وأيّدت فرنسا الموقف الإسرائيلي؛ إذ أعلنت دعمها مع العديد من الدول الغربية، الأمر الذي يراه برلمانيان اصطفافا ضد الحق.
ويعتبر برلمانيان جزائريان، أن الموقف الفرنسي يأتي ضمن سياق التباينات في العديد من المواقف بين البلدين، والتي تزيد حجم التوترات والخلافات بينهما، بالنظر لاصطفاف الجزائر مع نيل الشعوب استقلالها.
ويرى البرلمانيان، أن المواقف الغربية هي محاولة للحفاظ على سياسة "القطب الواحد" الذي تقوده واشنطن، حتى وإن كان ذلك بمخالفة القانون الدولي.
من جانبه، يرى البرلماني الجزائري، علي ربيج، أن "التحالف الغربي داعم لإسرائيل في تعدّيها على القانون الدولي والخروج على قواعد الاشتباك".
ولفت في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن "الدعم اللامحدود يعطي إشارة لبقية الدول بأن القانون الدولي يطبّق فقط على الضعفاء".
وأضاف أن "اصطفاف فرنسا إلى جانب إسرائيل هي إحدى النقاط الخلافية ضمن جملة من الموضوعات التي تعد ضمن عوامل التوتر بين الجزائر وفرنسا".
ويرى ربيج أن "فرنسا لا تعير أي أهمية بعلاقتها مع الدول العربية، وخاصة دول شمال أفريقيا، ما يتطلب إعادة النظر في العلاقات مع الدول الغربية، التي يتضح موقفها الحقيقي في مثل هذه القضايا".
وشدد على أن "فرنسا كانت ضمن التحالف الذي دمر العراك، والأخر اليوم الذي تشكّل ضد روسيا، كما تقف اليوم في صف إسرائيل ضد الفلسطنيين وكل الدول العربية".
وأكد أن "الجزائر أعلنت بشكل واضح أنها مع دعم الاستقرار والأمن في العالم، ودعم الخيارات السلمية والحوار، بعيدا عن الحلول العسكرية".
من ناحيته، يقول البرلماني الجزائري، رزقاني سليمان، إن "بلاده تصطف مع أهل الحق وأهل الأرض والمظلومين وفي صف القضايا العادلة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "فرنسا مكانها دوما مع الظالم، وهي من أكبر الظالمين، لكن الأكيد أن كل هذا بسبب العالم "أحادي القطب" والذي سيتغير لا محالة، لتنتصر فيه الشعوب المظلومة".
وتابع: "فرنسا صاحبة تاريخ عامر بجرائم الحرب و صاحبة أبشع ما شهدته البشرية من إجرام، التي قتلت الملايين من البشر، لا يمكنها أن تصطف مع الحق أو حقوق الإنسان".
ولفت إلى أن "الجزائر لم تستغرب الموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل، إذ أن باريس تعيش على قتل وظلم المستضعفين".
وشدد على أن "فرنسا الاستعمارية الاستدمارية هي المؤسس الحقيقي للاستيطان الغاشم، والذي يمارسه "الكيان" على إخواننا الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "باريس لن ترى في قتل المئات يوميا من الفلسطينيين يوميا أمرا غريبا، وهي التي قتلت 45 ألف جزائري في يوم واحد".
وبشأن تأثير موقفها على العلاقات بين البلدين، يرى البرلماني الجزائري، أن "العلاقات الجزائرية - الفرنسية لن يستقيم لها الحال، في الوقت الذي تتمتع فيه الجزائر بسيادتها، في ظل تباين كبير في كل مواقف البلدين".
فيما يقول المحلل السياسي الجزائري، أحسن خلاص، إن "تباين المواقف بين الجزائر وفرنسا بشأن قضايا الشرق الأوسط ليس جديدا، وإن اختلفت حدته من رئيس فرنسي إلى آخر، شأنه شأن التباين حول الأزمة الأوكرانية وقضايا أفريقية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "التباينات مصدرا لخلافات حادة بين البلدين، خاصة أن مسار العلاقة بينهما يخضع لاعتبارات أخرى مرتبطة بالعلاقات الثنائية، والروابط التاريخية الموضوعية والمصالح المتبادلة".
ويرى أن "الموقف الفرنسي كان منتظرا أن ينحاز لـ"المحتل" تحت مسمى محاربة الإرهاب، وحق "الكيان" في الدفاع عن نفسه، بوجهة نظر كامل البلدان الغربية".
وفي وقت سابق، قال مندوب دولة فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، إن "الموقف الروسي من أكثر المواقف الدولية توازنا باتجاه القضية الفلسطينية".
وأضاف في مقابلة لـ"سبوتنيك" أن "وسط جنون الإدانات التي تكيلها دول غربية للشعب الفلسطيني، يظهر موقف معتدل ومتوازن لروسيا الاتحادية يتحدث عن المشكلة الحقيقية، ويشير إلى المشكلة الحقيقية وراء كل هذه الجرائم والعدوان".
ودعا العكلوك روسيا "للقيام بدور أكثر فاعلية من أجل جعل هذا العالم أكثر توازنًا، ومن أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، ووقف العدوان، وأن يكون هناك إيمان أكثر بالقانون والعدالة الدولية".
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "موقف روسيا بشأن فلسطين وإسرائيل معروف لدى الطرفين، فنحن نؤيد تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".