بعد أحداث مزارع شبعا...هل تفتح جبهة لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل؟

تشهد الحدود اللبنانية الجنوبية هدوءا حذرا اليوم الإثنين، بعد دخول "حزب الله" على خط الحرب الدائرة بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة، وقصفه مواقع إسرائيلية في المنطقة المتنازع عليها في مزارع شبعا يوم أمس الأحد، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية تحسبًا لأي تصعيد خطير ولضمان الهدوء في المنطقة.
Sputnik
وتترقب الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية بقلق إمكانية إنخراط لبنان بحرب مفتوحة مع إسرائيل، بعد تأييد "حزب الله" ودعمه لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" منذ عدة أيام.

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبد الرحمن شحيتلي، أن "حزب الله" أرسل رسالة واضحة بأنه معني بهذه المعركة وأن القوى الفلسطينية ليست متروكة، وهذه الرسالة كانت عبر قصف المقاومة لمراكز العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

قال شحيتلي لوكالة "سبوتنيك": "تدخل "حزب الله" مرهون بتطور الاعتداءات الإسرائيلية على غزة أو على أماكن أخرى".
وأشار إلى أن "ما تسعى إليه المقاومة اليوم هو إبقاء الصراع ضمن صراع عسكري ما بين مقاومة فلسطينية على قوات إسرائيلية محتلة لأراضي فلسطينية، هذا هو العنوان والمعركة ضمن هذا الإطار".

وتابع: "في حال قامت إسرائيل بتغيير إطار المعركة إلى إطار آخر، وهذا الأمر ليس بعيدا، عندها تصبح الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات".

وأضاف: "هناك أكثر من احتمال للرد الإسرائيلي على الهزيمة التي ألحقت به، وكل احتمال ممكن أن تقوم به إسرائيل له إمتداداته، وله واقعية"، معتبرًا أن "الأكثر ترجيحا هو أن العدو الإسرائيلي يريد تجميد الجبهات وتأمين تغطية دولية وأمريكية، بالتحديد للعملية العسكرية التي يريد القيام بها كردة فعل، وهذه التغطية عبارة عن حماية نفسه في الجبهة الشمالية أو ناحية الضفة الغربية وبعد تأمين هذه الحماية للكيان الإسرائيلي".

وأضاف: "تقوم إسرائيل بالعملية لإعادة الإعتبار لكيانها ولجيشها الذي مني بالهزيمة في غزة، هذا الأكثر ترجيحا وهذا بدا بتحرك الأسطول الأمريكي إلى منطقة البحر المتوسط لتأمين الغطاء العسكري والسياسي اللازم لهذه العملية وهنا احتمال الحرب وتطويرها وإلى أي مدى تتطور تصبح مفتوحة على كافة الاحتمالات وربما على حرب إقليمية كبيرة".

إسرائيل توجه رسالة عاجلة إلى الحكومة اللبنانية بعد هجوم "حزب الله"
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، لـ"سبوتنيك": "حزب الله" بدأ بفتح الجبهة في الجنوب من خلال العملية التي نفذها أمس عبر قصف عدد من المواقع الإسرائيلية، هذا القرار واضح وصريح وقد أعلن الحزب مسؤوليته عن القصف، والرد الإسرائيلي كان محدودا".

وأضاف: "السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" أعلن أن الحزب ليس على الحياد في معركة غزة وسيناصر قوى المقاومة في غزة".

وتابع قصير: "شكل تدهور الأمور أو المواجهة المقبلة غير واضح حتى الآن، لأنه مرتبط بالتطورات الميدانية في غزة ومدى الحاجة إلى فتح الجبهة الشمالية، وفي الجانب الميداني على مستوى الجنوب، بتقديري "حزب الله" يراقب ما يجري وسيكون دوره متصاعدًا، وسيقوم بعمليات شيئا فشيئا وتؤدي إلى فتح الجبهة بشكل عام، لكن الأمور حتى الآن لا تزال قيد المراقبة والمتابعة".

وأشار إلى أن "إيران تدعم قوى المقاومة وهي تقدم كل أشكال الدعم، وحتى الآن لا يوجد معطيات بأن ما جرى هو بقرار إيراني، هناك تطورات كانت موجودة في القدس والمسجد الأقصى والوضع داخل فلسطين الذي شكل أحد الدوافع لقيام المقاومة بهذه العملية، وهناك تنسيق وتعاون بين قوى المقاومة وإيران".

وتابع قصير: "الموضوع مرتبط بالرد على موضوع التطبيع مع العدو الصهيوني ومرتبط بالتطورات الميدانية التي كانت تحصل داخل فلسطين من خلال الانتهاكات ومن خلال المسجد الأقصى واقتحام القرى، ومن هنا كانت المفاجئة بهذه العملية والتي لم تعد عملية رد فعل بقدر ما هي تغيير بمسار الصراع مع العدو الإسرائيلي".

واعتبر أن "كل الاحتمالات واردة ومرتبط بكيفية متابعة الأمور الميدانية، إذا قام العدو الإسرائيلي بشن عملية برية واسعة وأدى هذا الأمر إلى فتح كل الجبهات، فنحن أمام مرحلة جديدة في الصراع، لكن العملية التي نفذتها حركة "حماس" وقوى المقاومة أدخلت الصراع في مرحلة جديدة لأنه حتى الآن لا أحد يدرك حجم النتائج لا على مستوى القتلى الإسرائيليين ولا على مستوى النتائج الميدانية، لا زلنا في مرحلة تقييم النتائج وعلى ضوئها من الممكن تحديد مستقبل المنطقة".

كما لفت قصير إلى أنه "ميدانيًا كل شيء وارد ومرتبط بظروف الصراع في غزة، وعلى ضوء هذا الصراع سنشهد تطورات ميدانية على بقية الجبهات".
مناقشة