وقال الصندوق، في بيان له، إنه يتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي بمقدار 0.1% إلى 2.9%، في 2024، من 3% متوقعة، خلال العام الحالي.
وتعد توقعات صندوق النقد الدولي، للعام المقبل، أقل بكثير من 3%، التي تنبأ بها، في شهر يوليو/ تموز 2023.
وتابع بيان الصندوق، بالقول: "ويأتي هذا التباطؤ في وقت لم يتعاف فيه العالم بالكامل بعد من الركود المدمر و لكن قصير الأمد الناجم عن جائحة "كوفيد-19"، في عام 2020، وأدت سلسلة من الصدمات بما في ذلك الوباء والنزاع في أوكرانيا، إلى خفض الناتج الاقتصادي العالمي بنحو 3.7 تريليون دولار، على مدى السنوات الثلاث الماضية، مقارنة باتجاهات ما قبل ظهور فيروس "كورونا" المستجد".
وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه جورينشاس، في مؤتمر صحفي، قبل اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، المنعقدة الأسبوع الجاري، في مراكش بالمغرب: "نحن نواجه اقتصادا عالميا يتعثر".
لكن في المقابل، أكد جورينشاس أن "الاقتصاد العالمي أظهر مرونة ملحوظة، في وقت قام فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم، برفع أسعار الفائدة بقوة لمكافحة عودة التضخم، وساعدت الزيادات في تخفيف ضغوط الأسعار دون أن تتسبب في توقف الكثير من الناس عن العمل".
وقال جورينشاس إن "هذا المزيج يتسق على نحو متزايد مع ما يسمى "الهبوط الناعم"، وهو فكرة إمكانية احتواء التضخم دون التسبب في الركود".
وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي، حول التأثير الذي سيخلفه الصراع الأخير بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية على الاقتصاد العالمي، بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، قال جورينشاس: "من السابق لأوانه معرفة ذلك".
ويتوقع صندوق النقد الدولي، انخفاض تضخم أسعار المستهلك العالمي من 8.7%، في عام 2022، إلى 6.9%، في العام الحالي، و5.8% في عام 2024.
وتبدو الأمور أكثر كآبة في البلدان العشرين التي تشترك في عملة اليورو، والأكثر تعرضا لارتفاع أسعار الطاقة، إذ خفّض صندوق النقد الدولي تصنيف نمو منطقة اليورو إلى 0.7%، في العام الحالي، و1.2%، في عام 2024، كما يتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.5%، في العام الحالي، قبل أن يتعافى إلى نمو بنسبة 0.9%، في العام المقبل 2024.
كما يتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بنسبة 5%، خلال العام الحالي، و4.2%، في عام 2024، وتلك الأرقام أقل من ما توقعه صندوق النقد الدولي، في شهر يوليو الماضي.
وأعرب صندوق النقد الدولي مرة أخرى عن قلقه من انقسام دول العالم إلى تكتلات جيوسياسية، من الممكن أن تحد من التجارة الدولية والنمو الاقتصادي على مستوى العالم.