إلى أن الـ"أونروا" حصلت على مبلغ 3 مليون دولار تقريبًا من أصل 15.5 مليون دولار وهي الأموال المطلوبة من ضمن النداء العاجل، الذي أطلقته الوكالة، في 29 آب/ أغسطس الماضي، للاحتياجات الناجمة عن اشتباكات عين الحلوة، والذي لا يشمل إعادة تأهيل مدارس الـ"أونروا" أو أي منشأة أخرى داخل المخيم".
وأوضحت السمرا أن "المدارس الثماني التابعة لـ"أونروا" داخل مخيم عين الحلوة كلها تضررت بشكل كبير ولا تزال الوكالة غير قادرة على الدخول إليها بسبب الأوضاع الأمنية في المخيم، وبما أن بعض مدارس الوكالة خارج المخيم كانت، حتى يوم أمس، تأوي عائلات نازحة من المخيم بسبب الاشتباكات، فقد تم تأجيل انطلاقة العام الدراسي لطلاب الـ"أونروا" في منطقة صيدا بما في ذلك عين الحلوة"، وأشارت إلى "بدء الدراسة تدريجيًا في المدارس المحيطة للمخيم وفي مدينة صيدا، التي سوف تستوعب كل طلاب عين الحلوة بنظام الدفعتين، هو حل انتقالي ومؤقت، وهو لإنقاذ العام الدراسي وعدم بقاء أي طفل لاجئ فلسطيني خارج المدرسة، إلا أنه طبعًا هو حل مكلف للوكالة ومربك، في حين أن مدارس الـ"أونروا" الأخرى في لبنان، بدأت في 2 تشرين الأول (أكتوبر الجاري)".
واعتبرت السمرا أن "أبرز التحديات الآن هي ضرورة نزع الألغام والأجسام غير المنفجرة من مخيم عين الحلوة ومراكز الـ"أونروا"، تليها عملية تقييم دقيقة لحجم الأضرار ومن ثم تحديد الكلفة المطلوبة لحشد التمويل اللازم".
وذكرت السمرا أن "الـ"أونروا" تعاني أصلًا من وضع مالي صعب، وهذه الأزمة فاقمت المشاكل التمويلية إلى حد كبير"، مضيفة: "إذا لم يستتب الأمن والاستقرار وإذا لم تنتهي الاشتباكات والتوتر بشكل كامل، فلن نتمكن من استئناف خدماتنا بشكل طبيعي في مخيم عين الحلوة، مع أننا الآن بدأنا تدريجيًا بإزالة الردم وسوف نقيّم الأضرار والوضع الأمني لفتح المركز الصحي داخل المخيم، حيث اللاجئون بأمس الحاجة للخدمات".