وأضاف في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن القرار الذي خرج عن الجامعة لم يرق مع مستوى الحدث، ومع مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب الآن بحق الشعب الفلسطيني، كاشفًا عن تحفظ بعض الدول العربية على بيان الجامعة.
وكشف عن تحركات فلسطينية ومصرية وأردنية من أجل إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، والذي قصفته إسرائيل من جانب قطاع غزة.
وإلى نص المقابلة..
بداية... أطلعنا على اجتماع الجامعة العربية بشأن الأزمة في قطاع غزة؟
دعت دولة فلسطين لعقد اجتماع بجامعة الدول العربية، وعُقد بالأمس فعلا، وحضر 17 وزير خارجية ووزير دولة عربي، وكان الحضور لجميع الدول العربية، وناقش الاجتماع جرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وما يمكن أن يصل لحد جريمة الإبادة الجماعية، حيث يقوم جيش العدوان العنصري الإسرائيلي تدمير بآلاف الأطنان من المتفجرات أحياء سكنية فلسطينية في مدينة غزة، أحياء سكنية بالكامل، وعند الانتهاء من مربع سكني ينذر مربع آخر بالتدمير والهدم الكلي، لدينا أكثر من 600 شهيد، وجثث أطفال متفحمة، والكثير من المدنيين قتلوا وحتى الآن لا يزالون تحت الأنقاض، ما يحدث يمكن أن يرقى إلى جريمة إبادة جماعية حسب تعريف القانون الدولي للإبادة الجماعية.
ما أبرز الملفات التي تم طرحها خلال الاجتماع؟
كان هناك تداول ونقاش حول سبل وقف هذا العدوان الإسرائيلي، وإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، وصدر قرار عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، ولكن مع الأسف لم يرق هذا القرار مع مستوى الحدث، ومع مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب الآن بحق الشعب الفلسطيني، حيث تحفظ على القرار مجموعة من الدول العربية.
تقول إن القرار لم يرق لمستوى الحدث.. كيف؟
نحن عندما دعونا لهذا الاجتماع لم يكن الهدف إصدار قرار لإدانة الاحتلال الإسرائيلي فقط، على الرغم من أهمية ذلك كموقف سياسي عربي تقليدي، لكن أيضا دعونا للاجتماع من أجل أن يتخذ إجراءات حقيقية على مستوى سياسي ودبلوماسي واقتصادي لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين وعلى أهالينا في قطاع غزة، ولإيصال رسائل مهمة للمجتمع الدولي لأولئك الذين يعتقدون أن لإسرائيل وحدها الحق بالدفاع عن النفس، وينكرون هذا الحق على الشعب الفلسطيني، وكنا ننتظر أن يكون الاجتماع على مستوى الحدث.
ما المطلوب تحديدًا من الدول العربية في هذا الملف؟
نحن مع ذلك نشكر الأشقاء العرب الذين حضروا الاجتماع وتفاعلوا وتداولوا في الجرائم الإسرائيلية، ونتطلع إلى قيام الدول العربية بدورها نحو وقف العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني، والتأكيد مرة أخرى حتى يفهم العالم بأسره أنه لا أمان ولا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد استقلال دولة فلسطين على أرض فلسطين وعاصمتها القدس.
تحدثت عن تحفظ بعض الدول لبيان الجامعة... من هم وما أسباب هذا التحفظ؟
تحفظت العراق وسوريا والجزائر وتونس وليبيا على القرار، حيث اعتبرت هذه الدول أن هناك فقرات تساوي بين الضحية والجلاد، وبين المعتدي والمعتدى عليه، ولم تقبل هذه الدول بهذه الإشارات لذلك تحفظت على القرار، باعتباره لا يصب بالكامل في مصلحة الفلسطينيين.
