وأضاف في مقابلة خاصة مع "سبوتنيك"، على هامش مشاركته في المنتدى ممثلا عن سلطنة عمان، أن بلاده تولي أهمية خاصة لضمان توفير الغذاء لجميع دول العالم، والحفاظ على استمرار سلاسل الإمداد في الأزمات والكوارث، والقضاء على ظاهرة الفقر، مشددًا على ضرورة إيجاد سياسات عالمية تقلل الفجوة بين الدول المستوردة والمصدرة وتراعي تنفيذ كل هذه الجوانب وتعميمها في دول العالم.
إلى نص المقابلة:
بداية.. حدثنا عن مشاركة سلطنة عمان في هذه النسخة من منتدى الاستثمار العالمي
جاءت مشاركة سلطنة عمان في منتدى الاستثمار ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية، حيث تشارك منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) ببعض الجلسات في المنتدى الذي ينظمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، فجاءت مشاركتنا للحديث عن الاستثمار وأهميته في القطاعات والمجالات ذات العلاقة بالغذاء والأمن الغذائي، وتحويل النظم الغذائية.
ما أبرز القضايا التي تحاول سلطنة عمان من خلال هذه المشاركة مناقشتها والتأكيد عليها في هذا الحدث الدولي؟
نركز من خلال بعض الجلسات التي سنتواجد فيها كمتحدثين بمنتدى الاستثمار العالمي على موضوعات عدة، أبرزها قضية تحويل النظم الغذائية والاستثمار فيها خاصة في المناطق القروية (الأرياف)، وكذلك السياسات التي تتبعها الحكومات لتعزيز الأمن الغذائي، والاحتياطي الغذائي لديها، كما نركز على قضايا تتعلق بأهمية توفير الغذاء لكافة الدول، خاصة الفقيرة منها والتي تواجه أزمات كبيرة، والقضاء على ظاهرة الجوع التي تنتشر بقوة وتزداد معدلاتها في الفترة الأخيرة.
في ظل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها العالم وتحديدًا في مجال الغذاء.. كيف يمكن لمثل هذه المنتديات المساهمة في وضع الحلول المطلوبة لهذه القضايا؟
علمتنا الأزمات أن هناك قصورا مستمرًا، خاصة فيما يتعلق بنقل الغذاء وتوفير المواد الغذائية لجميع بلدان العالم، في وقت الأزمات والكوارث، تتحفظ الدول المنتجة للغذاء في العالم على تصدير السلع ومواد الغذاء إلى الدول المستوردة والتي تحتاج إليها، وذلك نتيجة لبعض السياسات التي تتبعها، أو من أجل محاولة الاحتفاظ بالغذاء وتوفيره لسكانها، وهذا يؤدي خاصة للدول التي تستورد هذه المواد والسلع بكميات كبيرة، ونقصد هنا تحديدًا الدول العربية، إلى مواجهة بعض الأزمات والقصور في توفير الغذاء لسكانها.
وما المطلوب إذا من أجل تفادي مثل هذه الأمور؟
نعم.. نحتاج بشكل عاجل إلى إيجاد سياسات واضحة من أجل تعزيز الإنتاج المحلي في الدول التي تستورد الغذاء والدول الفقيرة والنامية، والسعي بشكل جدي وحقيقي إلى تقليل الفجوة بينها وبين الدول المصدرة ومساعدتها على ردم هذه الهوة، وكذلك إيجاد سياسات واضحة على المستوى الدولي والإقليمي والعالمي، خاصة خلال الأزمات والحروب والكوارث، للأمور التي تتعلق بسلاسل الإمداد، وذلك لأهميتها الكبيرة والحيوية في إيصال المواد الغذائية إلى مختلف دول العالم.
لكن برأيك.. هل يمكن لهذا المنتدى وغيره من التجمعات الدولية المتعلقة بهذه الموضوعات رسم هذه السياسات المطلوبة بموضوعات الغذاء وسلاسل الإمداد ومساعدة الدول الفقيرة؟
نعم بالطبع.. بطبيعة الحال مثل هذه المنتديات تمتاز بمشاركة دولية كبيرة، هذا المنتدى على وجه التحديد تشارك فيه 100 دولة ما بين منتجة ومستوردة للغذاء، وهو ما يمكن أن يساهم في تقريب وجهات النظر، والوصول لحلول من أجل تقليل الفجوات بينها في هذه الجوانب، كما يمكن أن لها وضع حد للقصور والأزمات التي تتعلق بسلاسل الإمداد، بل تصل إلى بعض السياسات الدولية المرتبطة بالضرائب وإمكانيها تقليلها؛ لضمان وصول هذه السلاسل الغذائية لأكثر الشرائح الممكنة حول العالم.
أجرى الحوار: وائل مجدي - محمد حميدة