وأكد بوتين في كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى أن "الاقتصاد العالمي ينتقل إلى النموذج المتعدد الأقطاب الذي فيه عدة مراكز نمو".
من جهته تحدث السوداني في المنتدى عن التطور الروسي في قطاعات الغاز والنفط والكهرباء، بالإضافة لأولوية الحكومة العراقية في التنويع الاقتصادي من خلال المشاريع المتكاملة للطاقة والبتروكيماويات والمشاريع المتكاملة.
وحول هذه الزيارة، تحدث الخبير الاقتصادي العراقي، صفوان قصي، لـ"سبوتنيك"، قائلا: "العراق يحاول أن يكون في منطقة التوازن الاقتصادي بجذب الاستثمارات من دول الشرق أو الغرب، وروسيا دولة صناعية عملاقة وانفتاح العراق على المنظومة الروسية يمكن استثمارها بجذب الاستثمارات في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية وقطاع النقل. وبخاصة اذا أجدنا إدارة ملف الاستثمار في قطاع الحديد والصلب لإنشاء صناعات تكميلية على مستوى القطارات والسفن".
وأضاف: "العراق يتطلع إلى استثمار موقعه الجغرافي وهو بحاجة لإنشاء منطقة صناعية للصناعات الاستراتيجية المكملة لطريق التنمية ووجود قوى اقتصادية مثل روسيا يمكن أن تساهم في هذه القطاعات، وأعتقد أن إنشاء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية سيدعم عملية إنشاء هذه المدينة الصناعية وأن يكون لدينا تنوع في مصادر الاستثمارات".
وأشار إلى أن العراق يتطلع إلى زيادة قدرة التعاملات المالية مع الجانب الروسي خارج نظام "سويفت"، حتى يكون لديه تجارة مع الشرق من خلال هذا النظام وهذا يخفف الضغط على الاختناقات المالية في بعض الحالات.
وتابع قائلا: "روسيا دولة موجودة حاليا في العراق ولديها استثمارات في قطاع الطاقة والتروكيمياويات ومن الممكن أن يكون جاهز للاستثمارات الروسية وبالمقابل يمكن أن يكون هناك ربط لإنتاج قارة آسيا من خلال روسيا وأن تربط قارة آسيا من خلال معبر الفاو ومن خلال معابر الحدودية مع إيران لعبور السلع من روسيا إلى قارة أفريقيا عبر المملكة العربية السعودية والأردن".
وحول إمكانية انضمام العراق لـ"بريكس" مستقبلا وتأثير ذلك على المنطقة، قال قصي: "مشروع بريكس واعد، والمنظمة لديها مجموعة من الشروط لكي تنضم وأعتقد أن العراق يحتاج لإعادة تأهيل الأهداف الاقتصادية والأدوات المالية لكي يسمح له بالانضمام للمجموعة".
وأضاف: "من الممكن أن ينفتح العراق على القارة الأفريقية عن طريق بريكس وكذلك على أمريكا الجنوبية عن طريق البرازيل، وأعتقد أن انضمام العراق لهذا التجمع سيساهم بتقليل مخاطر التأثيرات الاقتصادية على الاقتصاد العراقي. والعراق منفتح على الجميع ولن يقف أمام تكتل دون غيره".
وحول توجه العراق لعدد من الأقطاب الاقتصادية وإمكانية خروجه من النفوذ الأمريكي نتيجة لهذا التوجه، قال قصي: "العراق ليس مع منطقة تجاذب دون غيرها لكن عليه أن يقوم ببناء خريطة استثمارية قطاعية لكي يكون هناك منافسة في كل قطاع، وأعتقد أن ميزة الاقتصاد المقابل هي التي ستحدد الأفضلية، فعلى سبيل المثال الاندماج مع الاقتصاد الروسي على مستوى الزراعة وصناعات الحديد والصلب والطاقة النووية، من الممكن أن يكون هذا هو المسار".
وأضاف: "مع الولايات المتحدة على سبيل المثال نحتاج لمدينة تكنولوجية تنشأ من قبل الشركات الأمريكية في الداخل العراقي ومع البريطانيين نعتقد أن شركات التأمين البريطانية قادرة على ضمانة الاستثمار العالمي في العراق، وأعتقد أن تقسيم المناطق التعاملات التجارية والاقتصادية مع دول العالم هي التي ستساهم في تحديد مسار الاستثمار في العراق، والعراق ليس ضد أي استثمار".
واختتم: "التنويع بمصادر الاستثمار هو الضامن لديمومة هذا الاستثمار وخلق تكامل بين الشركات العالمية ضمن البيئة العراقية".