المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" لـ"سبوتنيك": الاحتلال هو من بدأ الحرب باقتحام المسجد الأقصى

وتابع، في حوار لـ"سبوتنيك": "هناك انهيار كامل لمنظومة حماية غلاف غزة التابعة للجيش الصهيوني رغم كل التجهيزات وملايين الدولارات التي تم إنفاقها لهذا الغرض".

واستطرد: "كما استطاعت المقاومة إلحاق خسائر عسكرية كبيرة جدا للجيش الإسرائيلي شملت الدبابات والتشكيلات وتسببت في تفكيك ألوية بأكملها"، مضيفًا: "العديد من التشكيلات العسكرية للعدو الإسرائيلي خرجت من الخدمة بعد عمليات المقاومة".

كما أشار المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إلى أن "العدو الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة في الأرواح، كما وقع عدد كبير من الإسرائيليين في الأسر من قبل المقاومة التي لا يزال أعداد كبيرة من مقاتليها يواصلون القتال داخل المستوطنات".

كانت "طوفان الأقصى" مفاجئة للعدو الذي لم يتمكن من توقع موعدها رغم القدرات الاستخباراتية التي يمتلكها، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل فشلا استخباراتيا بالنسبة لهم.

وهناك حالة من التخبط لدى العدو الإسرائيلي وهو ما دفعه للقيام بنحو 24 مجزرة في غزة شملت قتل أطفال وشيوخ ومستشفيات، بهدف إرسال رسالة للمقاومة أنه يستطيع أن يغير معادلات القوة، وهو كلام لا قيمة له، لأن ما تعرضه له لم يشهده الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية".

المقاومة تقوم بمواجهة العدو الإسرائيلي عسكريا، بينما يقابل هو ذلك بقصف المدنيين، مضيفًا: "المقاتل الفلسطيني بأسلحته البسيطة تمكن من اقتحام الحصون ومواجهة الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، الذي هرب وترك سلاحه لأنه يعرف أن هذه الأرض ليست أرضه وأنه سيخرج منها لا محال".

أهل غزة الآن ينتقلون من نقطة إلى أخرى داخل القطاع رغم أن جميع مناطقه مستهدفة ويبحثون عن ملاجئ آمنة، فعلى سبيل المثال فر الأهالي من حي الكرامة عقب تعرضه لمجزرة إلى حي آخر.

هذا سؤال مهم، وهو كيف يمكن للعالم أن يسكت على ما يحدث في غزة، التي يدافع سكانه عن حقه ومقدساته وما يتعرض له أسراه، فهذا العالم يكيل بمكيالين ينمت لأت يصمت عن كل ذلك.

وكذلك الحال بالنسبة للدول العربية المطبعة مع الاحتلال… كيف لها بأن تغض الطرف عن الدم الفلسطيني الذي لا يزال ينزف منذ أيام بسبب هذه المجازر، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يهم الأمة العربية والإسلامية ولأمم العالم كافة التي أعلنت دعمها للكيان الغاصب المجرم بدلا من أن تكون داعمة لفلسطين وشعبها.

فكلنا نرى من هو القاتل والمجرم والمعتدي والمحتل لأرض فلسطين منذ عام 1948، والذي كان السبب الرئيسي لكل الأوجاع والمشاكل التي عاشها في الفلسطينيون في الداخل أو في الشتات، وهذا الاحتلال مجرم ولابد من الضغط عليه عربيا ودوليا لإيقاف هذه الجرائم.

التكتيكات التي اتبعتها الفصائل الفلسطينية في "طوفان الأقصى" تؤكد أنها ليست ضعيفة وأن المقاومة التي كانت تستخدم الحجر والسكين أصبحت مقتدرة ويمكنها فرض واقع جديد، وما يقوم به الاحتلال ليست مواجهة جندي لجندي، لأنهم يخافون من ذلك، ولكنا نعرف أن جيش الاحتلال غير قادة على أن يخطو خطوة واحدة تجاه مدينة غزة بعدما قمنا بإذلالهم".

فحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قامت بعملية في شمال فلسطين المحتلة (إسرائيل) لتؤكد أن الشتات الفلسطيني ليس بمنأى عما يحدث في غزة وأنه لن يتم السماح بأن تكون غزة لوحدها.

الشعب الفلسطيني هو الذي يتعرض للقصف الآن بآلة القصف الصهيونية التي لا تحترم حتى أسراها لدى المقاومة، فهي ربما تريد قتلهم أيضا، ولذلك فيجب أن يتم الضغط عليها دوليا لوقف هذه الجرائم، فالاحتلال هو من بدأ الحرب عندما اقتحم المسجد الأقصى وتجاهل تحذيرات المقاومة المتكررة التي طالبته بالتوقف عن ذلك.

