جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة "سبوتنيك" مع رئيس لجنة المناجم والطاقة والمياه في برلمان مالي الانتقالي، حسن سيديبي.
وقال سيديبي، إن "مالي لا تملك حاليا الوسائل الكافية لتمويل المشروعات في مجالات الطاقة النووية والزراعة وتوريد الأسمدة والقمح والمحروقات والطاقات المتجددة. مالي ليس لديها وسائل التمويل ذاتيا".
وأضاف "الدولة الروسية توافق وتقبل الضمانات السيادية للدولة المالية لنتمكن من توفير هذه المشروعات. هذه سابقة. بالنسبة لأولئك الذين يعرفون كيفية القيام بالأعمال التجارية، نعلم أنه يتعين عليك الدفع نقدًا للحصول على ما تريده في المقابل. لكن الدولة الروسية تقبل اليوم هذه الضمانات السيادية، وهذا ما يسمح لنا بالتحدث بصوت عالٍ".
ومضى بقوله: "لكي نكون صادقين، لم نناقش موضوع التمويل مع بنك البريكس (بنك التنمية الجديد). هذا تعاون بين دولتين تقدران بعضهما البعض، وتعرفان بعضهما البعض، وتحترمان بعضهما البعض".
وكشف سيديبي أن وفدا روسيا سيزور مالي قريبا لإجراء دراسات جدوى حول مختلف المشروعات، مشيرا إلى أن وفدا من مالي سيزور روسيا أيضا.
وقال "الجدول الزمني الذي وضعناه هو أن يزور وفد مالي روسيا خلال شهر ومعه جميع الوثائق اللازمة حتى يتمكن من إبلاغ الفنيين والإدارات الروسية"، موضحا أن هذا الوفد يشمل أعضاء من الحكومة وفنيين ومختصين في مجال الطاقة والتعدين.
وأضاف سيديبي "أعطينا أنفسنا جدولاً زمنيًا حيث سيتوجه وفد روسي أيضًا إلى مالي قريبًا جدًا خلال الشهرين المقبلين للتعرف على الوضع وإجراء دراسة جدوى لمختلف المجالات التي نعمل فيها، لمحاولة تنفيذها بسرعة كبيرة".
وأعرب البرلماني المالي عن أمله في أن يتم تنفيذ مذكرات التفاهم التي تم توقعيها بين البلدين على أرض الواقع، مؤكدا "بلادنا اعتادت على توقيع المذكرات منذ 60 عاما وهي تبقى في الأدراج وسط الغبار دون أن تتحقق".
وتابع سيديبي "نأمل وقد رأينا بالفعل بوادر إيجابية في هذا اتجاه ألا تظل المذكرات مجرد حبر على ورق، بل تصبح اتفاقيات وإنجازات. يمكننا أن نبتهج اليوم لأن التعاون الروسي ليس مجرد شعارات بل هو تعاون ملموس. أنا أرحب بذلك".
وفي سياق متواصل، أكد سيديبي على استتباب الأمن في مناطق المشروعات الروسية، مشيرا إلى أن بلاده لا تعتمد تصنيف الأوروبيين للأمن.
وتابع "كما تعلمون، كان هناك تصنيف للأوروبيين لأمن الأراضي المالية. لكن نحن لدينا تصنيفنا الخاص".
ومضى بقوله "نحن نعرف أين يوجد انعدام الأمن، وأين لا يوجد. عندما نقوم بإحضار شركات روسية لتنفيذ كل هذه المشاريع، يمكنك أن تكون متأكدًا بنسبة 99.99٪ من وجود الأمن".
وأضاف "أمن هذه الشركات هو مسؤوليتنا. نحن نعلم اليوم أن هناك انعدامًا للأمن في الشمال ولن نسمح لأنفسنا بإحضار الشركات الروسية إلى الشمال في مناطق غير آمنة. أما في الجنوب، وإلى حد ما في الشرق والغرب، نعلم أن هناك أمنًا وفي هذه المناطق سنبدأ بالفعل في توسيع تعاوننا في هذه المجالات المختلفة".
وكانت روسيا قد أعربت في وقت سابق هذا الشهر عن رغبتها بإنشاء البنية التحتية النووية في مالي، بعد ساعات على إبرامها اتفاقا مع بوركينا فاسو المجاورة لبناء محطة نووية لتوليد الطاقة.
وأفادت شركة روسآتوم الروسية للطاقة النووية أنها وقعت اتفاقا مع مالي "للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية"، بما في ذلك إمكانية إنشاء البنية التحتية النووية هناك.
وتم توقيع الاتفاق خلال فعاليات أسبوع الطاقة الروسي في موسكو الذي حضره وفد مالي ونائب مدير عام روسآتوم، نيكولاي سباسكي.
وجاء الاتفاق بعد مناقشة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس العسكري في مالي عاصمي غويتا تعزيز العلاقات الأمنية بين بلديهما.