والتقت "سبوتنيك" مع الغويل على هامش منتدى الاستثمار العالمي، المقام في أبو ظبي، وإلى نص اللقاء:
ما هي التحديات التي تقف أمام الاستثمار في ليبيا؟
ليبيا بلد واعد من حيث الموقع الجغرافي والموارد والكفاءات البشرية، وكذلك من حيث الاستحقاق والمعرفة، وتحتاج إلى شراكات وإعادة إعمار، ويقف عائق وحيد لها أمام الاستثمار، هو العائق الأمني والتدخلات الخارجية التي تتصارع على الكعكة الليبية، وتمنع الليبيين أن يستوفوا حقوقهم المعيشية والتجارية والاستثمارية.
كيف ترون العلاقات المستقبلية بين روسيا وليبيا ودورها في استقرارها؟
إن نجاح روسيا في عهودها مع أصدقائها يجعل كل متطلع سياسي يرغب في إجراء شراكة معها، ونحن نتطلع لدور إيجابي لروسيا في المرحلة الراهنة، وروسيا ليست دولة استعمارية وتدعم عدم سيطرة "القطب الواحد"، كما تعتبر الدولة التي من الممكن أن يستظل بها أي مغلوب أو من شعر بممارسة الظلم من الدول الأخرى، أو من رعاة القطب الواحد في العالم، كما أن ليبيا وروسيا لديها ثقافة وجدانية تاريخية، وعلاقات طيبة عمرها 50 عاما.
هل ترى أن هناك فرصة كبيرة لاستثمار روسيا في ليبيا وما هي أبرز المجالات من وجهة نظركم؟
نعم هناك فرصا كبيرا جدا بالنسبة لروسيا للاستثمار في ليبيا، في مجالات النفط والحديد والتقنية بمختلف أنواعها، والتكامل بين الكوادر في التدريب.
تقود روسيا المسألة الخاصة بتعدد القطبية والتوازن على المستوى السياسي والاقتصادي... هل ترى أن هذه الخطوات في صالح المناخ الاستثماري التي تسعى لها دول الشرق الأوسط؟
نعم وكذلك في صالح العدل والحق وعدم الاعتداء على الحقوق، وروسيا أصبحت مقصد لكل مظلوم، والغطاء الأخلاقي الذي تتمتع به روسيا هو منع الظلم عن الشعوب، وهذا موضوع له قيمة معنوية أعلى من قيمة إنتاج أموال او استثمار.
كيف ترون الخروج من مأزق مرور ليبيا في الوقت الحالي في حالة تجمد سياسي؟
لقد أجمع الليبيون وكذلك غالبية التيار الوطني الليبي، وأغلب القوى الفاعلة على الأرض الحقيقية، أنه يجب استبعاد كافة الأجسام المشبوهة والحكومات التي لديها ولاء للخارج، وإقامة انتخابات وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة تعرف وتدرك أهمية ردع الظالمين وحماية البلد، من خلال إشراكها لكافة الأطراف السياسية الليبية، وإدراج ثقافة "لا غالب ولا مغلوب"، ومنع القهر وحماية المقدّرات وحدود البلاد.
لماذا يصر رئيس الحكومة الليبية على رفض تشكيل حكومة جديدة، وإصراره على حضوره المشهد في الانتخابات المقبلة، على الرغم من تصريحات مسؤولين بأن الحكومة هي من عطلت الانتخابات؟
من وجهة نظري هو لديه طموح بالاستمرار في بالسلطة، ولكن هل أنت لديك مقومات الوصول لها، مصاحبًا لأخلاقك وانتمائك ومخاطبة التاريخ لك كباني للوطن، أم أن وجودك في السلطة سيكون عائق على الوطن ومخرّب له ومضيع لحقوقه ولهيبة الدولة؟ نحن دولة تعتز بتاريخها السابق، وكان المواطن الليبي لديه كرامة، وكان جواز السفر الليبي يتمتع بقوة، وكان يُستشار برأينا لا أن نستشير مثله.
يجب على رئيس الحكومة أن يفتح مسارا للبلد، بحيث أن تكون هناك انتخابات، وهذا خطاب موجّه إلى كل السياسيين، وهو أن يخاطبوا في المقام الأول التاريخ وبناء الدولة والتنمية وإسعاد الشعب، وخلق بنية استثمارية جديدة قائمة على موارد جديدة، بعيدا عن النفط.
هل هناك عرقلة من الدول الغربية لمسار الانتخابات، في ظل إشارة العديد من النواب إلى أن الجانب الغربي يرغب في تفصيل الحكومة المقبلة على مقاس أهوائه؟
ليبيا أصبحت ضحية ابتزاز دولي وتقاطعات دول، وطمع دول بها، وليبيا كانت ناصر للحق في مرحلة من المراحل، وبالتالي الغرب يعاقبها على مواقفها التاريخية، ومن يريد أن يجسّد موضوع القيم والحق وحماية الشعوب ليس هو من يبتز أموالهاـ ويدمر المخرب ويجزي المجزي.
أجرى الحوار: محمد حميدة ووائل مجدي