مع تبادل القصف في جنوب لبنان.. ما إمكانية امتداد المعارك مع إسرائيل إلى جبهات أخرى؟

مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، واستعداده لشن "معركة كبيرة" ضد فصائل المقاومة، تتجه الأنظار إلى لبنان، حيث يبدو أن ثمة توسعة وامتداد للحرب الدائرة.
Sputnik
ويطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية انخراط الجنوب اللبناني في المعركة الدائرة ضد إسرائيل، لا سيما مع القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني قبل أيام، ومع تهديدات قيادات الحزب بالتدخل.
وقال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الجمعة: "لا تهمنا بوارجكم لا تُخيفنا تصريحاتكم وسنكون لكم بالمرصاد لتبقى المقاومة، وحزب الله يعرف واجباته جيدًا ويتابع خطوات العدو، ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أي عمل سيقوم به".
عضو المكتب السياسي لـ"حماس": الفلسطينيون لن يرحلوا عن أرضهم في غزة رغم المحاولات
والأربعاء الماضي، أعلن "حزب الله" اللبناني، عن "استهداف موقع إسرائيلي أدى إلى سقوط عدد كبير بين قتيل وجريح في صفوف قوات الاحتلال".
وقال "حزب الله"، في بيان له، إن "المقاومة تؤكد مجددا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي ‏تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء"، مؤكدا أنه استهدف موقعًا إسرائيليًا مقابل الضهيرة بصواريخ موجهة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه تم "إطلاق نيران مضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية باتجاه نقطة عسكرية على الحدود"، مؤكدا أن مدفعيته تقصف منطقة الضهيرة.

ميدان التصعيد

اعتبر نبيه عواضة، المحلل السياسي اللبناني، والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الكلمة الآن لميدان التصعيد الإسرائيلي، فإذا حولت إسرائيل تهديداتها القائمة باجتياح قطاع غزة إلى فعل واتجهت نحو عملية برية فعلية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك بداية كسر لقواعد الاشتباك قامت بها إسرائيل من خلال استهداف موقع للمقاومة اللبنانية أدت إلى مقتل 3 من عناصرها، فيما ردت المقاومة بعملية على موقع إسرائيلي.

ويرى أن توسيع رقعة الرد الإسرائيلي يعني أن الاحتلال يريد أن يوجه رسالة أنه جاهز للتصعيد، ولكن لا يعني بالضرورة أنه قادر على تحمل نتائجه، حيث أن المقاومة تملك أوراقها.
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. إسرائيل تواصل محاولة التوغل بغزة والمقاومة تتصدى.. صور وفيديو
وأكد أن هذه الأوراق تتمثل في الاستجابة الموضوعية وعبر التدخل لمنع إسرائيل من القضاء على المقاومة في قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى فتح جبهة جنوب لبنان، وكذلك تتمثل في الاستثمار بالهزيمة الإسرائيلية وتحطيم الصورة كاملة، وأيضا من أجل تثبيت الردع لمنع التمدد نحو تغير التوازنات في الشرق الأوسط.
ويعتقد عواضة أن "بهذا المعنى المعركة إقليمية بغض النظر عن أدوات المشاركة، وتبقى الأمور مفتوحة عل كل الاحتمالات التصعيدية والمدمرة، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في القرار العسكري والسياسي والميداني".

حرب قائمة بالفعل

بدوره، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، أن هناك جبهات أخرى مفتوحة بالفعل في الحرب القائمة بين المقاومة وإسرائيل، وهي جبهة الجولان السورية، وجبهة الجنوب في لبنان.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، جبهة الجولان بالفعل مفتوحة، وهناك حالة حرب قائمة، حيث كرر الاحتلال الإسرائيلي الاعتداءات عليها، فيما تساقطت القذائف والصواريخ من الجهة السورية.
ويرى أن جبهة الجنوب اللبناني كذلك قائمة، وسبق أن سقط صواريخ داخل إسرائيل، لذلك يمكن القول إن الجبهتين مفتوحتان بشكل فعلي، ويشكلان جزءا من الحرب القائمة، لكن تختلف وتيرتها.
تركيا تسعى إلى اتفاق لتبادل تدريجي للأسرى بين "حماس" وإسرائيل
وقال إن وتيرة الحرب في هذه الجبهات، ومستوى التصعيد الذي يمكن أن تصل إليه، تابعة لقرار قادة الميدان في قطاع غزة، فإذا وجدت قيادة "كتائب القسام" و"سراي القدس" أن الحرب الواسعة باتت ضرورية لتأمين حماية غزة أو من أجل إسقاط إسرائيل في جبهات عدة، حينها ستعصف الحرب وتأخذ مداها بهذا السياق.
وأكد أن الجبهتين السورية واللبنانية باتا جزءا من الحرب القائمة، حيث يشاغلان الآن وينذران بالحرب والواسعة؛ للتأكيد على أنهما جزء من هذه المعركة.
ويأتي هذا في وقت يتواصل التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت الماضي، عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، وأسرت عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها.
ونتيجة للقصف المتبادل والاشتباكات، تجاوز عدد القتلى المدنيين من كل جانب الألف، وأصيب عدة آلاف من الإسرائيليين والفلسطينيين، ووفقا لمصادر مختلفة، قد يكون هناك نحو 150 إسرائيليا محتجزا لدى "حماس".
مناقشة