وأكد المتحدث الإسرائيلي في حوار مع "سبوتنيك"، أن إسرائيل ستقضي تماما على قدراتها العسكرية، جراء قيامها بعملية "طوفان الأقصى" قبل أسبوع، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف مدنيين أبرياء.
إلى نص الحوار...
ما هي تداعيات هجوم "حماس" حتى الآن على إسرائيل بعد مرور أيام من انطلاق عملية "طوفان الأقصى"؟
منذ يوم السبت الموافق 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قامت "حماس" بشن حرب بمعنى الكلمة على إسرائيل، إذ دخل آلاف الإرهابيين إلى البلاد دون أي ذريعة، وقاموا بذبح وقتل والتنكيل بجثث واغتصاب، وأفعال لا يعقلها العقل البشري، وهو ما دفع إسرائيل للدفاع عن نفسها، وستوف تلقن "حماس" درسا، وستجعلها تدفع فاتورة أفعالها، وما قامت به هو أعمال نازية بكل معنى الكلمة.
كيف ترى الآن الجبهة الإسرائيلية السياسية؟
لا أريد أن أدخل في السياسية، ولكن كل ما أقوله هو أن الشعب الإسرائيلي يقف خلف حكومة إسرائيل حتى يعود الأمن والأمان إلى المنطقة الجنوبية، والشعب الإسرائيلي موحد خلف الحكومة الإسرائيلية، وإسرائيل تحظى بدعم عالمي، ولا ننسى خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن "التاريخي" الداعم لإسرائيل.
طالبتم بتفريغ كل الأماكن المحيطة بغزة، فأين يقيم كل من رحلوا عنها حاليا؟
حسب المصادر الصحفية، فإنهم يقضون في مدارس ومؤسسات "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، ولكن النقطة المهمة هنا هو أننا نحاول ألا نقصف المدنيين، ونحاول بقدر الإمكان عدم مسهم، كأن نعطيهم إنذارات مسبقة، لأن الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة هم ضحايا "حماس"، وطبعا في كل حرب يقع ضحايا أبرياء، وأعتقد أن الكثيرين منهم يتفهم هذه الإنذارات التي نطلقها.
هناك رسائل متضاربة حول نزوح مواطني غزة، ومطالبات من مسؤولين عسكريين لديكم بالرحيل إلى سيناء المصرية؟
لم أسمع معلومات عن هذا الموضوع، ولكنت ما نود أن نقوله مرة أخرى هو أن قادة "حماس" ومن يدعمونهم سيدفعون الثمن بطريقة أو بأخرى، وهناك طرق أخرى للتخلص منهم، وما زلنا في مرحلة حرب، ولا أعتقد أن هناك أي تداول بشأن هذه الموضوع.
لقد ضربت إسرائيل معبر رفح، فكيف تم ذلك وألا تخشى إسرائيل من الرد المصري أم أن هناك تنسيق؟
بالطبع هناك تنسيق بشكل مستمر مع المصريين والأردنيين، دون الخوض في تفاصيل، وإسرائيل تستهدف فقط "حماس" بغرض إضعافها والقضاء على قدراتها العسكرية، كي لا تتكرر الأحداث التي شهدناها يوم السبت الماضي، وهناك تنسيق كامل بين مصر والأردن ودول أخرى بشكل يومي، وهناك اتفاقية سلام مع مصر وهناك حدود بيننا ومصر، و"حماس" هي منظمة إرهابية تتعاون مع منظمات إرهابية مثل "حزب الله"، وهي مدعومة من إيران، وتمثل خطرا على الأمن القومي لغالبية الدول الشرق أوسطية.
هل بدأتهم في استعادة المدن الفلسطينية التي سيطرت عليها "حماس"؟
نعم، ما نقوم به الآن هو الدخول إلى هذه المدن، وللأسف فوجئنا بمناظر فظيعة تقشعر لها الأبدان، إذ وجدنا عائلات بأكملها مقطوعة رأس، وحوادث اغتصاب، حتى أن النازيين لم يرتكبوها، ونحن نحاول تطهير هذه المناطق وإعادة الأمن لها، وهناك العديدين ما زالوا في تعداد المفقودين، ونحاول معرفة مصيرهم، وتلك أمور ليست بالسهلة، وستستغرق بعض الوقت.
