وقال بوتين في كلمته: "إننا نواجه مهمة بناء عالم جديد"، مشيرا إلى أن "تغيرات خطيرة قد حدثت في العالم على مدى 20 عاما، وعندما تغير النظام العالمي بدا الوقت مضغوطا".
ونوّه بوتين، في افتتاح الجلسة العامة التي تحمل عنوان "التعددية القطبية العادلة: كيفية ضمان الأمن والتنمية للجميع"، إلى أنه "كان ينبغي أن يكون واضحا للجميع أن محاولة فرض المصالح من قبل الدول الأقوى على الآخرين أمر غير مقبول، لكن هذا لم يحدث".
"خطاب بوتين استمرار لما تحدث عنه في ميونيخ 2007"
يرى الخبراء أن خطاب الرئيس بوتين اليوم هو استمرار لخطابه الذي ألقاه في ميونيخ عام 2007.
ووفقا لرئيس مركز دعم الخبراء للعمليات السياسية، أليكسي ياروشينكو، فإن هذا الخطاب "أصبح نقطة الإبلاغ عن بداية إنشاء عالم متعدد الأقطاب".
مضيفا: "بعد ذلك الخطاب، غزا الأمريكيون أكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى ونفذوا عمليات عسكرية، مستخدمين إلى حد كبير هيكل الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإضفاء الشرعية على مغامراتهم العسكرية. يظهر بوتين نفسه كسياسي ثابت. وظهر اتجاهه نحو تعزيز التعددية القطبية ومواجهة الهيمنة الأمريكية في نظام العلاقات الدولية".
"لا يمكن تجاهل روسيا كلاعب دولي"
أشار بافيل سيليزنيف، عميد كلية العلاقات الدولية في الجامعة المالية التابعة لحكومة روسيا، أن "بوتين أظهر للغرب مرة أخرى أنه لا يمكن تجاهل روسيا كلاعب عالمي، ولا يمكن شطبها أو إلغاؤها أو نسيانها".
وخلص سيليزنيف إلى القول: "سيتعين الاستمرار في أخذ روسيا في الاعتبار، لأنها، بعد أن اتخذت مثل هذا الموقف، البديل لموقف الغرب العالمي، تظل رائدة التعددية القطبية الحقيقية وضمان علاقات الشراكة المتساوية".
"روسيا والصين كتلة بمواجهة العولمة"
وصفت ناتاليا ماكيفا، نائبة مركز الخبرات الجيوسياسية، أن روسيا والصين تشكلان كتلة قوية بمواجهة العولمة.
قائلة: "إنهم يشكلون كتلة قوية مناهضة للعولمة، حيث أن روسيا هي الجناح العسكري، والصين هي الجناح الاقتصادي. ومن الممكن أن تظهر أقطاب جديدة - العالم العربي وأمريكا اللاتينية وأفريقيا".
مضيفة: "تحدث بوتين عن التعددية القطبية كوسيلة لتوفير الراحة من الحروب والحماية من المحرقة النووية لسنوات مقبلة. من دون روسيا كقطب، كحضارة، لا يمكن للعالم أن يكون متعدد الأقطاب، وبالتالي عادلًا وآمنًا".
يذكر أن منتدى "فالداي" الدولي هو عبارة عن جمعية تضم خبراء أجانب وروس بارزين في مجال العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية. تأسس النادي في سبتمبر/ أيلول عام 2004.
يعود اسم النادي إلى موقع المؤتمر الأول الذي انعقد في مدينة فيليكي نوفغورود الروسية، قرب بحيرة فالداي.
منذ عام 2014، انتقل النادي من صيغة "إخبار العالم عن روسيا" إلى العمل الموجه عمليًا على صياغة الأجندة العالمية، إلى التقييم المؤهل والموضوعي للمشاكل السياسية والاقتصادية العالمية. ويرى النادي أن أحد أهدافه الرئيسية هو توحيد النخبة الفكرية في العالم لوضع حلول للتغلب على أزمات النظام العالمي.
كما أن جائزة Valdai Club (نادي فالداي) تأسست في عام 2016. أقيم حفل توزيع الجوائز الأول في عام 2017، حيث يتم تقديم الجائزة سنويا لإسهامات كبيرة في فهم وشرح التغييرات والاتجاهات التي تحدث في السياسة العالمية. يمكن التعبير عنها في منشور علمي، أو سلسلة من الخطب العامة، أو تنفيذ مشاريع بحثية أو تعليمية حول قضايا الساعة في التنمية العالمية والعلاقات الدولية.
على مدار سنوات وجوده، شارك في عمل النادي أكثر من ألف ممثل عن المجتمع العلمي الدولي من 84 دولة.