ما الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية في الوقت الراهن لإنقاذ قطاع غزة ووقف العدوان؟
الرئيس محمود عباس يعقد في الوقت الراهن، اجتماعا مع ملك المملكة الأردنية الهاشمية، كما قام على مدار الأيام الماضي باتصالات واسعة مع الدول العربية والعواصم المؤثرة في المجتمع الدولي، هدفنا الأساسي الآن وقف العدوان ووقف المجازر الإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين في فلسطين، وهناك توجيهات من وزارة الخارجية الفلسطينية باستنفار جميع سفارات فلسطين وبعثاتها الدبلوماسية حول العالم من أجل فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرية هذه الجرائم التي ترتكب بادعاء الدفاع عن النفس، لكنها حرب انتقامية شاملة على الشعب الفلسطيني، هذه الأدوات الدبلوماسية التي نمتلكها، لكن هناك دعم لأهلنا في قطاع غزة في الإطار الإغاثي والمساعدات الإنسانية، وهناك اتصالات جارية على مدار الساعة في هذا الصدد.
وماذا عن التحركات المصرية؟
مصر لم تبخل يوما على الشعب الفلسطيني، خاصة عندما يتعرض لمثل هذا العدوان الإسرائيلي، جمهورية مصر العربية وضعت هدفين وتعمل على تنفيذهما فورا؛ وقف العدوان الإسرائيلي، وإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يتعرض لقطع الماء والكهرباء والاتصالات والوقود عنه.
هناك مباحثات واتصالات مصرية على مستويات رفيعة، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي يمكن أن تؤثر على الاحتلال الإسرائيلي، لفتح ممرات إنسانية بقصد إدخال المواد الإغاثية والإنسانية للقطاع، وليس لأهداف أخرى كما تريدها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أو ما تسمى اليوم بحكومة الحرب.
هناك تنسيق مصري أردني لإرسال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح... كيف تراها في ظل إعاقة تل أبيب لها؟
ما حدث من قبل الاحتلال لم يكن إعاقة بل كان قصفا، طيران الاحتلال الإسرائيلي العدواني الحربي قصف معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وحتى قصف الممر بين معبر رفح الفلسطيني والمصري، ولذلك كان هناك إكراه على إغلاق المعبر أمام حركة الناس والبضائع والمساعدات الإنسانية، لكن هناك اتصالات جارية من أجل إيصال هذه المساعدات المواد الإغاثية، والمملكة الأردنية باتصالاتها مع مصر أرسلت طائرة عسكرية عاجلة إلى العريش، وقد وصلت الطائرة اليوم من أجل محاولة إدخال مواد الإغاثة الإنسانية والطبية الموجودة على متنها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أعلنت روسيا أن إقامة دولة فلسطينية أساس حل هذه المشكلة... كيف ترى تحركات موسكو في هذا الصدد؟
نرى أن الموقف الروسي من أكثر المواقف الدولية توازنًا، نحن دائما نستمع إلى مواقف روسية قوية متوازنة باتجاه دعم القضية الفلسطينية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واستقلال دولته. اليوم في هذه الأزمة، ووسط جنون الإدانات التي تكيلها دول غربية للشعب الفلسطيني، نستمع إلى موقف معتدل ومتوازن لروسيا الاتحادية يتحدث عن المشكلة الحقيقية، يضع الإصبع على المشكلة الحقيقية وراء كل هذه الجرائم ولعدوان.
بعد 75 عاما من النكبة وظلم الشعب الفلسطيني، و56 عاما من الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال يرفض التجاوب مع أي مبادرة عربية أو روسية أو صينية أو لأي جهة من أجل السلام، بل إن الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي والتي تحولت إلى حكومة حرب ترفض كل هذه المبادرات وترفض قيام دولة الشعب الفلسطيني على أرضه، وذلك هو جذر كل المشاكل وكل التصعيد والعدوان الإسرائيلي.
ونحن ندعو الأصدقاء في روسيا للقيام بدور أكثر فاعلية من أجل جعل هذا العالم أكثر توازنًا، ومن أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، ووقف العدوان، وأن يكون هناك إيمان أكثر بالقانون والعدالة الدولية.
أجرى المقابلة: وائل مجدي