كما بدأ الاحتلال باقتحام المدن في الضفة الغربية وقام بعمليات قتل ممنهج للفلسطينيين وهو ما واصل التضييق على الأسرى الفلسطينيين في السجون وهي ممارسات وصلت إلى ارتكاب المجازر التي يقوم بها الآن، وهو ما يتطلب حشد رأي عام عالمي لرفض ما يحدث.

والشعب الفلسطيني ملتف حول المقاومة والكل على قلب رجل واحد يواجه الاحتلال ويجب أن يكون هناك دعم لهذا الشعب الأبي الحر، الذي يدافع عن جميع المستضعفين في العالم في وجه آلة القتل الصهيونية وهو يمثل الحق المطلق في وجه الباطل المطلق، فشعب فلسطين يدفع الثمن من خيرة شبابه وأبنائه منذ عام 1948 وحتى الآن.

الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الكيان الصهيوني منذ البداية، فهذا الكيان يمثل رأس حربة لمشروعها في المنطقة وهما وجهان لعملة واحدة، فأمريكا كشفت عن وجهها، عندما أعلنت وقوفها مع القاتل المجرم مع الكيان الصهيوني الذي يقتل الأطفال وأظن أن العالم أجمع رأي مشهد الذين تم حرقهم أو قصفهم بالفسفور الأبيض.

الأمريكيون يحاولون منع أي تطور للمعركة ومنع "حزب الله" اللبناني وإيران من التدخل وهو بذلك يدعم الكيان الصهيوني، وكان ردنا على تحرك الولايات المتحدة في المنطقة بتنفيذ عملية في شمال فلسطين المحتلة (إسرائيل)، لنقول من خلالها بأن الفلسطينيين أولى بدعم غزة وأنهم مستعدون لإكمال هذا الدرب وبذل الغالي والنفيس دفاعا عما نؤمن به.

ما سيحدث في المستقبل مرهون بالتطورات الميدانية في الساعات المقبلة، وفيما يتعلق بالأسرى لدى المقاومة فلن يستطيع أحد في العالم أن يأخذ أسير صهيوني من المقاومة، وسيبقى هؤلاء الأسرى لدينا ولن نسمح بخروج أي منهم إلا بتحرير كامل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، ونحن مصرون على ذلك.

وإذا كان هدف الأمريكيون يريدون دعم إسرائيل بوجودهم في المنطقة فإن هذا الوجود لن يكون دائما وسيرحلون بعدها لتبقى إسرائيل بين قوسين تواجه أبطال المقاومة حتى يتم هزيمتها بشكل كامل، فنحن لن نتراجع ولن نسمح للاحتلال بأن يكون له اليد العليا في أي مرة قادمة، وعملية "طوفان الأقصى" أثبتت أن المقاومة تملك الكثير وأنها تعلمت من تجاربها وأنها أصبحت تعرف الاحتلال أكثر مما يعرف نفسه وستواصل المقاومة تقدمها وتطورها وستكون للضفة الغربية كلمتها كما هو الحال بالنسبة للشتات، فالشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد ينبذ خلافاته وهو يقاتل المحتل حتى يتم دحره حتى تتحرر أرض فلسطين، وهو ما لم يعد حلما وإنما أصبح سيناريو واضح جدا.

ستواصل المقاومة بذل جهودها لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بجيش الاحتلال لمنعه من فرض أي معادلة جديدة، والتطورات الميدانية هي التي ستحدد ذلك.

بأي جنود سيدخل نتنياهو إلى قطاع غزة… هل لديه جيش آخر غير الذي نعرفه، وغير الجنود الذين تركوا أسلحتهم خوفا من الشباب الفلسطيني المقاوم بأبسط الوسائل القتالية.

الجندي الذي سيدخل غزة لن يخرج منها، وأتحدى الاحتلال أن يدخل جنديا واحدة إلى القطاع، فنحن أهل المشاة، بينما يعتمد العدو على الطائرات والسفن الحربية والدبابات.

الاحتلال لا يعتمد على جنوده ولا يمكنه فعل ذلك، فالجندي الفلسطيني من غزة يساوي كتيبة إسرائيلية بأكملها وهذا ما رأيناه بأعيننا ولا نتوقع أن يقوم الاحتلال بخطوة مثل هذه، وإن فعل فسيرى شدة بأس المقاومة كما سيرى ذلك العالم أجمع.

