باحث حقوقي لـ"سبوتنيك": القصف الإسرائيلي لغزة ينتهك القانون الدولي والحوار السياسي هو الحل

قال هاني محمد، الباحث في مجال حقوق الإنسان، إن المدنيين الفلسطينيين يواجهون انتهاكات حقوقية واسعة من قبل إسرائيل، التي ترتكب "جرائم حرب تجاه 2.5 مليون مواطن"، في أعقاب الهجوم واسع النطاق والممنهج الذي تشنه ضد المدنيين للحفاظ على نظام القمع والهيمنة.
Sputnik
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "إسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري على الفلسطينيين منذ فترة طويلة، وحاولت في نشر الكراهية بينهم، والتضييق عليهم، وارتكاب المجازر ضدهم في الخفاء، لكن اليوم بشكل عملي، في إطار عملية التطهير العرقي الذي تقوم به في الأراضي المحتلة".
واعتبر محمد أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يشكل "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، ويخالف القانون الإنساني والمواثيق الدولية، خاصة ما تقوم به الآن من قصف عنيف وعشوائي وتصريحات تتعلق بالإبادة الجماعية والتهجير القسري، تحت حجة الرد على عملية "طوفان الأقصى"، حيث تستهدف المنشآت المدنية والسكنية والمرافق العامة من مدارس ومستشفيات والبنى التحتية، التي تعرضت لأضرار هائلة وأسقطت مئات القتلى والجرحى من المدنيين.
إسرائيل تؤكد أنه لا توجد أي دعوة رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية
ولفت إلى أن "الأساليب العسكرية التي تستخدمها إسرائيل تستهدف العزل بشكل مباشر، عبر القصف الجوي والمدفعي واستخدام القنابل العنقودية تحت حماية واشنطن، التي أعطت الضوء الأخضر لهذه الجرائم عبر إرسالها حاملة طائرات وأسلحة متطورة، تستخدمها تل أبيب ضد الفلسطينيين في غزة، مخلفة وراءها خسائر بشرية كبيرة".
وأوضح أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان الموقعة على وجه التحديد من قبل إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة، وتتضمن هذه الاتفاقيات حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وحظر استخدام العنف المفرط وغير الضروري ضد المدنيين.
وتابع هاني محمد: "يجب على المنظمات الحقوقية وغير الحكومية ووسائل الإعلام أن تقوم بدور في توثيق الانتهاكات وإلقاء الضوء عليها وزيادة الوعي العالمي بالأحداث التي تجري في قطاع غزة وتأثيرها على حقوق الإنسان".
جيش الدفاع الإسرائيلي يسعى لنزع قدرة حماس القتالية بحلول نهاية الصراع الدائر
وطالب محمد بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حول الجرائم المزعومة وتدخل دولي سريع وإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الانتهاكات وجرائم الحرب، معتبرا أن الحل الأكثر جذبا للسلام والاستقرار في المنطقة هو الحل السياسي، عبر العمل مع الشركاء الدوليين على حل القضية واللجوء إلى مجلس الأمن وتعزيز ثقافة السلام مقابل الأرض وتعزيز الحوار والمصالحة بين الطرفين، والعمل على إنهاء الصراع وتحقيق العدالة والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعلن القائد العام لـ "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، وقال الضيف في بيان: "الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".
وتمكنت حركة "حماس" من أسرِ عدد غير معروف من الإسرائيليين بينهم جنود وضباط، والعودة بهم إلى قطاع غزة.
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. إسرائيل تواصل محاولة التوغل بغزة والمقاومة تتصدى.. صور وفيديو
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، أن "المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، صادق رسميًا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردًا على إطلاق حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".
وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.
وفي المقابل، تشن الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع "حماس" في قطاع غزة، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، تفعيلها للمادة 40 من القانون الأساسي، ما يعني دخول البلاد رسميًا في حالة حرب.
مناقشة