وقال عبد الهادي في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إن "هناك أهدافًا استراتيجية حققتها المقاومة من هذه العملية البطولية النوعية المفاجئة والصادمة للعدو الصهيوني، وبالتأكيد سيكون هناك تبييضًا للسجون الصهيونية، لأن "حماس" أسرت عددًا كبيرًا من الجنود الصهاينة، وهذا سيؤدي بالتأكيد إلى تبييض السجون الصهيونية، وقادة المقاومة وبالتحديد قادة حماس كانوا قد وعدوا الأسرى بالتحرير قريبًا".
وأضاف: "نحن حررنا أجزاء من أرضنا عندما تم احتلال مناطق في غلاف غزة وما زال المقاومون موجودين هناك، وجزء من المناطق التي تم الاستيلاء عليها في اشتباكات مع جيش الاحتلال الصهيوني وهذا يعتبر إنجازًا كبيرًا جدًا بالنسبة للمقاومة".
ولفت عبد الهادي إلى أن "المسألة الأخطر وهي مسألة استراتيجية، وهي أن هذه العملية شكلت مسمارًا غليظًا في نعش الاحتلال لإنهائه، هذا الاحتلال الذي بدا واهنًا ضعيفًا".
وأشار إلى أن "عملية من هذا المستوى خطط لها منذ فترة طويلة جدًا وتم تأمين المستلزمات وتم تدريب الناس عليها وإجراء مناورات وتم تنفيذها اليوم صباحًا والعدو لا يشعر بها وهذا إن دل على شيء يدل على أن هذا الكيان الغارق في أزماته الداخلية يعيش الثبات المميت الذي سينهيه قريبًا، هذه العملية لها أبعاد تتجاوز قطاع غزة".
وأوضح أن "العملية مستمرة، لا زالت الاشتباكات في غلاف غزة مع الاحتلال موجودة، ما زال القصف مستمر من المقاومة على أراضينا المحتلة، وبالعكس هناك ردة فعل مجنونة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قتلًا بالمدنيين، ولا يوجد أي إنجاز عسكري".
ورأى عبد الهادي أن "العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار بهذه المعركة ولا توسعتها لأنه يخاف من ردات الفعل التي هو غير جاهز لمواجهتها، سواء إن كان ذلك على مستوى مواجهة "حماس" وفصائل المقاومة في غزة وأيضًا في الضفة التي ستربكه من خلال تنفيذ عمليات نوعية خاصة، خصوصًا أن الجيش الصهيوني نصفه في الضفة الغربية كان قبل تنفيذ هذه العملية، أو على مستوى محور المقاومة، إذا أمعن الاحتلال في الاعتداء على غزة بشكل إجرامي وجنوني ممكن أن تتحول المعركة إلى إقليمية خصوصًا أن عنوانها هي المسجد الأقصى المبارك".
وقال عبد الهادي ردًا على سؤال حول إمكانية فتح جبهة لبنان، إن "قادة المقاومة وبالتحديد السيد حسن نصر الله أعلنوا أكثر من مرة أنه إذا تم الاعتداء على الفلسطينيين في غزة أو الضفة أو الأقصى وتجاوزوا الحدود فإن المقاومة جاهزة، بيان "حزب الله" اليوم أكد نفس المعنى".
وأكد عبد الهادي أن "هذا الأمر مرهون بردة فعل العدو الصهيوني وبمدى توسعته للعمليات العسكرية العدوانية التي يمكن أن يشنها على قطاع غزة، أو بنفس الوقت إذا فكر بجنون أن يتجاوز قطاع غزة ويعتدي على لبنان أو سوريا أو غيرها، هذا يمكن أن يقود إلى حرب في المنطقة وتشارك فيها أكثر من جبهة خصوصًا أن هذا العدو كان قد نفذ مناورات دفاعية من وجهة نظره على أكثر من جبهة، لبنان وغزة والضفة وسوريا وغيرها، ولذلك نحن محتاطون وأظن أن المقاومة اللبنانية مستنفرة في أقصى درجاتها اليوم وهذا العدو لا يمكن أن يؤمن جانبه، وإذا أقدم على مثل هذه الخطوة سيدفع الثمن غاليًا، وأعتقد أن العملية التي حصلت اليوم ستكون مقدمة لما يمكن أن يحصل بعد ذلك إذا فتحت المعركة على مستوى المنطقة".