لبنان يشهد حركة دبلوماسية نشطة لمنع التصعيد على الحدود الجنوبية

على وقع الأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها الحدود الجنوبية بين "حزب الله" وإسرائيل، تنشط الحركة الدبلوماسية والاتصالات الإقليمية والدولية من أجل إبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة.
Sputnik
وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وصلت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا إلى بيروت اليوم الاثنين، وأبدت قلقها من الأوضاع في المنطقة، مشيرة إلى أنه "يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على إبقاء جنوب لبنان خارج التشنجات".
كما يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بيروت يوم غد الثلاثاء، وذلك لبحث القضايا الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى القضايا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بحسب بيان وزارة الخارجية التركية.
الولايات المتحدة تختار نحو ألفي عسكري لإرسالهم إلى إسرائيل
وفي السياق، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله أن "كل الزيارات تصب تحت سقف الرأي الأمريكي الذي لا يريد توسيع الحرب، فهو يريد من ناحية حماية إسرائيل وهذا الأمر معلن، ومن ناحية أخرى يريد عدم زج لبنان في حرب لا تعنيه".
وقال خير الله في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "المجتمع الدولي يتحرك تحت هذا السقف وفي هذا الإتجاه، وهم على دراية أن لبنان الرسمي لا يريد الانخراط بهذه الحرب، لأنها سترتد سلبًا على لبنان أيا تكن النتيجة".
وأشار إلى أن "الرسالة الأمريكية واضحة، وإرسال بارجتين ومن بعد ذلك إرسال البوارج البريطانية، رسالة متعددة الاتجاهات، باتجاه إيران بأن لا تفكر باللعب بالأمن اللبناني، ورسالة باتجاه "حزب الله" وتحذيره من اللعب، ورسالة باتجاه إسرائيل بالحماية ولكن من دون الدخول البري إلى غزة، وهي رسالة متعددة الأوجه، وتعد أكبر رسالة عمليًا".
ورأى خير الله أن "الموقف الرسمي هو اللا موقف، لأنه عمليًا الدولة اللبنانية ترفض الانجرار والدخول في الحرب وتبين أن رئيس الحكومة وقع عليه بعض الضغوط ليعلن موقفًا لمساندة الحرب إلا أنه رفض عندما عقدت الحكومة جلسة لها منذ عدة أيام، ولكن الموقف المعلن الذي عبر عنه رئيس الحكومة لم يكن موفقًا عندما قال إن قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة، وكان من المفترض أن يعبر عن موقف رافض لما يحصل لأي مناوشات تحصل على الحدود وأن يقول إن هذا الأمر خارج إطار الدولة ولا نرضى به وندينه ونستنكره وندعو دائمًا إلى تحييد لبنان، إلا أنه لم يقل ذلك، وبتقديري هذا الأمر ليس كافيًا".
وكالة: إصابة 4 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي بالفوسفور جنوبي لبنان
وأضاف أن "الحدود مرسمة بين إسرائيل و"حزب الله" حفاظًا على ماء الوجه وإرضاء للجمهور، ولا يوجد مؤشرات تدل على أننا متجهين إلى حرب مفتوحة لا من قبل الإسرائيلي ولا من قبل حزب الله".
من جهته، قال الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية طارق عبود، لـ"سبوتنيك" إن "الحركة نشطة للدبلوماسية الإقليمية والعالمية بناء على ما يحصل في غزة منذ 10 أيام، لإحداث التوازن في الحركة بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت ودمشق وعودته إلى بيروت، نرى وزيرة الخارجية الفرنسية اليوم ووزيرالخارجية التركي إضافة إلى مهمة الفرنسيين والأتراك ربما في نقل الرسائل إلى المقاومة في لبنان لعدم التدخل في الصراع أو الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة أو الحرب في غزة".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن الأوروبيين والغرب لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل جهدها لتحييد المقاومة في لبنان عن التدخل إلى جانب المقاومة في فلسطين، ولأن الجهد السياسي ضئيل اليوم أو متراجع إفساحًا في المجال أمام آلة القتل الإسرائيلية في الإمعان في تدمير البنى التحتية والمنازل والمشافي في قطاع غزة نرى هذه الحركة الدبلوماسية اليوم لتحييد المقاومة عن التدخل في الحرب على قطاع غزة".
ورأى عبود أنه "لا أحد يضمن كيف تتطور الأمور في جنوب لبنان، وهو خاضع لمدى الإجرام والتوحش الذي يمارسه الإسرائيليون في حربهم على المدنيين إلى الآن في قطاع غزة، الجواب الذي يريد أن يسمعه العالم ولا سيما الأمريكيون هو هل ستتدخل المقاومة في لبنان أم لا أو هل ستتطور هذه الأمور أو الاشتباكات أو المناوشات التي لا تزال مضبوطة في سقف معين وهذا الجواب لا يستطيع أن يجيب عليه أحد بشكل حاسم".
وأشار إلى أن "الأمور خاضعة للتطورات في غزة، وخاضعة للمساحة الأمريكية الممنوحة للإسرائيليين لإكمال عملية التدمير الممنهج والقتل في قطاع غزة، إذا ما وضع الأمريكيون سقفًا للإسرائيليين فإننا ذاهبون في الأيام القادمة إلى مرحلة التفاوض والكلام السياسي، وإلا فكما قال وزير الخارجية الإيراني فإن الوقت ينفذ وقد نصبح في مكان لا نستطيع فيه العودة إلى الوراء".
مناقشة