4 مشاهد لمسيرات التضامن مع غزة... خبير يصنفها ويضع سيناريوهات تصعيد الحرب

شهدت العديد من مدن العالم والدول العربية تظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص دعما للفلسطينيين، وتزامنت هذه التظاهرات مع استمرار الغارات الجوية، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، في إطار عملية "السيوف الحديدية".
Sputnik
في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" الفلسطينية، عملية "طوفان الأقصى"، وقالت إن الهدف منها هو وضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"،حسب قولها، وفي اليوم التالي، أعلنت إسرائيل الحرب وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية" استهدف خلالها قطاع غزة بغارات جوية عنيفة أدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى.
ليطالب المتظاهرون في الدول العربية بفتح الحدود لمؤازرة أشقائهم الفلسطينين، والتي لم تلقى آذانا صاغية من حكومات تلك الدول، ليصنف رئيس مركز "الدراسات والأبحاث الأنتروستراتجية"، عباس مزهر، في لقاء مع "سبوتنيك"، حالة الدعم العربي لغزة في أربعة مشاهد رئيسية، قائلا: "المشهد الأول، هي المسيرات الحاشدة التي خرجت في لبنان، العراق، سوريا، إيران واليمن، هذه الدول هي التي تشكل محور المقاومة الداعم للقضية الفلسطينية شعبا وحكومات على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والثقافية، وهذه العواصم الممانعة كانت تتصدر المشهد في المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة، وهذا ليس مستغربا لأنها دول تشكل مع فلسطين محورا واحدا، مقاوما للعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية".
بمشاركة الآلاف... تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين في أمريكا وأستراليا وبريطانيا
مشيرا إلى المشهد الثاني من التظاهرات، بقوله: "المشهد الثاني هي المسيرات التي خرجت في دول مطبعة مع الكيان الإسرائيلي المؤقت، كمصر والأردن والمغرب، لكن هذه الشعوب العربية رغم أن حكوماتها لا تتخذ موقفا عدائيا من الكيان الصهيوني، إلا أن هذه الشعوب العربية عبّرت بشكل عاطفي بدعمها لقطاع غزة ولفلسطين والمقاومة الفلسطينية، وهذا يدل على أنه هناك انفصام بين بعض الحكومات العربية المطبعة مع العدو الإسرائيلي وبين شعوبها التي ترفض هذا الموقف المطبع مع إسرائيل".
ناسبا المشهد الثالث للدول التي لم تظهر فيها مظاهرات، بقوله: "المشهد الثالث، وهو بعض الدول العربية التي لم تخرج فيها أي مسيرات داعمة لقطاع غزة والقضية الفلسطينية إنما بعضها كالسعودية مثلا، تم الاكتفاء بأن دعى المصلون وأئمة المساجد بالرحمة لشهداء غزة وأن ينصر الله أهل غزة، وهذا يمكن أن نعتبره على المستوى العاطفي ومستوى المشاعر الدينية نوع من التضامن، لكن لم يرتق لمستوى الدعم في الشارع".

مختتما بالمشهد الرابع، قائلا: "المشهد الرابع، وهو التظاهرات والمسيرات التي قام بها أبناء الجاليات العربية في بعض الدول الأوروبية ولكنها جوبهت بالقمع من قبل دعاة الديمقراطية تماما مثل ما حدث مع المناصرين لغزة في باريس وألمانيا وغيرهم، عندما خرج بعض الشباب والنساء العرب للتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، وتم التعامل معهم بخشونة ورعونة ممن يدعون الديمقراطية".

إعلام: واشنطن تخشى من أن إسرائيل ليست لديها خطة حيال مستقبل قطاع غزة بعد الغزو المحتمل
مشيرا إلى أن "هذه المشاهد الأربعة ترقى لمستوى يليق بغزة وتضحيات أهلها وبالشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وبما تمثله القضية الفلسطينية من أبعاد إنسانية وعربية في وجدان الشعوب، لذلك تبقى برأيي هذه المسيرات قاصرة عن بلوغ الهدف الأسمى، الذي يتناسب مع حجم هذه القضية والتضحيات وحجم العدوان الإسرائيلي الغاشم على المواطنين في غزة".
"ضغط عربي و 4 سيناريوهات للحرب"
وصف فلاديمير بروتر، الخبير في "المعهد الدولي للدراسات الإنسانية والسياسية"، بأن "الدول العربية في حال أرادت حلا للقضية فعليها أن تضغط بشكل جماعي على الولايات المتحدة، وهذا خيار محتمل ولكنه غير مرجح ولم ينجح قط، بل على العكس من ذلك، حيث تم تقسيمهم، فقد قسمت اتفاقية "كامب ديفيد" العالم العربي، ورغم أن مصر قامت بتطبيع علاقاتها مع الغرب، إلا أن ذلك لم يساعد الفلسطينيين".