هل الحرب في غزة انتقامية أم ماذا أهدافها؟
أهدافها هو ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو أولا إعادة الأمن والأمان لمناطق الجنوب الإسرائيلي، وثانيا القضاء على قدرات "حماس" العسكرية، ومنع تكرار مثل هذه الأحداث، إن الفترة التي بعد 7 أكتوبر 2023 هي فترة مختلفة جدا، وتختلف عن كل ما سبق، إذ قبل ذلك التاريخ كانت هناك 4 أو 5 مواجهات تقريبا مع حركة "حماس" على سنوات متباعدة، وهدفنا الآن القضاء على "حماس" تماما وهم يعرفون أن مصيرهم سيكون مختلف، وهم الآن تحت ضغط معين، وإسرائيل لن تتوقف هذه المرة.
هل حينما تشن حربا شاملة هل النتيجة ستكون أكثر ضمانا لأمن إسرائيل؟
ما حدث يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023 كان مفاجأة لم نكن نتوقعها، وفاجأتنا "حماس" بالفعل بوحشيتها، والآن الجيش الإسرائيلي مستعد لكل السيناريوهات، وأصبح مستعد بشكل كامل وجاهز لأي حدث أو سيناريو، وتحظى إسرائيل بدعم كامل من أمريكا ودول أخرى.
الأمن ضرورة للجميع، لكن في وجود السلاح والصواريخ الإسرائيلية التي تقتل الأطفال والمدنيين ما الذي سيتم حيال ذلك؟
إسرائيل لا تقصف أهدافا مدنية، ونحن لا نبيد أسر بكاملها، ولا نقتل أطفال أمام أعين أمهاتهم، على عكس حركة "حماس"، تلك الأعمال الوحشية النازية هي لحركة "حماس" فقط، وإسرائيل لا تستهدف المدنيين، وإذا تواجدوا في مناطق عسكرية تابعة لـ"حماس" فإن المسؤولية تقع عليهم وعلى "حماس"، ولا أحد يستطيع في العالم أن يلوم إسرائيل في تلك الفترة، لأنها دولة ديمقراطية ومستقلة، وعضو في الأمم المتحدة، وملتزمة بقوانين الحرب الدولية، ونعم هناك أخطاء هنا أو هناك، ولكن بشكل عام ما يستهدفه الجيش الإسرائيلي هو أهداف مشروعة تابعة لـ"حماس".
غزة كما تعلمون ليست فقط محاصرة، بل تم تشديد هذا الحصار وأصبحت بلا ماء أو كهرباء أو غذاء، فما الموقف الآن في إطار القانون الإنساني والدولي؟
إسرائيل خرجت من قطاع غزة في عام 2005، و"حماس" أصبحت الحكومة المسيطرة على غزة، وحتى عندما كانت هناك مناوشات بين إسرائيل و"حماس" كان هناك تزويد بالمؤن، لكن هذه المرة مختلفة جدا، وهي "حالة حرب" صعبة جدا، ولا أريد التحدث عما هو قادم في الوقت الحالي.
أعلنت حركة "الجهاد" أنها ستقتل الأسرى في حال استمرار الغارات وقتل الأبرياء في غزة، ألا تخشى إسرائيل من هذا التهديد؟
نحن نحمّل مسؤولية الأسرى وسلامتهم في غزة على "الجهاد" و"حماس"، ونحن الآن في حالة حرب، وسنحاول أن ننهيها، وبعد ذلك سيدور حديث عن المختطفين، ولن تقف العملية العسكرية بسبب هذا الموضوع.
ما الذي يمكن أن يوقف هذه الحرب؟
سنرى نهاية هذه الحرب بعد فقدان حركة "حماس" لقدرتها العسكرية، وفي السنوات الماضية كانت هناك الشروط الرباعية التي لم تقبل "حماس"، ومنها الاعتراف باتفاقيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولو كانت وافقت عليها كانت ستصبح طرفا سياسيا، ولا يوجد هناك فرق بين "داعش" و"حماس"، فكلاهما يحمل نفس الأهداف والأيديولوجية، وهي القضاء على الشعب اليهودي.
ما هي الدول التي تتواصل مع إسرائيل حتى الآن؟
هناك دعم من غالبية دول العالم والغرب، وهناك خطاب بايدن التاريخي، وكذلك دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، بالإضافة إلى دول عربية، وهناك استنكار وشجب وتصريحات تمنح إسرايئل الحق في الدفاع عن نفسها، وأمريكا هي حليف استراتيجي لإسرائيل، وهناك دعم دولي واسع جدا، وجزء كبير من العالم العربي يتفهم أيضا ما تقوم به "حماس".