وقال لافروف إنه "يتوجب على روسيا وجميع أعضاء جامعة الدول العربية، المساهمة في وقف إراقة الدماء، وإنهاء معاناة المدنيين في إسرائيل وفلسطين، ومن الممكن تحقيق ذلك"، وذلك خلال المباحثات التي أجراها لافروف مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في موسكو.
وأضاف لافروف، قائلا: "نحن على استعداد للقيام بذلك مع الدول العربية، وجميع الدول الأخرى المهتمة بنشر السلام المستدام بالشرق الأوسط، وضمان أمن جميع دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك دولة فلسطين، ويتطلب ذلك قرارا من قبل مجلس الأمن".
وأعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية".
وقال الضيف في بيان: "الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".
وصرح لافروف أن موسكو تعول على أن يدعو الغرب إلى وقف الأعمال القتالية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتا إلى أن موقف الغرب الراهن يثير تساؤلات جدية.
وقال لافروف، عقب محادثاته في موسكو مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط: "لقد استمعنا إلى تصريحات زملائنا الغربيين في هذا الشأن، والتي تدين الهجوم على إسرائيل فحسب. نعول على أن يدعو (الغرب) إلى وقف الأعمال القتالية أيضاً. موقفهم يثير تساؤلات جدية، لأنهم يكتفون بالقول توقفوا فورا، يجب أن تنتصر إسرائيل وتقضي على الإرهابيين".
وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه من أجل حل الوضع في الشرق الأوسط، من الضروري "تسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي"، لافتا إلى أن "الدول الغربية لم تبذل أي جهود في هذا الشأن".
وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه يقدر موقف روسيا المتوازن في الأزمة الراهنة المشتعلة في الشرق الأوسط.
وأضاف أبو الغيط أن الجامعة العربية تقدر الموقف الروسي، وتتفق مع أن المشكلة "لم تبدأ من الأمس، ولا يمكن اجتزاء الوضع الراهن من السياق الزمني، وهو استمرار الاحتلال، ومنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967".
وتابع أن خنق أي جهود للسلام، وحصار السلطة الفلسطينية، ومواصلة الاستيطان وقضم الأراضي بلا توقف هي عوامل لا يمكن إغفالها اليوم".
وأردف الأمين العام لجامعة الدول العربية: "لقد حذرنا مرارا من أن السياسات الإسرائيلية المتطرفة تمثل قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من الاستقرار، ومن يصر على رؤية الموقف من زاوية واحدة، إنما يخطئ لعجزه عن رؤية شمولية الموقف".
ونوه أبو الغيط إلى اتفاق في موقفي الجامعة العربية وروسيا فيما يخص الشأن الفلسطيني، حيث أن الأولوية الآن، وفقا لأبو الغيط، في وقف التصعيد، وحقن دماء المدنيين، ومنع تدهور الموقف إلى ما هو أخطر.
وأكد أبو الغيط على أن "الانتقام من سكان غزة المدنيين لن يجلب للإسرائيليين الأمن، وسوف يسهم في تصعيد الموقف". وشدد على ضرورة "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإطلاق الأفق السياسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".