يجب على المحتل أن يعرف أن الحرب لن تغير شيئا على مستوى الحسابات العسكرية والسياسية لأن المقاومة انتصرت منذ اللحظات الأولى، فمن الناحية العسكرية كان هناك هزيمة واضحة جدا للاحتلال وأن فشله في حماية غلاف غزة أصبح واقعا وأن ما يقوم به من مجازر لن يغير الواقع.

ورغم مطالبتنا بوجود ضغط دولي لوقف المجازر، إلا أنه يجب أن ندرك أن المقاومة لن تتراجع ولن تقدم أي من الأسرى لديها، كما أن أهل غزة لن يسمحون بذلك لأنهم يلتفون حول المقاومة ويؤكدون دوما استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس للاستمرار المقاومة، التي تؤكد أنها سترد على القتل بالقتل وأنها تمتلك الكثير، وسيتم قصف تل أبيب بشكل أكبر، فجحيم عسقلان الذي حدث يمكن أن يتكرر بصورة أكبر إذا استمر العدو بهذه الممارسات.

الأسرى الصهاينة يعيشون كما يعيش أهالي غزة ويتم التعامل معهم وفقا للقواعد الشرعية والأخلاقية.

أما الاحتلال فهو يحاول أن يقتل جنوده الأسرى لدى المقاومة، وهو يجعلنا نتسائل عن معايير الإنسانية عند الاحتلال ومدى بعده عن المعايير الأخلاقية للإنسان الطبيعي.

الاحتلال هو المجرم وليس المقاومة، التي لم تقتل طفلا ولا عجوزا داخل المستوطنات، وكان التعامل قائم على الإنسانية.

أعلن "حزب الله" استعداده ليكون جزءا من المعركة ونحن نؤمن بذلك وكذلك أكد "الحوثيون" (أنصار الله) في اليمن استعدادهم للمشاركة في المقاومة وكذلك الحال في العراق، ويجب أن يرتعد الكيان الصهيوني مما مما يمكن أن يواجهه في الأيام المقبلة إذا استمر في هذه الجرائم، فنحن لا نخاف الموت لأن طريقنا هو الحصول على حياة أفضل عن طريق النضال والمقاومة، ويمكن أن تكون هناك حرب إقليمية إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

المقاومة لديها خطة مدروسة للحرب وإذا صعد المحتل بصورة أكبر وشارك الأمريكيون في ذلك فهناك خطة مدروسة لذلك، ونثق بأن محور المقاومة مستعد بشكل فعلي لدعم المقاومة.

لا يوجد حديث عن التهدئة حتى الآن والقرار الآن للميدان ويجب أن يتم إيقاف المذابح، وما تم الحديث عن فقط هو ما قاله الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة بأنه لن يتم إخراج أي من أسرى الاحتلال قبل تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال.

الجميع يعمل في غزة على قلب رجل واحد وجميع الفصائل الفلسطينية تشارك في القتال، وأبرزهم كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام وسرايا القدس، وهناك تكامل في العمل في الميدان، بصورة جعلت جيش الاحتلال تحت نعال المقاومة.

المقاومة ردة فعل لاحتلال الأرض الفلسطينية، ونتساءل هل المقاومة حق لكل شعوب الأرض باستثناء الشعب الفلسطيني، وجيش الاحتلال هو الذي يقوم بقتل المدنيين الفلسطينيين وهو الذي أدخل أكثر من ربع الشعب الفلسطيني في السجون، وكل الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه وهناك التفاف كامل حول المقاومة.

لا حديث في ذلك ولن يقبل أي غزي بذلك ونحن في أرضنا ولن نخرج منها أبدا.

كان هناك مساعدات مصرية كان مفترض وصولها إلى القطاع وهو أمر يجب التعاطي معه بشكل جدي من قبل الأخوة في مصر، التي بادرت بإرسال المساعدات وهو واجب عربي وإسلامي لدعم غزة والشعب الفلسطيني.

سنخرج من هذه المعركة منتصرة، ويجب على الشعب العربي والإسلامي أن يخرجوا للشوارع للتأكيد على رفضهم للاحتلال المجرم لأرض فلسطين، التي يجب أن يتم الالتفاف حولها لإيقاف القتل في غزة، ويجب أن يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه ذلك، ونحن نقاتل لأجل إنهاء الاحتلال، وإن كانت الحكومات اختارت أن تكون مع الاحتلال فعلى الشعوب أن تكون مع المقاومة، لأن الجميع يرى المجازر، التي يرتكبها الاحتلال والتي يجب أن تتوقف قبل الحديث عن أي تهدئة.