ليصف مزهر بأن الحل الدبلوماسي لا يزال بعيدا، بقوله: "الدبلوماسية الأمريكية تتحرك بشكل يفرض شروط الهزيمة على الفلسطيني ومحور المقاومة وهكذا حل ديبلوماسي لا يرضي مطامح أهل غزة وحركة "حماس" ومحور المقاومة، لا أعتقد أن مثل هذا الحل سيلقى صدى، وبخاصة وأن هذا الحل يحمل قرينة إذلالية للشعب الفلسطيني ولأهل غزة، والحل الذي تطرحه الولايات المتحدة تشترط فيه أن تسلم حركة "حماس" جميع الأسرى للعدو الإسرائيلي دون شروط ودون تفاوض وهذا ما لا تقبل به المقاومة الفلسطينية، وفي الكواليس يدور الحديث على مشروع لتهجير أهل غزة من قطاعهم إلى مصر والأردن ولبنان وبعض الدول العربية وإنهاء القضية الفلسطينية، وتصفية قطاع غزة وهذا في الدبلوماسية "جنون" لن يرضى به محور المقاومة".

مشيرا إلى الحل الذي تقدم به وزير الخارجية الإيراني، بقوله: "وزير الخارجية الإيراني جاء بفكرة لحل دبلوماسي وهو أولا أن توقف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وعلى المدنيين، ليكون ذلك مقدمة للتفاوض وهذا أمر أكثر منطقية، لكن إسرائيل ترفض ذلك وتعتبره هزيمة لها".
وزير خارجية إيران من بيروت: المقاومة هي من تقرر ما ستفعله في حال توسيع نطاق الحرب مع إسرائيل
وحول إمكانية تصاعد المشهد، قال مزهر: "المشهد في تصاعد على المستوى العسكري، ففي جنوب لبنان نعيش أجواء حربية، هناك بشكل يومي سقوط شهداء لـ"حزب الله"، وبالمقابل الحزب يقصف مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا وعلى حدود فلسطين المحتلة ويوقع خسائر في صفوف العدو".
واصفا المشهد بـ"العسكري والحربي"، رابطا إمكانية رفع التصعيد بأربعة سيناريوهات، بقوله: "اليوم الكلمة العليا للرصاص والبندقية وليس لأي خطاب دبلوماسي وبتقديري الأمور ستتصاعد إذا تم أولا، أي اختلال بقواعد الاشتباك، أي اختلال يقوم به العدو الإسرائيلي خارج قواعد الاشتباك قد يجر "حزب الله" إلى أن يتدخل مباشرة في الحرب، لتتسع الحرب".
ولي العهد السعودي لوزير الخارجية الأمريكي: نشدد على رفض المملكة استهداف المدنيين في غزة ‏
مشيرا إلى السيناريو الثاني، الذي يمكن أن يصعد الحرب، بقوله: "الاجتياح البري للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة هو لإنهاء المقاومة وتصفيتها، هذا سيجعل "حزب الله" وسوريا، يشاركان بالتدخل في المواجهة".
السيناريو الثالث، بحسب مزهر يتمثل بـ"استمرار العدو الإسرائيلي من بعيد بإبادة أهل غزة، مما يكسر التوازن داخل فلسطين ويخرج حركة "حماس" والقطاع من الجغرافية والمعادلة السياسية، هذا السيناريو سيستدعي تدخل "حزب الله" وسوريا".

واصفا السيناريو الرابع بالأسوأ، بقوله: "تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب والعدوان على غزة بشكل مباشر لأن الولايات المتحدة تقود من خلف الستار هذه العمليات الإرهابية وعمليات القتل الممنهج للأطفال، ولكن إذا دخلت بشكل مباشر هنا سيدخل كل محور المقاومة في هذه الحرب، وسوف نكون أمام حرب أقليمية كبرى قد تتجاوز في أبعادها الشرق الأوسط".

مختتما بقوله: "اليوم وبتقديري نحن على شفير الهاوية والمشهد مرهون بلحظة انزلاق قد تسبب حربا لا تحمد عقباها، وبتقديري الانتصار سيكون لمحور المقاومة واليوم إسرائيل تعاني من أزمة داخلية وجودية خطيرة والولايات المتحدة تعاني من أزمة في تدبير قواتها في الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية، لذلك الخيارات ضيقة جدا أمام الأمريكي والإسرائيلي، وإسرائيل ترغب بتوريط أمريكا في حرب أقليمية والأمريكي يعرف بأن أي تطور لحرب أقليمية يتورط فيها في القضية الفلسطينية ومع محور المقاومة هذا سيعطي تقدما كبيرا للعملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، وهذا سيجعل الصين في مكان ما تتقدم في أشواط في مشروعها وتغرق أمريكا في أتون نيران ستلتهم الجميع".
مناقشة