وأضاف خلف لـ"سبوتنيك" أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يترك آثارا كارثية ومأساوية على اللاجئين، والذين يشكلون 70% من سكان القطاع.
وتابع في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن أغلب النازحين الفلسطينيين يعيشون في مناطق شمال غزة، تحديدًا في مخيمات جباليا التي يقطن فيها 120 ألف لاجئ، ومخيم بيت لاهيا وبيت حانون، وأغلبهم نزحوا إلى داخل مدينة غزة وإلى الجنوب.
واعتبر خلف أن ما يحدث يشكل هجرة جديدة لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ناهيك عن تواجد أكثر من 420 ألف لاجئ فلسطيني في مدارس الأونروا نتيجة لتهجيرهم ونزوحهم من منازلهم التي أصبحت غير آمنة، ما اضطرهم إلى الذهاب لمدارس الأونروا ومقراتها.
وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون حالة نزوح جديدة، وتشتت آخر، وحالة مأساوية جراء القصف الإسرائيلي، دون وجود ما يكفي من خدمات ولو بالحد الأدنى، من ماء ومأكل وفراش.
وأوضح أن الأونروا مطلوب منها أن تطلق نداءات عاجلة للأمم المتحدة من أجل توفير الاحتياجات الطارئة لهذه الحالة غير المسبوقة، بجانب إطلاق الأمين العام للأمم المتحدة نداء من أجل جمع 291 مليون دولار من أجل إغاثة هؤلاء اللاجئين عن طريق الأونروا.
ويرى خلف أن هذه الحالة تلقي بأعباء جديدة على الأونروا والأمم المتحدة من أجل سرعة توفير الأموال والاحتياجات اللازمة للاجئين؛ لرعايتهم وإغاثتهم خاصة أن مئات الآلاف أصبحوا موجودين في مدارس الأونروا.
وأطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الجمعة، نداءً عاجلا لقادة العالم والمجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري لمنع كارثة إنسانية من الحدوث الآن.
وقالت الجمعية في ندائها العاجل للإنسانية: "أمر قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من مليون ومئتي ألف فلسطيني في قطاع غزة للنزوح وإخلاء محافظاتهم، أمر مروع وتخطى كل الحدود".
وتابعت: "كجمعية، ليس لدينا القدرة على إخلاء المرضى والجرحى من مستشفياتنا، ولا كبار السن وذوي الإعاقة، لا يوجد أي مكان آمن في كل قطاع غزة".
واختتمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءها، بالقول: "نطالب جميع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للتدخل السريع، كما ونطالب جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم للتدخل العاجل لدى حكوماتهم، لحماية الإنسانية وحيز العمل الإنساني، والقيام بكل ما يمكن من أجل ضمان تراجع إسرائيل عن هذا الأمر".
وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة، أمس الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص تم إجبارهم على مغادرة منازلهم في قطاع غزة، حيث يستمر القصف الإسرائيلي الكثيف في ضرب القطاع.
ويأتي هذا في وقت يتواصل التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت الماضي، عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، وأسرت عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها.
ونتيجة للقصف المتبادل والاشتباكات، تجاوز عدد القتلى المدنيين من كل جانب الألف، وأصيب عدة آلاف من الإسرائيليين والفلسطينيين، ووفقا لمصادر مختلفة، قد يكون هناك نحو 150 إسرائيليا محتجزا لدى "حماس".