وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي منبرا لنقل الأخبار والمعلومات من جهة والتعبير عن الآراء من جهة أخرى، لتضع سياسات هذه المواقع أمام امتحان إبداء حريات الرأي وخطابات الكراهية والذي لم توفق فيه في ظروف ممائلة على غرار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وامتحان الأخبار الكاذبة.
"أخبار مزيفة"
يشير الخبراء إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام غارقة في تيارات من المعلومات الكاذبة حول الوضع في فلسطين بين "حماس" وإسرائيل.
حتى الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لم تسلم من الوقوع في هذه الأخبار والتي ظهرت عندما تحدّث الرئيس الأمريكي على حد زعمه عن مشاهدته لرؤوس أطفال مقطوعة متهمًا بذلك حركة حماس، ليصدر البيت الأبيض لاحقا توضيحا بشأن تصريحات بايدن، متراجعًا عن هذه التصريحات.
وأشار البيت الأبيض إلى أن تصريحات بايدن كانت مستندة على ادعاءات المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتقارير إعلامية من إسرائيل.
كما لاحظ خبراء مجموعة CREOpoint، لتحليل بيانات الأعمال، والذين تعقبوا الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت، وجود زيادة بحجم هذا النوع من الأخبار وصل لمئة ضعف عما يتم تداوله في الأوقات العادية، فيما يتعلق بما يحدث في فلسطين.
ووصف جان كلود غولدنشتاين، الرئيس التنفيذي للشركة، ارتفاع في نسبة الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت، الأمر الذي يسبب ردود فعل قوية بعواقب عالمية واجتماعية كبيرة.
"خطاب كراهية وتطرف انتقائي"
مع تسارع وتطور الأحداث فيما يحدث في فلسطين، تزداد المواد التي يتم نشرها على مواقع التواصل والتي تنتشر بسرعة كبيرة بين مستخدمي هذه الوسائل.
وحذّر تشنغ رونيو، خبير من معهد السياسة والعلاقات الدولية في جامعة شرق الصين، من نوعية هذه المنشورات التي قد تحمل خطاب كراهية بحق الطرفين.
وأشار إلى دور المجتمع الدولي بتجنب الانتشار غير المنضبط لرسائل وخطابات الكراهية على وسائل التواصل، مؤكدًا على دور شركات الإنترنت الكبرى في تحمل مسؤلياتها الأخلاقية.
يذكر أن القناة العاشرة الإسرائيلية كانت قد أجرت اختبارا في وقت سابق بالطلب من شخصين ـ عربي وإسرائيلي، كتابة منشورين منفصلين يتحدثان فيه عن رغبتهما بالقيام بعمل إرهابي.
ليحظى المنشور الذي نشره المواطن الإسرائيلي دانييل ليفي، بأكثر من ألف حالة إعجاب بالإضافة للعديد من التعليقات المؤيدة خلال ساعات قليلة، في الوقت الذي تلقى فيه المواطن العربي المشارك في الاختبار شادي خليل، 7 حالات إعجاب بالإضافة للإبلاغ عنه للشرطة الإسرائيلية التي استدعته للتحقيق، ليتم إطلاق سراحه بعد التواصل مع القناة التلفزيونية التي أجرت هذا الاختبار.
يذكر أن المنشورين اللذين نشرهما المشاركان في الاختبار بقيا لفترة من الزمن على صفحتيهما على وسائل التواصل، حتى قاما بمفردهما بحذف المنشورين بطلب من القناة التلفزيونية التي كانت في حالة من الذهول لعدم قيام هذه المواقع بتحذير المستخدمين من محتوى ما تم نشره.